تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تخريج موسع لقول الله تعالى:" الطلاق مرتان"]

ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[30 - 07 - 09, 07:28 م]ـ

الحمد لله رب العالمين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده

أمَّا بعد:

هذا تحريج موسع - على قدر الجهد والطاقة - لقول الله تعالى:

[الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهنَّ شيئاً إلاَّ أن يخافا إلاَّ يقيما حدود الله] 0

أسأل الله تعالى أن ينفع به من يقف عليه، وهو جزء من بحثى الموسوعي:" الصحيح والمعلول في مرويات أسباب النزول "0الذي أعكف عليه منذ سنوات00أسأل الله تعالى أن يسهل لي إتمامه، إنَّه نعم المولى ونعم المعين00

عن السيدة عائشة رضي الله عنها، قالت: كان الناس والرجل يطلق امرأته ما شاء أن يطلقها وهي امرأته إذا أرجعها وهي في العدة وإن طلقها مائة مرة أو أكثر حتى قال رجل لامرأته والله! لا أطلقك فتبيني مني ولا آويك أبدا قالت وكيف ذاك؟ قال أطلقك فكلما همت عدتك أن تنقضي راجعتك وذهبت المرأة حتى دخلت على عائشة فأخبرتها فسكتت عائشة حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فسكت النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزل القرآن: [الطلاقمرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان] 0 قالت عائشة فاستأنف الناس الطلاق مستقبلا من

كان طلق ومن لم يكن طلق [1] 0

[1] أخرجه الترمذي في سننه: (رقم1192) 0و البيهقي في الكبرى: (7/ 333) 0 والحاكم في المستدرك: (2/ 279 - 280) 0و أبو نعيم في تاريخ أصبهان: (2/ 72) 0والحافظ المزي في تهذيب الكمال: (32/ 386) 0 و الواحدي في أسباب النزول: (ص74) 0 من طريق عن يعلى بن شبيب عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة00به00

قلت: فيه يعلى بن شبيب الأسدي مولى آل الزبير، وقد لينه الحافظ في التقريب: (2/ 341) 0ثُمَّ أنَّ يعلى بن شبيب هذا قد خالف من هو أوثق منه في رواية هذا الحديث، فقد رواه جماعة من الحفاظ منهم:

1 – مالك بن أنس كما في الموطأ: (2/ 558) 0وكما عند الشافعي في مسنده: (رقم1277) 0و هو من هو

2 - جرير بن عبد الحميد بن قرط الضبي أبو محمد الكوفي، كما عند الطبري في تفسيره: (4/ 539) 0وهو ثقة صحيح الكتاب، أخرج له الجماعة0انظر التقريب: (1/ 158) 0

3 – جعفر بن عون بن جعفر بن عمرو المخزومي، كما عند البيهقي في الكبرى: (7/ 444) 0وهو صدوق أخرج له الجماعة0انظر التقريب: (1/ 173) 0

4 – عبدة بن سليمان الكلابي أبو محمد الكوفي، كما عند أبي حاتم في تفسيره: (1/ 367) 0وهو ثقة ثبت أخرج له الجماعة0انظر التقريب: (1/ 628) 0

5 – عبد الله بن إدريس بن يزيد الأودي أبو محمد الكوفي، كما عند الترمذي في سننه: (3/ 497) 0والطبري في تفسيره: (4/ 539) 0ثقة فقيه عابد0انظر التقريب: (1/ 477) 0

6 – محمد بن إسحاق بن يسار، كما عند البيهقي في الكبرى: (7/ 367) 0وهو ثقة حسن الحديث إذا صرَّح بالتحديث0انظر الميزان للذهبي: (3/ 468) 0

فقد رواه جميع هؤلاء الحفاظ الثقات عن هشام بن عروة عن أبيه00به00هكذا مرسلاً بدون ذكر عائشة رضي الله عنها0

و مما لا شك فيه أنَّ رواية هؤلاء مقدمة عند الإختلاف والتنازع، على رواية يعلى بن شبيب، بل لو أنفرد الواحد من هؤلاء بمخالفة يعلى بن شبيب، لقُدِمتْ روايته عليه فكيف بهم مجتمعون00؟؟ 0

لذلك صحح الإمام البخاري رواية الإرسال على الوصل، قال الإمام الترمذي في علله الكبير: (ص174) 0" فسألتُ محمداً – يعني البخاري – عن هذا الحديث، فقال: الصحيح عن هشام عن أبيه مرسلاً "0 ووافقه على ذلك الترمذي بقوله:" وهذا - أي المرسل – أصح من حديث يعلى بن شبيب"0

وإلى هذا ذهب الإمام الدارقطني، فصوب رواية الإرسال حيث قال في علله: (13/ 62) 0

" رواه يعلى بن شبيب المكي عن هشام عن أبيه عن عائشة00

وخالفه حمَّاد بن زيد وجرير، فروياه عن هشام عن أبيه مرسلاً وهو الصواب "0

و قال الحافظ البيهقي في معرفة السنن ما نصه: (رقم14682) 0" قد رواه غير مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة00والمرسل هو المحفوظ "0

وقد صحح الإمام الألباني رحمه الله، المرسل في حين ضعف الموصول0انظر الإرواء: (7/ 162) 0وهذا هو الصواب، والله اعلم0

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير