تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كما أنني وقفت على رواية أخرى عن أبي طُوالة عبدالله بن عبد الرحمن، فقد قال ابن حجر في ترجمة معمرالأنصاري في (الإصابة6/ 376):" معمر الأنصاري:

ذكره بن شاهين في الصحابة، وهو وهْمٌ فاخرج من طريق روح عن عبد العزيز بن أبي سلمة عن عبد الله بن عبد الرحمن عن معمر الأنصاري عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (من تعلم علما مما ينفع الله به في الآخرة لا يتعلمه إلا للدنيا حرم الله عليه أن يجد عرف الجنة).

قال أبو موسى [8]:"أظنه عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر، فلعله تصحف".

قلت: وهو كما ظن لأن هذا المتن معروف من رواية أبي طوالة واسمه عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر رواه عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة،أخرجه أبو داود والنسائي من طريق فليح بن سليمان عنه، وأخرجه الخطيب في كتاب اقتضاء العلم العمل من هذا، فلعل عبد العزيز أرسله،وتصحف (بن معمر) فصار (عن معمر)، فنشأ اسم صحابي لا وجود له، والله المستعان".

قلت: و رواية زائدة بن قدامة الثقفي مقدمة على باقي الروايات.

فقد لخص الحافظ حال ابن قدامة فقال:" ثقة ثبت صاحب سنة" [9]

ولخص حال محمد بن عمارة بن حزم فقال:" صدوق يخطئ." [10]

ولخص حال عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون فقال:" ثقة فقيه مصنف." [11]

فرواية زائدة مقدمة على غيرها، و يتبين منها أن رفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهْمٌ من فُليح بن سليمان، والصحيح أنه من كلام أبي ذر رضي الله عنه، فرحم الله أئمتنا النقاد وألحقنا بهم.

فيسقط هذا الحديث من حيث الإسناد،إلا أن معناه صحيح، تشهد له بعض الأحاديث المخرجة في الصحيح، و عمومات ظواهر النصوص الشرعية،كما سأوضح –إن شاء الله- ذلك.

وقبل أن أورد من حسن أو صحح الحديث من بعض أئمتنا الحفاظ،أذكر بعض الأحاديث التي تقرب من لفظ حديث الباب،والتي تعد شاهدة له، مع بيان درجتها،حتى يتضح انها لا تصلح لتقوية حديث فليح بن سليمان.

أولها:حديث عبدالله بن عمر:

رواه النسائي في (سننه الكبرى3/ 357)،والترمذي في (سننه 10/ 160)،و ابن ماجة في (سننه1/ 306)،و ابن عدي في (الكامل 5/ 181)، و الآجري في (أخلاق العلماء،45)، جميعهم من طرق عن محمد بن عباد الهناء حدثنا علي بن المبارك عن أيوب السختياني عن خالد بن دريك عن ابن عمر-رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: «من تعلم علما لغير الله أو أراد به غير الله فليتبوأ مقعده من النار.».

قال الحافظ ابن عدي: " وهذا الحديث لا أعلم رواه الا علي بن المبارك وعن علي محمد بن عباد". [12]

وقال الحافظ الترمذي: " هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث أيوب إلا من هذا الوجه".

و قال الدارقطني في (الغرائب و الأفراد):" تفرد به علي بن المبارك عن أيوب السختياني، ولم يروه عنه غير محمد بن عباد الهنائي." [13]

قلت: خالد بن دريك لم يدرك ابن عمر [14]،فروايته عنه مرسلة.

و علي بن المبارك ثقة و لكنه تفرد به عن أيوب السختياني،و محمد بن عباد قال عنه أبوحاتم:"صدوق" [15]،و قد تفرد به عن علي، و تفرد عليٍّ به يوهنه و يضعفه.

ثانيها: حديث عبدالله بن عمرو بن العاص:

أخرجه الخطيب البغدادي في (الجامع لأخلاق الراوي،18)،قال: أنا أبو سعيد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي، بنيسابور، نا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، نا إبراهيم بن منقد الخولاني، بمصر، قال: حدثني إدريس بن يحيى، عن ابن عياش القتباني، عن خالد بن يزيد، عن المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من تعلم علما ينتفع به في الأخرة يريد به عرض شيء من الدنيا لم يرح رائحة الجنة»

قلت: المثنى بن الصباح [16]، ضعفه جمع من الأئمة:

قال عنه الإمام أحمد: "لا يساوي حديثه شيئا مضطرب الحديث".

وقال بن معين: " ضعيف"،وقال مرة:" ضعيف،يكتب حديثه،ولا يترك".

وقال بن أبي حاتم سألت أبي و أبا زرعة عنه فقالا: "لين الحديث،قال أبي: يروي عن عطاء ما لم يرو عنه أحد،وهو ضعيف الحديث."

وقال الجوزجاني:"لا يقنع بحديثه ".

وقال الترمذي:"يضعف في الحديث ".

وقال النسائي:" ليس بثقة"، وقال مرة:" آخر متروك الحديث".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير