تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم إن محمد بن مسلم الطائفي مع ما قيل في حفظه - قد خالفه ابن عيينة ومعمر وابن جريج كما مضي؛ فرووه عن إبراهيم بن ميسرة عن طاوس به مرسلاً!! وهذا هو المحفوظ بلا شك، ولو لم يروه هكذا إلا ابن عيينة وحده؛ لكفى في ترجيح -بل تقديم- روايته علي رواية الطائفي أبدًا!! وقد سُئِلَ ابن معين من الطائفي هذا فوثَّقه ثم قال: (وكان ابن عيينة أثبت منه ومن أبيه ومن أهل قريته!!) كما في تاريخ الدوري [76/ 3]، وهو كما قال، وابن عيينة هو ابن عيينة!! نعم قد اختلف في سنده عليه!! فرواه عنه زهير بن حرب والحميدي وسعيد بن منصور وغيرهم علي الوجه الماضي مرسلاً.

وخالفهم أحمد بن حرب الطائي!! فرواه عن ابن عيينة فقال: عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله قال: (جاء رجل إلي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله: عندنا يتيمة قد خطبها رجلان موسر ومعسر، هي تهوى المعسر!! ونحن نهوى الموسر، فقال رسول الله-صلى الله عليه وسلم- لم ير للمتحابين مثل النكاح)! فنقله إلي مسند (جابر بن عبد الله!!) وأسقط منه إبراهيم بن ميسرة!! وأبدل (طاوس) بـ (عمرو بن دينار!!) هكذا أخرجه ابن شاذان في المشيخة الصغري [رقم 06]، وعنه ابن الجوزي في ذم الهوي [2/ رقم 900]، والخطيب في المتفق والمفترق [رقم 480]، من طريق أبي الفوارس أحمد بن علي بن عبد الله محتسب المصيصة عن أبي بشر حيان بن بشر قاضي المصيصة عن أحمد بن حرب الطائي به .....

قلت: قال الإمام في الصحيحة [192/ 2]: (هذا إسناد رجاله ثقات معرفون من الطائي فصاعدًا، وأما حيان بن بشر فذكره ابن أبي حاتم [248/ 1]، من رواية عمر بن شبه النميري عنه، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً!!).

قلت: هذا من أوهام الإمام!! بل حيان بن بشر المترجم في (الجرح والتعديل) وكذا في تاريخ بغداد [284/ 8]، وطبقات أبي الشيخ [128/ 2]، وغيرها، متقدم الطبقة عن (حيان بن بشر) رواي هذا الحديث عن أحمد بن حرب!! وإنما صاحبنا هو (حيان بن بشر بن مخارق بن شبيب بن بشر قاضي المصيصة، حدث عن أحمد بن حرب الطائي ويوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي، روي عنه أبو الفوارس أحمد بن علي المصيصي، وأبو الفضل الشيباني، ومحمد بن أحمد بن جميع الصيداوي!!) هكذا ترجمه الخطيب في المتفق والمفترق [/21/ 1 رقم 429]، ثم ساق له هذا الحديث، ولم يزد عليى ذلك شيئًا!! فهو مستور الحال!!

ثم قال الإمام الألباني: (وأما أحمد بن علي أبو الفوارس فلم أجد له ترجمة فيما لدي من المراجع، وأغلب الظن أنه في (تاريخ ابن عساكر) ولست أطوله الآن).

قلت: ولم أهتد إليه أنا في تاريخ ابن عساكر!! ولا في غيره!! وما أظنه إلا مثل الراوي عنه في غياب الحال!! وبمثل هذا لا يثبت هذا الإسناد إلي أحمد بن حرب أصلاً!! وقد رأيت الخطيب قد غمز في ثبوته!! فقال عقب روايته: (هذا غريب من حديث عمرو بن دينار عن جابر، ومن حديث ابن عيينة عن عمرو، ولا أعلم رواه إلا أحمد بن حرب من هذا الطريق إن كان محفوظًا عنه!!)

فتأمَّل قوله: (إن كان محفوظًا عنه!!) ثم لو سلَّمنا بصحة الطريق إلي أحمد بن حرب، لكان ذلك من أوهام ابن حرب علي ابن عيينة!! كأنه قد سلك فيه الطريق!! فابن حرب وإن كان صدوقًا إلا أنه لا يحتمل مخالفة الحميدي - وهو أثبت الناس في ابن عيينة- وزهير بن حرب وسعيد بن منصور!! وكلهم رووه عن ابن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة عن طاوس به مرسلاً كما مضى.

ثم جاء بعض الهلكي وحاول وصله من رواية طاوس عن ابن عباس!! أعني: إبراهيم بن يزيد الخوزي الساقط المعروف في أوساط النقلة بكل سوء!! وترجمته سوداء في (التهذيب) وذيوله!! فتراه يرويه بكل وقاحة عن سليمان الأحول وعمرو بن ديناركلاهما عن طاوس عن ابن عباس به مثل رواية جابر الماضية!! هكذا أخرجه أبو عبد الله ابن منده في الأمالي [ق 1/ 46]، كما في الصحيحة [196/ 2]، وكذا أخرجه الطبراني أيضًا في الكبير [11/ رقم 10895]، ولكن بالمرفوع منه فقط! وقد وقع عنده: (عن سليمان الأحول أو عمرو بن دينار!!) هكذا بالشك!! وما قيمة هذا الشك أو الجزم من ذاك الخوزي التالف؟!

ثم وجدت محمد بن مسلم الطائفي قد توبع علي وصله عن إبراهيم بن ميسرة عن طاوس عن ابن عباس به مثل لفظ المؤلف!! فتابعه:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير