تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال بن عدي:"له حديث صالح عن عمرو بن شعيب، وقد ضعفه الأئمة المتقدمون، والضعف على حديثه بين ".

قال بن سعد:" له أحاديث، وهو ضعيف".

وقال الدارقطني: "مثنى بن الصباح،عن عمرو بن شعيب، وعنه: يحيى بن أيوب، ضعيف." [17]

قلت: فحديثه ضعيف جدا.

وقريب منه حديث أنس بن مالك:

فقد أخرجه الخطيب في (الجامع لأخلاق الراوي،20) فقال: أنا أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الفقيه [18]، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح المالكي [19]، نا محمد بن سهل بن بيداذ، بالأبلة، نا شيبان بن فروخ، قال: نا نافع أبو هرمز، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال»: من طلب الحديث أو العلم، يريد به الدنيا لم يجد حرث الآخرة «.

قلت: وهذا حديث واهٍ لوهاء أبي هرمز [20]،و أقوال الأئمة النقاد فيه كالآتي:

قال أبو حاتم:" متروك ذاهب الحديث".

قال عنه يحيى بن معين عنه: " ليس بشئ" ومرة قال:"ضعيف" واخرى قال: "ليس بثقة كذاب ".

وقال النسائي:" ليس بثقة".

وقال أبو حاتم البستي:" كان ممن يروى عن أنس ما ليس من حديثه كأنه أنس آخر، ولا أعلم له سماعا، لا يجوز الاحتجاج به ولا كناية-كذا بالأصل ولعلها حكاية- حديثه إلا على سبيل الاعتبار."

قلت: فهو حديث ساقط واه، وبالله الاستعانة.

ولقد حسن وصحح جماعة من الحفاظ هذا الحديث فمنهم:

الحافظ ابن حبان -رحمه الله- فقد أورده في (صحيحه)،و كذا الحافظ أبو عبدالله الحاكم -رحمه الله- في (المستدرك)، فقد قال: "هذا حديث صحيح سنده، ثقات رواته على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وقد أسنده و وصله عن فليح جماعة غير ابن وهب ".

قلت: لو سَلِم فليح بن سليمان من مخالفة من هو أوثق منه،لاحتمل حديثه التحسين،و لكن من كلام الحافظ أبي زرعة –وغيره- يتضح خلاف ذلك،فقد وهم فليح في إسناده و وَصْلِه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقال أيضا -بعد أن أورده من طريق أخرى-: "وقد روي هذا الحديث بإسنادين صحيحين، عن جابر بن عبد الله وكعب بن مالك رضي الله عنهم."، ثم أوردهما.

قلت:وحديث كعب بن مالك و جابر –رضي الله عنهما-، كالآتي:

عن كعب بن مالك-رضي الله عنه-، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «من ابتغى العلم ليباهي به العلماء، أو يماري به السفهاء، أو يقبل إفادة الناس إليه فإلى النار».

و عن جابر بن عبد الله –رضي الله عنه-، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء أو تماروا به السفهاء، ولا لتحيزوا به المجلس، فمن فعل ذلك فالنار النار». [21]

قلت:فمعناهما يشهدان للحديث، وإن اختلفاعنه في اللفظ، ولكنهما ساقطين عن درجة الاستشهاد،كما سأبينه في ذيل هذه الرسالة، فيسقط بذلك استشهاد واعتماد الحافظ أبي عبد الله ابن البيع رحمه الله.

و إنما جعلناهما شاهدين لحديث فليح بن سليمان على فرض أن الحديث صح مسندا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،وإلا فالأمر خلاف ذلك.

وقد صححه أيضا حافظ المغرب الإمام الأشم ابن حزم –رحمات ربي عليه- في رسالة (التلخيص لوجوه التخليص) [22].

وكذا صححه الإمام النووي -رحمه الله- فقال: (رواه أبو داود بإسناد صحيح.). [23]

و قال الحافظ العراقي -رحمه الله-:" أخرجه أبو داود وابن ماجه بإسناد جيد." [24]، و صححه المنذري -رحمه الله- تبعا للحاكم [25]، و أورده الحافظ ابن كثير [26] و الحافظ ابن رجب [27]-رحمهما الله-، و غيرهم في معرض الاحتجاج،و كذا صححه شيخ مشايخنا العلامة الإمام الألباني –رحمه الله-، وقد تبين لك بأن الأمر خلاف ذلك، فلله الحمد من قبل و من بعد.

و من الأئمة الذين ضعفوه:

الحافظ العقيلي -رحمه الله-،فقد أورده في ترجمة فليح بن سليمان فقال:" الرواية في هذا الباب لينة".

قلت:الأمر كما قال، فإنه لا يصح في هذا الباب شيء.

و قال الحافظ الذهبي -رحمه الله- أن هذا الحديث من غرائبه التي تفرد بها [28]،وكذا أشار إلى ضعفه الحافظ ابن مفلح الحنبلي -رحمه الله- و لم يصرح [29].

وقد تم ما رميت إليه بعون الله و توفيقه، و لا أدعي فيه الكمال، فالحمدالله رب العالمين، و الصلاة و السلام على خير مرسلين و على آله و صحبه أجمعين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير