(أقول: إن الإمام الترمذي يقول في سننه: "حديث ابن عمر أصح في الباب وأحسن، وحديث أبي هريرة حسن صحيح غريب" هذا هو الفرق الواضح بين الدراسة العلمية النزيهة وبين الدراسة السطحية، وفي قول الترمذي إشارة علمية دقيقة إلى الميزة العلمية الإسنادية التي جعلت حديث ابن عمر أصح في الباب وأحسن، ألا وهي الشهرة في حديث ابن عمر والغرابة في حديث أبي هريرة.
) انتهى
لو تأمل والمصنف - وفقه الله كلام الامام الترمذي السلمي - رحمه الله - لعرف مراده ولكن المصنف قد تابع المباركفوري وأحمد شاكر و (الالباني) رحمهم الله
الترمذي لما قال (كما في أول كتابه)
(
قَالَ أَبُو عِيسَى: هذا الِحْديثُ أَصَحُّ شَيْءٍ في هَذَا البَابِ وَأَحْسَنُ.
وَفي البَابِ عَنْ أَبِي المَليحِ، عَنْ أَبِيهِ، وَأَبِي هُرَيْرَة، وَأَنَسٍ، وَأَبُو المَليِحِ بْنُ أُسَامَةَ اسْمُهُ "عَامِرٌ"، وَيُقَالُ "زَيْدُ بنُ أُسَامَةَ بْنِ عُمَيْرٍ الهُذَلِيُّ".
)
انما قصد حديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - الذي خرجه أبو يعلى الموصلي في مسنده
(6230 - حدثنا أبو يوسف الجيزي حدثنا عبد الله ابن الوليد حدثنا عباد بن كثير عن أبي أمية عبد الكريم قال: حدث الحسن بن أبي الحسن
عن أبي هريرة أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: لا يقبل الله صلاة إلا بطهور ولا صدقة من غلول
)
ولكن لما رأوا
(أعني بهم
المباركفوري واحمد شاكر والالباني -رحمهم الله) البخاري قد خرج الحديث تحت هذا الباب ظنوا أن مراد الترمذي في قوله (وفي الباب عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -) هو حديث همام عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - (132قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تُقْبَلُ صَلَاةُ مَنْ أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ قَالَ رَجُلٌ مِنْ حَضْرَمَوْتَ مَا الْحَدَثُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ فُسَاءٌ أَوْ ضُرَاطٌ *)
بينما الترمذي قصد الحديث الآخر (الذي رواه أبو يعلى) وهو الصريح
ثم اورد الترمذي الحديث الذي زعموا – رحمهم الله - انه اراده في قوله (في الباب) في باب آخر مستقل
وقال فيه حديث حسن صحيح غريب
فليتأمل
على ان المصنف قد أطال في هذا الباب
و الامام البزار العتكي- رحمه الله- لما خرج حديث أبي المليح عن أبيه 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال
(حديث أبي المليح عن أبيه حدثنا أبو كامل قال أخبرنا أبو عوانة عن قتادة عن أبي المليح عن أبيه وأخبرناه محمد بن المثنى قال أخبرنا محمد بن جعفر قال أخبرنا شعبة عن قتادة عن أبي المليح عن أبيه 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النبي صلى الله عليه وسلم (لا يقبل الله صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول
وهذا الحديث قد روي نحو كلامه عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من وجوه رواه بن عمر وأنس فذكرنا حديث أبي مليح عن
أبيه دون غيره فان إسناده كان أحسن إسنادا من غيره
) انتهى
أما لماذا لم يخرج البخاري ومسلم حديث أبي المليح وكذا مناقشة المصنف فيما ذكره في سماك ففي الأصل
4/
ماذكره المصنف عن حرملة في عدة مواطن من الكتاب ومن ذلك قوله
(لأنه كان يحتج به في الأصول، ويصدر به الأبواب)
ومسلم صدر بسويد بن سعيد الأبواب ولايعني هذا ابدا ان سويد بن سعيد عنده من الدرجة الأولى والسبب وضحه الامام مسلم نفسه
ونحن لو رأينا أحاديث حرملة التي خرجها مسلم نجد أن اغلبها من نسخة يونس
فان قائل ولكنه خرج لحرملة أحاديث عن عمرو وحيوة الخ
فيقال ولكن ليس في الأصول فان قال قائل ولكن خرج حديثا في الأصول فيقال له وهذا الحديث ايضا ليس من الأصول وان كان يظهر انه في الأصول
وتفصيل ذلك في الأصل
وفيه مناقشة المصنف في حرملة رحمه الله
طبعا هذا يرجع الى تعريف الطبقة الأولى عند مسلم وفي ذلك نزاع
5/
ذكر المصنف
(قال الإمام الدارقطني:
"وأخرج مسلم عن إسحاق بن منصور، عن حبان بن هلال، عن أبان، عن يحيى، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن أبي مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان". وفيه: "الصلاة نور والقرآن حجة" وخالفه معاوية بن سلام رواه عن أخيه زيد، عن أبي سلام، عن عبد الرحمن بن غنم أن أبا مالك حدثهم بهذا" اهـ.
¥