تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وتابعه روح بن القاسم عن إبراهيم بن ميسرة به. أخرجه ابن أبي الدنيا في" مكارم الأخلاق " (ص 30). وقال أحمد (6/ 152): حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن أيوب عن ابن أبي مليكة أو غيره عن عائشة قالت: فذكره بنحوه.

قلت: والإسناد الأول رجاله ثقات على ضعف خالد بن خداش لكنه قد توبع كما رأيت لكنه منقطع، فإن إبراهيم بن ميسرة لم يذكروا له رؤية عن غير أنس من الصحابة،وقال البخاري:"مرسل"،كما يأتي. وقد وصله نصر بن طريف الباهلي، عن إبراهيم بن ميسرة عن عبيد بن سعد عن عائشة. أخرجه ابن أبي الدنيا (ص 32) لكن ابن طريف متّهم. والإسناد الثاني صحيح لولا تردد معمر أو غيره بين ابن أبي مليكة و غيره، فإن كان عن ابن أبي مليكة - و اسمه عبد الله بن عبيد الله - فهو صحيح، وإن كان عن غيره، فهو مجهول. والحديث عزاه السيوطي في " الجامع "للبيهقي في"شعب الإيمان"عن عائشة مرفوعاً مختصراً بلفظ:" كان أبغض الخلق إليه الكذب". فتعقبه المناوي بقوله:"رمز المصنف لحسنه، قضية صنيع المصنف أن البيهقي خرّجه وسكت عليه، وهو باطل، فإنه خرّجه من حديث إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن أبي مليكة عن عائشة.

وعن محمد بن أبي بكر عن أيوب عن إبراهيم بن ميسرة عن عائشة.

ثم عقبه بما نصه:" قال البخاري: هو مرسل، يعني بين إبراهيم بن ميسرة وعائشة، ولا يصحّ حديث ابن أبي مليكة.قال البخاري: ما أعجب حديث معمر عن غير الزهري، فإنه لا يكاد يوجد فيه حديث صحيح. اهـ. فأفاد بذلك أن فيه ضعفاً أو انقطاعاً، فاقتطاع المصنف لذلك من كلامه وحذفه من سوء التصرف، وإسحاق الدبري يستبعد لقيه لعبد الرزاق كما أشار إليه ابن عدي، و أورده الذهبي في (الضعفاء) ". انتهى كلام المناوي.

قلت: لكن قد تابعه أحمد كما سبق، وتابعه أيضاً يحيى بن موسى حدثنا عبد الرزاق به مثل رواية الدبري عن ابن أبي مليكة عنها، دون التردد. أخرجه الترمذي (1/ 357) وقال:"حديث حسن".كذا قال! ويحيى بن موسى-وهو البلخي- ثقة من شيوخ البخاري، و من فوقه ثقات من رجال الشيخين، فحقُّهُ أن يصحِّحَهُ، ولعله لم يفعل لما سبق من إعلال البخاري إياه، ولا يظهر لي أنه إعلال قوي، والله أعلم. وكأنه لذلك قال ابن القيم في"إعلام الموقعين":"حديث حسن".ولبعضه طريق أخرى عن عائشة بلفظ:"كان إذا اطلع على أحد من أهل بيته كذب كذبة، لم يزل معرضاً عنه حتى يحدث لله التوبة ". رواه العقيلي في مقدمة كتابه" الضعفاء " (ص 2)، و عنه ابن عبد البر في " التمهيد " (1/ 69): حدثنا أحمد بن زكير حدثنا أحمد بن عبد المؤمن حدثنا يحيى بن قعنب قال: حدثنا حماد بن زيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً. ثم رواه (ص 467): حدثنا الحسن بن {حبيب} حدثنا أحمد بن عبد المؤمن به. أورده في ترجمة يحيى بن مسلمة بن قعنب،وقال:"لا يتابع على حديثه، وقد حدّث بمناكير ".وعزاه في"الجامع" لأحمد والحاكم عن عائشة و لم أره عندهما الآن، و ذكر المناوي أنه عند الحاكم من طريق ابن قعنب هذا).

قلت: هذا حديثٌ ضعيف، أعلَّهُ أيضاً بالإرسال: "أبو حاتم الرازي، والدارقطني"، والبخاري كما ذكر الشيخ -رحمه الله-، " إبراهيم بن ميسرة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً ووجه الإرسال أنَّ:"إبراهيم بن ميسرة" لم يسمع من:"السيدة أم المؤمنين عائشة" -رضي الله عنها-:

قال ابن أبي حاتم في كتاب "العلل" (ح2198): (وسألت أبي عن حديث؛ رواه مروان الطاطري، عن محمد بن مسلم الطائفي، عن أيوب السختياني، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، قالت: "ما كان شيء أبغض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب، وما جرب على أحد كذباً فرجع إليه ما كان يعرف، حتى تظهر منه توبة".

قال أبي: ما أدري ما هذا، إنما يروى هذا الحديث عن أيوب، عن إبراهيم بن ميسرة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً).

وقال ابن أبي حاتم في كتاب"العلل" (ح2336): (وسمعت أبي وحدثنا: عن أبي الطاهر، عن ابن وهب، قال: أخبرني محمد بن مسلم، عن أيوب السختياني، عن ابن سيرين، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: "ما كان شيء أبغض عند أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الكذب، وما جرب منه رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحد من شيء وإن قل فيخرج له من نفسه حتى يحدث له توبة".

قال أبي: إنما هو أيوب، عن إبراهيم بن ميسرة، عن عائشة، مرسلاً).

وفي كتاب "العلل" للدارقطني (14/ 358 - 359 - سؤال3704) ما نصّه: (وسئل عن حديث ابن أبي مليكة، عن عائشة: "ما كان خلقٌ أبغض إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الكذب".

فقال: يرويه أيوب السختياني، واختلف عنه:

فرواه معمر، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة.

وتابعه محمد بن مسلم الطائفي -من رواية مروان بن محمد الطاطري عنه-.

وخالفه ابن وهب، فرواه عن محمد بن مسلم، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن عائشة.

وخالفه حماد بن زيد، وحاتم بن وردان، ووهيب، فرووه عن أيوب، عن إبراهيم بن ميسرة مرسلاً، عن عائشة، وهو الصواب.

وحدّث به القاسم بن يحيى الضرير، عن عمرو بن فائد والحسن بن دينار، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن القاسم، عن عائشة.

والقاسم بن يحيى هذا ضعيف، من شيوخ المعتزلة).

يتبع إن شاء الله تعالى ................

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير