أخرجه البزار (ص16 - زوائده)، وأبو يعلى (1/ 203)، والبيهقي في "الشعب" (2/ 47/ 2)، والقضاعي (48/ 2)، وقال البزار:"روي عن سعد من غير وجه موقوفاً، ولا نعلم أسنده إلا علي بن هاشم بهذا الإسناد".
قلت: ورجاله ثقات كلهم رجال مسلم، غير أن أبا إسحاق - وهو السبيعي - مدلس وقد عنعنه، وابن البريد قد خولف في إسناده كما يأتي بعده.
والأخرى: عن أبي شيبة عن سلمة بن كهيل عن مصعب بن سعد عن سعد ابن مالك به.أخرجه ابن عدي (ق2/ 1).
وأبو شيبة هذا اسمه إبراهيم بن عثمان بن أبي شيبة، وهو هالك؛ كما قال الذهبي، وقال الحافظ:"متروك الحديث".
قلت: ومع ضعفه الشديد، فقد خالفه في رفعه سفيان الثوري؛ فقال: عن سلمة بن كهيل به موقوفاً على سعد.
أخرجه أبو بكر بن شيبة في "كتاب الإيمان" (رقم81 - بتحقيقي): حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان به.وهذا إسناد صحيح موقوف على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن وهب في "الجامع" (ص79): أخبرني جرير بن حازم عن شعبة بن الحجاج أن سعد بن أبي وقاص قال: ... فذكره موقوفاً عليه.وهذا رجاله ثقات أيضا لكنه منقطع. ولذلك قال الدارقطني في "العلل"-بعد أن ذكره من حديث سعد مرفوعاً وموقوفاً-:"الموقوف أشبه بالصواب".
3 - وأما حديث أبي أمامة؛ فيرويه وكيع: أخبرنا الأعمش قال: حدثت عن أبي أمامة به.
أخرجه ابن أبي شيبة (رقم82)،ومن طريقه ابن أبي عاصم (114):حدثنا وكيع به، وبهذا الإسناد أخرجه أحمد أيضا (5/ 252).ورجاله ثقات، فهو صحيح لولا جهالة شيخ الأعمش، وقد رواه غير وكيع عن الأعمش عن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد عن أبيه مرفوعا، كما مضى بيانه في الحديث (2)،وهذا أصح منه؛ لأن وكيعاً أحفظ من ابن البريد. والله أعلم.
4 - وأما حديث عبدالله بن أبي أوفى؛ فيرويه سعيد بن زربي عن ثابت البناني عنه مرفوعاً به.أخرجه البيهقي (2/ 105/ 2) وقال:"سعيد بن زربي من الضعفاء".وقال الحافظ:"منكر الحديث".
قلت: وجملة القول: إن الحديث ضعيف من جميع طرقه، وليس فيها ما يمكن أن يعضد به، إلا الموقوف، فإن كان له حكم المرفوع فهو شاهد قوي، ولكن لم يتبين لي ذلك. والله أعلم).
قلت: هذا الباب لم يثبت فيه إلا موقوفات -فيما أعلم-:
الأول: عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه - وسأذكر كلاماً لأهل العلم لما فيه من فائدة:
قال البيهقي في "السنن الكبرى": أخبرنا أبو الحسن: على بن محمد المقرئ أنبأنا الحسن بن محمد بن إسحاق حدثنا يوسف بن يعقوب القاضى حدثنا عمرو بن مرزوق حدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل عن مصعب بن سعد عن أبيه قال:"المسلم يطبع على كل الطبيعة غير الخيانة والكذب".
قال البيهقي:"هذا موقوف وهو الصحيح وقد روى مرفوعاً".
وقال البيهقي في"شعب الإيمان":" وروي مرفوعاً، ورفعه ضعيف".
وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (ح2506): (وسئل أبو زرعة عن حديث؛ رواه علي بن هاشم بن البريد عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن مصعب بن سعد، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "على كل خلة يطبع المؤمن إلا الخيانة والكذب".
قال أبو زرعة: هذا يروى عن سعد، موقوفاً).
الثاني: عبدالله بن مسعود-رضي الله عنه-:
قال أبو بو بكر بن أبي شيبة في كتاب"الإيمان": حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن منصور، عن مالك بن الحارث، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله قال: «المؤمن يطبع على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب».
أقول: إسناده صحيح، والله أعلم.
يتبع إن شاء الله تعالى .......................
ـ[الدارقطني]ــــــــ[09 - 12 - 09, 04:15 م]ـ
198 - السلسلة الضعيفة (7/حديث3215) قال رحمه الله: ("يطبع المؤمن على كل خلق، ليس الخيانة والكذب". ضعيف.
روي من حديث عبدالله بن عمر، وسعد بن أبي وقاص، وأبي أمامة، وعبدالله بن أبي أوفى.
1 - أما حديث ابن عمر، فيرويه عبيدالله بن الوليد الوصافي عن محارب بن دثار عنه مرفوعاً به.
أخرجه ابن أبي عاصم في"السنة" (115)،وابن عدي في "الكامل" (236/ 1)،والبيهقي في"شعب الإيمان" (2/ 47/ 2) من طريقين عنه، وقال ابن عدي:"الوصافي ضعيف جداًّ، يتبين ضعفه على حديثه".وهو كما قال، واقتصر الحافظ على قوله فيه:"ضعيف".
2 - وأما حديث سعد؛ فله عنه طريقان:
الأولى: عن علي بن هاشم بن البريد عن الأعمش عن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد عن أبيه مرفوعاً.
¥