تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لِذَا قَالَ الْإِمَامُ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ فِي بَكْرِ بْنِ يُونُسَ: " حَدَّثَ عَنْ مُوسَى بْنِ عَُلَِيٍّ بِحَدِيثَيْنِ مُنْكَرَيْنِ، لَمْ أَجِدْ لَهُمَا أَصْلاً مِنْ حَدِيثِ مُوسَى ".

فَإِنَّ بَكْرَ بْنَ يُونُسَ لَيْسَ لَهُ عَنْ مُوسَى بْنِ عَُلَِيٍّ إِلاَّ ثَلاَثَةُ أَحَادِيثَ (فِي عِلْمِي الْقَاصِرِ): اثْنَانِ عَنْ مُوسَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُقْبَةَ -وَكِلاَهُمَا مُنْكَرٌ-، وَالثَّالِثُ عَنْ مُوسَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ -وَأَخْطَأَ فِيهِ-، وَالْأَحَادِيثُ هِيَ:

الْأَوَّلُ: «لاَ تُكْرِهُوا مَرْضَاكُمْ ..... الْحَدِيثَ». قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ (2): قَالَ أَبِي: هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ، وَبَكْرٌ هَذَا: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.

الثَّانِي: «أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِ عُمَّالِكُمْ وَشِرَارِهِمْ؟، قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: فَإِنَّ خِيَارَهُمْ خِيَارُهُمْ لَكُمْ، وَتُحِبُّوهُ وَيُحِبُّكُمْ، وَتَدْعُونَ اللَّهَ لَهُ، وَيَدْعُو اللَّهَ لَكُمْ. وَشِرَارُهُمْ شِرَارُهُمْ لَكُمْ، مَنْ تُبْغِضُوهُ وَيُبْغِضُكُمْ، وَتَدْعُونَ اللَّهَ عَلَيْهِ، وَيَدْعُو اللَّهَ عَلَيْكُمْ، قَالُوا: أَفَلا نُقَاتِلُهُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟، قَالَ: لا، دَعُوهُمْ مَا صَامُوا وَصَلَّوْا». قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: قَالَ أَبِي: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ.

وَالْحَدِيثَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ (3) فِي مُعْجَمَيْهِ الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ.

الثَّالِثُ (4): قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ: وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ بَكْرُ بْنُ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَُلَِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: «خَيْرُ الْخَيْلِ: الْأَدْهَمُ الْأَقْرَحُ الْأَرْثَمُ مُحَجَّلُ الثَّلاَثِ طَلِقُ الْيَمِينِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَدْهَمَ، فَكُمَيْتٌ عَلَى هَذِهِ الشِّيَةِ».

قَالَ أَبِي: إِنَّمَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ مُوسَى بْنِ عَُلَِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، مُرسلاً. وَبَكْرُ بْنُ يُونُسَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ. اهـ.

•ـتُ: وَصَلَهُ يَزِيدُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ عَُلَِيٍّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ أَوْ عُقْبَةَ، مَرْفُوعًا بِهِ. وَهَذَا أَشْبَهُ بِالصَّوَابِ.

بَكْرُ بْنُ يُونُسَ ضَعِيفٌ بِمَرَّةٍ؛ فَلاَ يَغُرَّنَّكَ أَنْ ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي ثِقَاتِهِ (5)، وَقَوْلُ الْعِجْلِيِّ (6): لاَ بَأْسَ بِهِ. فَهَذَا مِنْ تَسَاهُلِهِمَا.

بَكْرٌ قَالَ فِيهِ الْبُخَارِيُّ (7) وَأَبُو حَاتِمٍ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَاهِي الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لاَ يُتَابَعُ عَلَيْهِ.

وَمُوسَى بْنُ عَلِيٍّ حَسَنُ الْحَدِيثِ مَا لَمْ يُخَالِفْ. (8)

وَمُوسَى أَخْرَجَ لَهُ الْإِمَامُ مُسْلِمٌ (9). وَإِنَّمَا مِنْ رِوَايَةِ الثِّقَاتِ الْأَثْبَاتِ عَنْهُ؛ فَلَمْ يُخْرِجْ لَهُ إِلاَّ مَا يَرْوِيهِ عَنْهُ أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَوْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ أَوِ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ أَوْ وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ.

وَبِذَلِكَ يَتَبَيَّنُ وَهْمُ الْحَاكِمِ بِاسْتِدْرَاكِهِ عَلَى مُسْلِمٍ عَدَمَ إِخْرَاجِهِ هَذَا الْحَدِيثِ وَهُوَ عَلَى شَرْطِهِ -زَعَمَ الْحَاكِمُ-.

أَجِبْ بِأَنَّ مُسْلِمًا احْتَجَّ بِمُوسَى، وَلَكِنْ فِيمَا يَرْوِيهِ الثِّقَاةُ عَنْهُ. وَبَكْرُ بْنُ يُونُسَ ضَعِيفٌ كَمَا تَقَدَّمَ، وَفَضْلاً عَنْ ذَلِكَ=فَإِنَّ بَكْرًا أَخْطَأَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ بِعَيْنِهِ، وَجَزَمَ النُّقَّادُ أَنَّهُ لاَ أَصْلَ لَهُ مِنْ حَدِيثِ مُوسَى، وَأَنْكَرُوهُ عَلَيْهِ؛ لِذَلِكَ أَعْرَضَ الْإِمَامُ مُسْلِمٌ عَنْ إِخْرَاجِ هَذَا الْحَدِيثِ!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير