ـ[الدارقطني]ــــــــ[19 - 04 - 10, 09:33 ص]ـ
273 - السلسلة الضعيفة (4/حديث1709) قال رحمه الله: ("بريء من الشح من أدى الزكاة و قرى الضيف و أعطى في النائبة". ضعيف. رواه الطبراني (1/ 205 / 2) من طريق عمر بن علي المقدمي عن مجمع بن يحيى بن جارية قال: سمعت عمي خالد بن زيد الأنصاري قال: فذكره مرفوعاً.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، لأن خالد بن زيد، وهو ابن حارثة الأنصاري لم تثبت صحبته. قال الحافظ في"الإصابة" (1/ 405) بعدما عزاه لأبي يعلى والطبراني:"إسناده حسن، لكن ذكره البخاري، و ابن حبان في (التابعين) ".ونقله المناوي و أقره، و لم يزد عليه بشيء، و عزاه أصله لهناد، يعني في "الزهد" (رقم: 1060).
وأنا أقول: إن كان مدار الحديث عنده وعند أبي يعلى من طريق عمر بن علي المقدمي الذي في طريق الطبراني، ففيه علّة أخرى غير الإرسال، وهي تدليس المقدمي هذا، قال الحافظ: " كان يدلس شديدا "! قلت: ويعني به تدليس السكوت، كأن يقول: " حدثن" أو "سمعت"، ثم يسكت، ثم يقول: "هشام بن عروة" أو "الأعمش" موهماً أنه سمع منهما، و ليس كذلك! و انظر الحديث (921). ثم وجدت في مسودتي أن الحديث أخرجه ابن حبان في كتاب "الثقات" (4/ 202) من طريق أبي يعلى بسنده عن ابن المبارك عن مجمع بن يحيى به، وقال:"مرسل".وأنّه رواه أبو عثمان النجيرمي في "الفوائد" (26/ 2) عن سليمان بن شرحبيل: حدثنا إسماعيل بن عياش حدثنا عمارة بن غزية الأنصاري عن عمّه عمر بن حارث عن أنس بن مالك مرفوعاً به، دون قوله:"وأعطى في النائبة ".ومن هذا الوجه رواه الثعلبي أيضاً في"تفسيره" (3/ 181 / 1 - 2).
قلت:وهذا إسناد غريب، عمر بن حارث عم عمارة بن غزية، لم أجد له ترجمة،ولم يذكروا في ترجمة عمارة بن غزية أنه يروي عن عمه هذا، وإنما عن أبيه غزية بن الحارث! وإسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن المدنيين، وهذه منها. و سليمان بن شرحبيل، و كتب كاتب"الفوائد" على "شرحبيل" "شراحيل" كأنه يعني نسخته. ولم أجد في هذه الطبقة من اسمه سليمان بن شرحبيل أو شراحيل. ثم رأيت الحديث في"الزهد" لهناد (1060) من طريق آخر عن مجمع بن يحيى. فانحصرت العلة في الإرسال في هذا الوجه. الله أعلم).
وأعاد الشيخ-رحمه الله- هذا الحديث في السلسلة الضعيفة أيضاً (4/حديث1952) فقال: (ثلاث من كن فيه وقي شح نفسه: من أدى الزكاة و قرى الضيف و أعطى في النائبة ". ضعيف. رواه الطبراني (1/ 205 / 2) عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع عن
مجمع بن يحيى عن عمه خالد بن زيد بن جارية مرفوعا. قال الهيثمي (3/ 68):"وإبراهيم بن إسماعيل بن مجمع ضعيف ".
قلت: وله طريق أخرى أخرجه في"الصغير" (ص 25) عن زكريا بن يحيى الوقار: حدثنا بشر بن بكر عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر مرفوعاً.
وقال:"لم يروه عن الأوزاعي، إلا بشر، تفرّد به زكريا ".
قلت:وهو ضعيف أيضاً كما قال الهيثمي، بل هو هالك فقد كذّبه غير واحد. لكن تابعه عمر بن علي المقدمي عن مجمع بن يحيى بن جارية به بلفظ:" برىء من الشح منأدى ... "الحديث.
والمقدمي هذا ثقة، ولكنه كان يدلس شديداً كما قال الحافظ، لكنه توبع كما يأتي.والحديث أورده السيوطي باللفظ الثاني من رواية هناد و أبي يعلى والطبراني عن خالد ابن زيد بن جارية. وعزاه الحافظ في" الإصابة "للأخيرين فقط من طريق مجمع بن يحيى به،وقال:"إسناده حسن، لكن ذكره (يعني خالد بن زيد) البخاري وابن حبان في التابعين".
قلت:فهذه علة أخرى في الحديث، ألا وهي الإرسال. وأما تحسين الحافظ لإسناده، فلعله عند أبي يعلى من غير الطريقين المتقدمين عن مجمع، وذلك ما أستبعده. والله أعلم.
ثم صدق ظني حين رأيت ابن حبان قد أخرج الحديث في " الثقات " (4/ 202) من طريق أبي يعلى - و هو شيخه - بسنده عن ابن المبارك عن مجمع بن يحيى به لم يجاوز خالدا. و هكذا رواه هناد في " الزهد " (2/ 514 / 1060) من طريق أخرى عن مجمع به. و قال ابن حبان: "مرسل").
قلت: صحّ هذا الأثر من قول الإمام الأوزاعي -رحمه الله-:
¥