تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[اللمعة بتخريج حديث يوم الجمعة]

ـ[الحارث بن علي]ــــــــ[23 - 07 - 09, 05:50 ص]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على انبياء الله.

وبعد:

فهذا تخريج لحديث بوم الجمعة، أدلو فيه بدلوي لعل الله يوفقني فيه إلى الصواب، ويجنبني فيه الزلل والخلل.

فاقوا مستعينا بالله:

عَنْ أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ?: "إِنَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ سَيِّدُ الْأَيَّامِ وَأَعْظَمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَهُوَ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ يَوْمِ الْأَضْحَى وَيَوْمِ الْفِطْرِ فِيهِ خَمْسُ خِلَالٍ: خَلَقَ اللَّهُ فِيهِ آدَمَ، وَأَهْبَطَ اللَّهُ فِيهِ آدَمَ إِلَى الْأَرْضِ، وَفِيهِ تَوَفَّى اللَّهُ آدَمَ، وَفِيهِ سَاعَةٌ لَا يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا الْعَبْدُ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ مَا لَمْ يَسْأَلْ حَرَامًا، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ، مَا مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَلَا سَمَاءٍ وَلَا أَرْضٍ وَلَا رِيَاحٍ وَلَا جِبَالٍ وَلَا بَحْرٍ إِلَّا وَهُنَّ يُشْفِقْنَ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ". (شب ح جة سع طب نع حل هب)

قال المنذري (1/ 281): في إسنادهما عبد الله بن محمد بن عقيل وهو ممن احتج به أحمد وغيره.

وقال البوصيري (1/ 129): هذا إسناد حسن.

وحسنه الألباني (صحيح الترغيب، 695) و في صحيح سنن ابن ماجه وفي صحيح الجامع 4043، ثم تراجع وضعفه كما سيأتي.

قلت: هذا الحديث مروي من طرق:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي لُبَابَةَ بْنِ الْمُنْذِرِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ?: به.

أخرجه (الشافعي في المسند 1/ 71) و (ابن أبي شيبة في المسند 814) و (في المصنف 5516) و (أحمد في المسند 15587و22510) و (عبد بن حميد 309) و (البخاري في التاريخ الكبير 4/ 44) (ابن سعد في الطبقات 1/ 30) و (ابن ماجة 1084) و (ابن بشران في الأمالي 814) و (البزار 3738)، و (الطبراني في الكبير 5376) وأبو نعيم في الحلية (1/ 366).

قَالَ البَزَّارُ: وَهَذَا الْكَلامُ لاَ نَعْلَمُهُ يُرْوَى، عَنِ النَّبِيِّ ? عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَإِسْنَادُهُ صَالِحٌ.

وتراجع الشيخ الألباني عن تصحيحه وضعفه بهذا التمام، انظر "السلسلة الضعيفة" رقم 3726] وقال في ضعيف الترغيب 424: ضعيف.

قال الهيثمي: فيه عبد الله بن محمد بن عقيل، وفيه كلام، وقد وثق، وبقية رجاله ثقات. المجمع (2/ 163)

قلت: هذا الحديث مضطرب سندا، منكر متنا.

مداره على عبد الله بن محمد بن عقيل، أبو محمد، المَدَنِيّ.

وقد اضطرب فيه، فمرة يرويه عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي لُبَابَةَ بْنِ الْمُنْذِرِ مرفوعا.

كذا رواه عنه زهير بن محمد.

وتابعه إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي: حدثني عبدالله بن محمد بن عقيل به. أخرجه الشافعي (424)

وإبراهيم متروك الحديث.

ومرة يرويه من طريق سعد بن عبادة.

وأختلف عليه فيه، وبه أعله البخاري في التاريخ الكبير:

فقد ساق هذا الحديث في ترجمة سعد بن عبادة رضي الله عنه من ثلاثة أوجه:

قال البخاري: قال عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم نا سعيد بن سلمة عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن عمرو بن شرحبيل بن سعد عن أبيه عن جده سعد بن عبادة عن النبي صلي الله عليه.

وقال زهير بن محمد عن ابن عقيل عن عمرو بن شرحبيل عن أبيه عن جده سعيد عن النبي صلى الله عليه و سلم.

وقال عبيد الله بن عمرو عن ابن عقيل عن عمرو بن شرحبيل من ولد سعد عن سعد بن عبادة عن النبي صلى الله عليه و سلم. (التاريخ الكبير الترجمة 1911)

وشرحبيل بن سعد مجهول أورده ابن أبي حاتم، فلم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

ولم يوثقه غير ابن حبان انظر الثقات (4/ 364).

وبالجملة: فالاضطراب من ابن عقيل لا ريب.

وعبد الله بن محمد بن عقيل، أبو محمد، المَدَنِيّ.

مختلف فيه، والأكثر والأعلم به والأقرب منه على تضعيفه:

وهذه أقوال الأئمة فيه:

ففي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم:

كان ابن عيينة لا يحمد حفظ ابن عقيل.

وقال يحيى ابن معين: ضعيف في كل أمره.

وقال أبو زرعة: يُخْتَلَفُ عنه في الأسانيد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير