محمد بن سليمان عن زهير بن محمد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، مرفوعاً: (اغزوا تغنموا وصوموا تصحوا وسافروا تستغنوا)
قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن سهيل بهذا اللفظ إلا زهير بن محمد».
وقال العقيلي: «لا يُتابع عليه إلا من وجهٍ فيه لين».
قلت: وهذا الإسناد لا يصح، بل هو منكر:
1. لغرابته: فقد تفرد به زهير بن محمد؛ كما أشار لذلك الطبراني، ولم يتابع عليه؛ كما ذكر ذلك العقيلي. وسلسلة (سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة) من الشهرة بمكان، ومخرجة في الصحيحين، فأين أصحاب سهيل المكثيرين عنه من هذا الخبر؟!
2. زهيرٌ هذا متكلم فيه، وخلاصة القول فيه أن حديثه على قسمين:
أ - رواية العراقيين عنه مستقيمة.
ب - رواية الشاميين عنه ضعيفة، وله ما يُستنكر؛ حتى قال أحمد: كأن زهيراً الذي يحدث عنه أهل الشام آخر!.
وهذا الحديث الذي معنا من رواية الشاميين عنه، فمحمد بن سليمان حرّاني، وقد أشار إلى نحو هذا العقيلي فقال: «لا يُتابع عليه إلا من وجهٍ فيه لين» وفيما يظهر أنه يقصد أن هذا الخبر جاء في أحاديث أخرى، ولا يقصد أن زهيراً توبع عليه من حديث أبي هريرة. والله أعلم.
وجاء من حديث علي t: أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 357) قال: ثنا محمد بن روح بن نصر ثنا أبو الطاهر قال ثنا أبو بكر بن أبي أويس عن حسين بن عبد الله عن أبيه عن جده عن علي t مرفوعاً.
وذكره في ترجمة حسين بن عبدالله بن ضميرة؛ وعده من منكراته وقال: وهو ضعيف منكر الحديث وضعفه بيّن على حديثه. ونقل في أول ترجمته ترك وتكذيب كبار الأمة له.
فهذا إسناد باطل؛ لأن ابن ضميرة متهم بالكذب.
وجاء من حديث ابن عباس t: أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 57) أيضاً قال: ثنا عبد الرحمن بن محمد بن علي القرشي ثنا محمد بن رجاء السندي ثنا محمد بن معاوية النيسابوري ثنا نهشل بن سعيد عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعاً: (سافروا تصحوا وصوموا تصحوا واغزوا تغنموا).
وهذا إسناد باطل أيضاً، فنهشل بن سعيد متهم بالكذب.
فتبين مما تقدم أن الحديث لا يصح بحال من جميع طرقه، وأنه حديث منكر، وتقدم تضعيف العقيلي له، وكذا العراقي، بل حكم عليه الصاغاني بالوضع في الموضوعات (ص51) له.
ولم أقف على أحدٍ من الأئمة قد صحّحه.
وقد جاء من وجه آخر عند أحمد (2/ 380) عن أبي هريرة بلفظ: (سافروا تصحوا واغزوا تستغنوا) ولا يصح، وهذا مما يوهّن هذا الخبر؛ للاختلاف الذي وقع في المتن.
والله أعلم.
الحديث71:
عن أبي رافع رضي الله عنه، قال: قال النبي عليه السلام: «إذا طنت أذن أحدكم، فليذكرني. وليصل عليَّ، وليقل ك ذكر الله من ذكرني بخير».قال الشيخ العلوان:
هذا الحديث خرجه البزار 4/ 32 – كشف الأستار] والطبراني في معجميه الأوسط والصغير [2/ 120]، وهو حديث ضعيف جداً، بل أورده ابن الجوزي في «الموضوعات»، وقال العقيلي: ليس له أصل» وآفته معمر بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع.
قال البخاري: «منكر الحديث».
وكذلك فيه أبوه محمد بن عبيد الله.
قال عنه ابن معين: «ليس بشيء».
وخرجه ابن السني وابن حبان في «المجروحين» والطبراني في الكبير [1/ 321] من طريق حَبان بن علي: حدثنا محمد بن عبيد الله.
فهذه متابعة لمعمر، ولكن حبان ضعيف، لا يحتج بمتابعته، فكيف وما زال في الطريق محمد بن عبيد الله؟! والله أعلم
فائدة: قال ابن القيم رحمه الله: «كل حديث في طنين الأذن فهو كذب».
الحديث84:
رواه أبو داود في سننه (5105) والترمذي (1514) من طريق عاصم بن عبيدالله عن عبيدالله بن أبي رافع عن أبيه قال: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أذّن في أُذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة بالصلاة.
قال أبو عيسى: "هذا حديث حسن صحيح"،قال الشيخ العلوان حفظه الله: وفيه نظر: فقد تفرد به عاصم عن عبيدالله وأكثر أهل العلم على تضعيفه.
قال ابن عيينة: "كان الأشياخ يتقون حديث عاصم بن عبيدالله".
وقال على بن المديني: "سمعت عبدالرحمن بن مهدي ينكر حديث عاصم بن عبيدالله أشد الإنكار".
وقال أبوحاتم: "منكر الحديث مضطرب الحديث ليس له حديث يعتمد عليه". وقال النسائي: "لا نعلم مالكاً روى عن إنسان ضعيف مشهور بالضعف إلا عاصم بن عبيدالله فإنه روى عنه حديثاً".
قال الشيخ العلوان حفظه الله:
وتصحيحُ الترمذي للحديث اجتهادُُُ ُ لم يوافقه عليه كبير أحد، فأئمة هذا الشأن وأهل العلم المعنيّون بمعرفة الرواة والأسانيد يطعنون في عاصم ولا يصححون له.
وقد ورد الحديث عن ابن عباس: رواه البيهقي في الشعب (6\ 390) من طريق الحسن بن عمرو بن سيف عن القاسم بن مطيب عن منصور بن صفية عن أبي معبد عن ابن عباس أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أذّن في أذن الحسن بن علي يوم ولد فأذن في أذنه اليمنى وأقام في أذنه اليسرى.
وهذا الإسناد أشد ضعفاً من سابقه، فالحسن بن عمرو كذبه البخاري وقال الحاكم: "أبو أحمد متروك الحديث".
ولا يصح في الباب شيء فيصبح الأذان في أذن المولود غير مستحب.
الحديث119:
هو من كلام ابي بكر بن عياش
¥