يعني به: أن يحيى خالفه معاوية بن سلام، إذ قال يحيى: عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن أبي مالك الأشعري بينما كان قول معاوية: عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي مالك الأشعري.
فغرض الدارقطني – كما هو واضح من سياق كلامه – بيان المخالفة بين يحيى ومعاوية في ذكر الواسطة بين أبي سلام وأبي مالك الأشعري وعدمه، من غير إشارة إلى أن رواية مسلم منقطعة أو متصلة، ولم يعلق الإمام الدارقطني على هذه المخالفة بشيء.
يعني ماذا قال زيد بن سلام؟ هل قال عن أبي سلام، عن أبي مالك مباشرة؟ أم عن أبي سلام، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي مالك؟ أم قال على الوجهين جميعاً؟
وليس مقصود الإمام الدارقطني – رحمه الله تعالى – هنا بيان الانقطاع)
(أما أن نفهم من قول الدارقطني في كتابه التتبع أن الإسناد منقطع فهماً مباشراً فأمر غير سليم في ضوء الواقع النقدي)
ثم قال (وقد ذهب كثير من المتأخرين، مثل الحافظ العلائي، وابن رجب الحنبلي، والنووي، وابن القطان الفاسي وغيرهم، إلى أن سند يحيى منقطع، بناءً على ما قاله الإمام الدارقطني في كتابه التتبع والذي سبق نقله بنصه) انتهى
هذا الفهم موافق لفهم المتقدمين لمثل هذه النصوص
قال الدوري
(سمعت يحيى يقول في حديث من وسع على عياله قال حدثنا أبو أسامة عن جعفر الأحمر عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر قلت ليحيى قد رواه سفيان بن عيينة عن إبراهيم بن محمد قال يحيى إنما دلسه سفيان عن أبي أسامة فقلت ليحيى فلم يسمع سفيان من إبراهيم بن محمد بن المنتشر فقال بلى قد سمع منه ولكن لم يسمع هذا سفيان بن عيينة من إبراهيم بن محمد بن المنتشر
)
قال الشيخ ناصر الفهد في منهج المتقدمين في التدليس
(هذا يدل على أن التدليس يطلق بكثرة على الرواية عمن لم يسمع منه أصلاً لأنه سبق إلى فهمه
)
فلامانع من أن يفهم الحفاظ من النص هذا الفهم
وهذا ابن حبان قدخرج رواية معاوية بن سلام
(أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن شعيب بن شابور قال حدثني معاوية بن سلام عن أخيه زيد بن سلام أنه أخبره عن جده أبي سلام عن عبد الرحمن بن غنم أن أبا مالك الأشعري حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إسباغ الوضوء شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان والتسبيح والتكبير ملء السماوات والأرض والصلاة نور والزكاة برهان والصدقة ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها
)
مما يدل على ترجيحه لرواية معاوية مع ان ابن حبان معروف بانه يقدم الجمع على الترجيح
وهو اختيار النسائي حيث خرج الحديث في السنن الصغرى من رواية معاوية بن سلام
وكذا هو اختيار ابن عمار الشهيد رحمه الله
قال المصنف
(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عفان، حدثنا أبان بن يزيد ح، وحدثني إسحاق بن منصور – واللفظ له – أخبرنا حبان بن هلال، حدثنا أبان، حدثنا يحيى أن زيداً حدثه، أن أبا سلام حدثه، أن أبا مالك الأشعري حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال. .) وذكر الشيخ حديث أربع
قال الشيخ
وهذا الحديث لم ينتقده أحد من النقاد، بل هو صحيح صححه الإمام البغوي في شرح السنة 1/ 319 و 5/ 436)
انتهىقد يقال ان الحديث له علة وبيان ذلك في الأصل
6/
(المثال الرابع:
قال الإمام مسلم – رحمه الله -:
1 – حدثني أبو كُريب محمد بن العلاء الهمداني، حدثنا خالد – يعني ابن مَخْلَد – عن محمد بن جعفر، حدثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: "كان ابن أم مكتوم يُؤذِّن لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أعمى".
2 – وحدثنا محمد بن سلمة المرادي، حدثنا عبد الله بن وهب، عن يحيى بن عبد الله، وسعيد بن عبد الرحمن، عن هشام بهذا الإسناد مثله) انتهى
هنا تبع المصنف النووي في التبويب
والصواب أن الباب يبدأ من
(- (380) حدثنا ابن نمير. حدثنا أبي. حدثنا عبيدالله عن نافع، عن ابن عمر؛ قال:
كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذنان: بلال وابن أم مكتوم الأعمى.
(380) وحدثنا ابن نمير. حدثنا أبي. حدثنا عبيدالله. حدثنا القاسم عن عائشة مثله.
(381) حدثني أبو كريب محمد بن العلاء الهمداني. حدثنا خالد (يعني ابن مخلد) عن محمد بن جعفر. حدثنا هشام عن أبيه، عن عائشة؛ قالت:
كان ابن أم مكتوم يؤذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أعمى.
¥