[الأحاديث التي يحتج بها الرافضة، لعبد الله العمار]
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[21 - 09 - 04, 01:09 ص]ـ
الحلقة الأولى
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) [آل عمران ـ 102] (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحده وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إنَّ الله كان عليكم رقيباً) [النساء ـ 1]. (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً) [الأحزاب ـ 69، 70].
أما بعد: فقد عاش الصحابة والقرون الفاضلة زماناً فاضلاً؛ ظهر فيه العلم واستقام فيه الناس. أُخذ فيه العلم عن الأكابر؛ فعمل بصحيح المنقول. فخذل الزنادقة وأهل التضليل والتحريف. ولما طال العهد، وقل العلم، ظهر أهل الأهواء والبدع في غيبة من العلم والإيمان.
ولكن لم يهنئوا بقرار ولم يفرحوا بحال؛ فقد قيض الله علماء ربانيين في كل زمان. فنهض أئمة السنة في بيان حال أهل البدع وردوا شبهاتها، فنشروا السنة بين الناس. وكانت العاقبة للمتقين. وأهل البدع طوائف بعضها شرٌّ من بعض؛ وظلمات بعضها فوق بعض.
وكان من أشر هذه الفرق الرافضة. فقد ضلَّ بهم خلق كثير بشبه واهية وأحاديث باطلة؛ لهذا رأيت من المناسب أن أقُوم بدراسة الأحاديث التي احتج بها أهل الأهواء؛ مبتدءاً بالأحاديث التي احتج بها الرافضة، دراسة نقدية للإسناد والمتن وبيان أحكام العلماء المتقدمين والمتأخرين على هذه الأحاديث. لكي تظهر المحجة وتقوم الحجة وأحاديثهم على قسمين:
1 ـ أحاديث ظاهرة البطلان من افرازات عقولهم الخبيثة؛ ليس لها مرجع علمي معتمد. أقحموها في كتبهم خاصة ليضلوا بها العامة، بأسانيد واهية مركبة مكذوبة ومتون باطلة ورجال مجاهيل، فهذا النوع البحث فيه مضيعة للوقت والسكوت عنها تجهيل لها. والأولى أن نسميها "أقاويل" بدل "أحاديث"
2 ـ أحاديث لها ذكر في مصادر علمية معتمدة بغض النظر عن حكم هذا الحديث. وهذا موضوع بحثنا. وسوف أقوم إن شاء الله؛ بوضع حلقات دورية في هذا الموقع المبارك. تمهيداً لنشرها في كتب مفيدة.
كما أنني أُوصي الأخوة الأفاضل لمن يظفر بحكم إمام من الأئمة على حديث بحثناه ولم نذكره أن يراسلنا عن طريق الموقع. لأنني أحاول استقصاء أحكام الأئمة على الأحاديث.
أخيراً: أسأل الله أن يوفقنا وأن ينفعنا بما كتبنا وأن ينفع القراء بهذه البحوث. والله الموفق،،،
كتبه
عبد الله العمار
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[21 - 09 - 04, 01:12 ص]ـ
الحلقة الثانية
الحديث الأول: السبق ثلاثة: فالسابق إلى موسى يوشع بن نون، والسابق إلى عيسي صاحب ياسين، والسابق إلى محمد صلى الله عليه وسلم على بن أبي طالب).
قلت: أورده عبد الحسين الشيعي في مراجعاته (ص42) في الحاشية [93] وقد رواه الطبراني في الكبير 11/ 77 [11152] قال حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا الحسين بن أبي السري العسقلاني: نا حسين الأشقر نا سفيان بن عيينة عن أبن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس به مرفوعاً.
قلت: متنه فيه نكارة وإسناده واهٍ. لأن فيه حسين بن الحسن الأشقر الكوفي شيعي كان غالياً؛ وقد ضعفه الأئمة. قال البخاري: (عنده مناكير) اهـ، وقال أيضاً: (فيه نظر) اهـ، وقال أبو زرعة: (منكر الحديث) اهـ، وقال أبو حاتم: (ليس بقوي) اهـ، وكذا قال النسائي والدارقطني وذكره ابن حبان في الثقات. وقال السعدي: (كان غالياً من الشتامين للخيرة) اهـ.
لهذا قال ابن كثير في تفسيره 3/ 570: (هذا الحديث منكر لا يعرف إلا من طريق حسين الأشقر وهو شيعي متروك) اهـ.
ونحوه قال العقيلي في الضعفاء وأقره المناوي في فيض القدير 4/ 136. ونقل الحافظ في تهذيب التهذيب 2/ 292 عن العقيلي أنه قال: (لا أصل له عن ابن عيينه) اهـ.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 102: (فيه حسين بن حسن الأشقر وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور. وبقيه رجاله حديثهم حسن أو صحيح) اهـ.
¥