السَّلامةُ من زيادةِ لفظ (في جماعة)
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[03 - 08 - 09, 07:37 ص]ـ
السَّلامةُ من زيادةِ لفظ (في جماعة) في حديث (من صلى الصبح فهو في ذمة الله) وبيانُ سَعَةِ رَحمةِ اللهِ في ذلك للإمة.
جمع وترتيب وتعليق: ضيدان بن عبد الرحمن بن سعيد اليامي
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، بعد:
فهذا بحث أقدمه وأضعه في هذا الملتقى والمجلس المبارك، أبين فيه أنه لم يرد في لفظ حديث: " من صلى الصبح فهو في ذمة الله " زيادة: " في جماعة " حسب ما وقفت عليه من مصادر حديثية في ذلك، وعلى قدر ما بذلت من جهد في محاولة الاستيعاب والتقصي في الوقوف على لفظ الحديث.
ويظهر – والله أعلم – سبب ورود هذه الزيادة في الحديث، أن بعض كتب الحديث والتي اعتنت بجمع الأحاديث من غير إسناد ذكرت الحديث بالمعنى وبهذا القيد أو الزيادة " من صلى الصبح " أي " في جماعة " على حسب ما شرحه بعض الشراح، وهو تقييد لا دليل عليه، ولم يرد في لفظ الحديث - كما سيأتي بيانه -.
بل في هذا التقييد تضييق لسعة رحمة الله بعباده لمن له عذر في تخلفه عن صلاة الجماعة، مع أن تعظيم قدر صلاة الجماعة لا ينكره أحد.
بل وفي هذا التقييد تضييق على النساء فهن لسن ممن تجب عليهن صلاة جماعة، والأصل في حقهن الصلاة في البيوت، وفي الفجر خاصة، فهل يحرمن من هذا الحرز والأمان، ولا يدخلن في ذمة الله لعدم صلاتهن الفجر في جماعة.
ومن تراجم الأئمة في هذا الباب:
قال الترمذي - رحمه الله - في سننه، كتاب الفتن (6/ 320): بابُ مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ في ذِمَّةِ الله عَز وَجَل.
وقال ابن ماجة - رحمه الله - في سننه (5/ 93): باب المسلمون في ذمة الله عز وجل.
وطريقة بحثي تتلخص في نقاط محدودة:
· التزمت طريقة ذكر الحديث بإسناده ومتنه ومن خرجه، حيث أن المقصود من البحث تحري لفظ الحديث.
· لفظ الحديث ثابت في صحيح مسلم وغيره. فلا حاجة إلى الكلام على كل طريق.
· ربما أتكلم على بعض طرق الحديث حسب ما تيسر من باب زيادة في الفائدة لا أقل.
فأقول وبالله التوفيق:
الحديث جاء من عدة طرق عن مجموعة من الصحابة - رضي الله عنهم - وهم:
1 ـ جندب بن عبد الله بن سفيان.
2 ـ سمرة بن جندب.
3 ـ عبد الله بن عمر.
4 ـ أبو هريرة.
5 ـ أنس بن مالك.
6 ـ أبو بكر الصديق.
7 ـ أبو مالك الأشجعي، عن أبيه.
8 ـ عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -.
يتبع .......
أولاً: حديث جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي، وقد ينسب إلى جده - رضي الله عنه -:
(1) أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده (1/ 500) حديث رقم (939) ط. دار المعرفة:
حدثنا شعبة عن أنس ابن سيرين سمع جندبا البجلي يقول: «من صلى الصبح فهو في ذمة الله عز وجل ومن اغفر الله ذمته كبه الله على وجهه في النار». وروى هذا الحديث بشر ابن المفضل عن خالد الحذاء عن ابن سيرين عن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم».
(2) وأبو عوانه في مستخرجه. ط. دار المعرفة:
حدثنا الدقيقي، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: أنبا شعبة، عن أنس بن سيرين، عن جندب بن عبد الله البجلي، وكان قد أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: «من صلى الصبح فهو في ذمة الله، فمن أخفر ذمة الله أكبه الله على وجهه في النار».
(3) ومسلم في صحيحه ح (1050):
حدثني نصر بن علي الجهضمي، حدثنا بشر يعني ابن مفضل، عن خالد، عن أنس بن سيرين، قال: سمعت جندب بن عبدالله يقول: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «من صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء فيدركه فيكبه في نار جهنم».
(4) وأبو عوانه في مستخرجه. ط. دار المعرفة:
حدثنا مهدي بن الحارث، قال: ثنا مسدد، قال: ثنا بشر بن المفضل، قال: حدثنا خالد الحذاء، عن أنس بن سيرين، قال: سمعت جندب بن عبد الله، يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من صلى الصبح فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء، فإنه من يطلبه من ذمته بشيء، يدركه فيكبه في نار جهنم» واللفظ لمهدي.
(5) ومسلم في صحيحه ح (1051):
¥