و لم يتعقبه الحافظ بشيء بل أقره فراجعه إن شئت.و بالجملة فضعف هذا الراوي بعد اتفاق أولئك الأئمة عليه أمر لا ينبغي أن يتوقف فيه باحث، أو يرتاب فيه منصف.
و إن مما يؤكد ذلك ما يلي:
و الأخرى: مخالفة الإمام مالك إياه في رفعه، فقال في " موطئه " (3/ 149):
عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح السمان أنه أخبره أن أبا هريرة قال: فذكره
موقوفاً عليه و زاد:" في الجنة ".فرواية مالك هذه موقوفاً مع هذه الزيادة يؤكد أن عبد الرحمن لم يحفظ الحديث فزاد في إسناده فجعله مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، و نقص من متنه ما زاده فيه جبل الحفظ الإمام مالك رحمه الله تعالى. و ثمة دليل آخر على قلة ضبطه أن
في الحديث زيادة شطر آخر بلفظ:" و إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم ".فقد أخرجه الشيخان من طريق أخرى عن أبي هريرة مرفوعاً به إلا أنه قال:
" .. ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق و المغرب ".و عند الترمذي و حسنه بلفظ:" .. لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا في النار ".و قد خرجت هذه الطريق الصحيحة مع شاهد لها في " سلسلة الأحاديث الصحيحة " برقم (540). ثم خرجت له شاهدا من غير حديث أبي هريرة برقم (888).و بعد فقط أطلت الكلام على هذا الحديث و راويه دفاعاً عن السنة و لكي لا يتقوّل متقوّل، أو يقول قائل من جاهل أو حاسد أو مغرض:
إن الألباني قد طعن في " صحيح البخاري " و ضعف حديثه، فقد تبين لكل ذي بصيرة أنني لم أحكم عقلي أو رأيي كما يفعل أهل الأهواء قديما و حديثا، و إنما تمسكت بما قاله العلماء في هذا الراوي و ما تقتضيه قواعدهم في هذا العلم الشريف و مصطلحه من رد حديث الضعيف، و بخاصة إذا خالف الثقة. والله ولي التوفيق).
قلت:في كتاب "العلل" للدارقطني (8/ص214 - سؤال1525) ما نصّه:" وسئل عن حديث لأبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم:"إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقى بها بالا يهوي بها في نار جهنم وإنه ليتكلم بالكلمة لا يلقى بها بالاً يرفعه الله بها في الجنة".
فقال: يرويه محمد بن يحيى بن حبان وعبد الله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة واختلف عن عبد الله بن دينار:
فرواه عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وخالفه مالك بن أنس رواه عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة موقوفاً وهو المحفوظ".
يتبع إن شاء الله تعالى ...................
ـ[الدارقطني]ــــــــ[24 - 11 - 09, 04:12 م]ـ
182 - السلسلة الصحيحة (5/حديث2151) قال رحمه الله: ("لقنوا موتاكم: لا إله إلا الله، فإن نفس المؤمن تخرج رشحا و نفس الكافر تخرج من شدقه كما تخرج نفس الحمار". أخرجه الطبراني في " الكبير " (10/ح10417) عن عاصم عن أبي وائل عن عبدالله رفعه.
قلت: و هذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات، على خلاف في عاصم - وهو ابن أبي النجود -بسبب حفظه و الذي استقر عليه رأي المحققين فيه أنه وسط حسن الحديث حجة ما لم يخالف. و لذلك قال الهيثمي (4/ 323): رواه الطبراني في "الكبير" و إسناده حسن).
قلت: هذا الحديث الراجح أنه موقوف، وهو من كلام عبدالله بن مسعود-رضي الله عنه-.
فهذا الحديث الذي ذكره الشيخ-رحمه الله- أخرج الطبراني بهذا الإسناد:
قالالطبراني: حدثنا عبدان بن أحمد، حدثنا سليمان بن أيوب صاحب البصري، حدثنا حماد بن زيد، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله، رفعه، قال:"لقنوا موتاكم لا إله إلا الله، فإن نفس المؤمن تخرج رشحا، ونفس الكافر تخرج من شدقه، كما تخرج نفس الحمار".
وخالف سليمان بن أيوب صاحب البصري، كل من:"حبان بن هلال"، و:"أبو النعمان عارم" فرووه عن حماد بن زيد به، موقوفاً: أما رواية عارم:فقد قال الطبراني في"المعجم الكبير" (9/ح8866):حدثنا علي بن عبدالعزيز، ثنا عارم أبو النعمان، ثنا حماد بن زيد، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبدالله قال:"إن المؤمن يخرج نفسه رشحا، وإن الكافر يخرج نفسه في شدقه كما يخرج نفس الحمار".دون قوله:"لقنوا موتاكم .. ".
أما رواية حبان بن هلال:قال ابن أبي الدنيا في كتاب"المحتضرين":حدثني محمد بن الحسين قال: حدثنا حبان بن هلال قال:حدثنا حماد بن زيد، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبدالله قال:"لقنوا موتاكم لا إله إلا الله". دون قوله:"إن المؤمن يخرج ... ".
ورواية الإثنين المذكورين (حبان بن هلال، وعارم) أرجح، والله أعلم.وهذا الأثر له طريق آخر عن ابن مسعود -رضي الله عنه-، رواه عنه علقمة، وجاء مرفوعاً وموقوفاً، رجّح الدارقطني الموقوف، ففي كتاب "العلل" (5/ص143 - سؤال777) ما نصّه:"وسئل عن حديث علقمة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم:" تخرج نفس المؤمن رشحا وإن نفس الفاجر تخرج من شدقه كما تخرج نفس الحمار".
فقال:يرويه أبو معاوية ووكيع وابن عيينة ومحمد بن عبيد عن الاعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله موقوفاً.ورواه القاسم بن مطيب كوفي ثقة عن الاعمش بهذا الاسناد مرفوعاً.
ورفعه حسام بن مصك عن أبي معشر عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله أيضاً.
والموقوف أصح".
يتبع إن شاء الله تعالى ................
¥