تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فرواه سفيان الثوري من رواية مؤمل بن إسماعيل عنه، عن ابن جريج، عن عطاء، عن زيد بن خالد، فخالف مؤمل أصحاب الثوري، قال البيهقي: (ورواه مؤمل بن إسماعيل عن الثوري؛ فخالف الجماعة في إسناده)، ثم أسنده، وكأنه يشير إلى إعلاله، وهو خطأ ظاهر من مؤمل، فقد خالف فيه يزيد بن زريع ومحمد بن كثير -وكلاهما من الثقات، وابن زريع ثبت حافظ-؛ حيث اتفقا فروياه عن الثوري عن ابن أبي ليلى، عن عطاء، به.

ومؤمل كثير الخطأ، والظاهر أنه سلك جادة (ابن جريج عن عطاء)، فغلط.

وجاء عن ابن جريج من أوجه أخرى، يأتي بيانها، وبيان الراجح منها.

فمدار هذا الحديث: عطاء بن أبي رباح، الإمام المعروف، يرويه عن زيد بن خالد الجهني، إلا أن عطاء لم يسمع من زيد، قاله ابن المديني -كما في علله برواية ابن البراء (ص328)، ومراسيل ابن أبي حاتم (ص155) -.

ولم أجد من خالف ابن المديني أو وافقه في ذلك، إلا أن الترمذي حكم لهذا الحديث بالصحة، فكأنه لم ير فيه انقطاعًا.

ويؤيد قول ابن المديني أن عطاء كثير الإرسال، وأنه لم يسمع -بحكم الأئمة- من بعض الصحابة ممن قاربت وفاته وفاة زيد بن خالد، كأبي سعيد الخدري، وابن عمر (وقد رآهما عطاء ولم يسمع منهما)، ورافع بن خديج.

والراجح من ذلك -والله أعلم-: القول بالانقطاع؛ لجزم ابن المديني به، وهو إمام راسخ في هذا الفن، ولأن الترمذي لم يصرح بالقول بالاتصال، وإنما هو من مفهوم كلامه، ولعله لم يرده.

وإذا ثبت ذلك؛ فلا بد أن عطاءً قد تحمَّله عن واسطة هي عندنا مجهولة، وحديث المجهول ضعيف، فكيف إذا خالف في المتن؟!

فإن حديث زيد بن خالد في فضل تجهيز الغازي معروف من رواية بسر بن سعيد عنه، أخرجه البخاري في صحيحه (2843)، ومسلم (1895)، وجماعة كثيرون، ولفظه: «من جهز غازيًا في سبيل الله؛ فقد غزا، ومن خلف غازيًا في سبيل الله بخير فقد غزا»، وانظر في تخريجه: تحفة الأشراف (3/ 230)، إتحاف المهرة (5/ 10، 11)، المسند الجامع (5/ 579، 580).

وقوله في رواية الصحيحين: «فقد غزا» له المؤدى نفسه من قوله: «كان له مثل أجره».

وبسر بن سعيد الراوي عن زيد بن خالد ثقة جليل عابد، ولا شك أن الحديث حديثه، وأن زيادة ذلك الراوي المجهول بذكر تفطير الصائم زيادة منكرة.

وعلى القول بأن عطاء بن أبي رباح قد سمع من زيد بن خالد، ففي زيادته نظر؛ لأن الشيخين قد أعرضا عن روايته، وخرجا رواية بسر متفقَيْن على صحتها، وصححها غيرهما.

ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[09 - 09 - 09, 04:42 م]ـ

2 - حديث ابن عباس:

# التخريج:

أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 225)، والطبراني في الكبير (11/ 187 ح11449)، من طريق الحسين بن حريث، عن نصر بن حاجب، عن الحسن بن رشيد، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من فطَّر صائمًا فله مثل أجره».

تنبيه: وقع اسم شيخ الحسين بن حريث في معجم الطبراني: نصر بن خالد.

# دراسة الإسناد:

هذا الإسناد وجه آخر من الاختلاف عن ابن جريج في الحديث.

ولم أعرف نصر بن حاجب -أو خالد- راويه، وفي الرواة: نصر بن حاجب الخراساني، لكنه أقدم من هذا -فيما يظهر-.

والراوي عن ابن جريج: الحسن بن رشيد قال فيه أبو حاتم -كما في الجرح (3/ 14) -: (مجهول)، وقال ابنه: (يدل حديثه على الإنكار؛ وذلك أنه روى عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، أنه قال: «من صبر في حر مكة ساعة؛ باعد الله -عز وجل- منه جهنم سبعين خريفًا، ومن مشى في طريق مكة؛ كل قدم يضعها ترفع له درجة، والأخرى حسنة»)، وقال العقيلي -في الضعفاء (1/ 225 = 1/ 578 ط. السرساوي): (في حديثه وهم، ويحدث بمناكير)، وقال الذهبي -في الميزان (1/ 490) -: ­ (فيه لين).

فالرجل له ما ينكر، خاصة عن ابن جريج، وهذا الحديث من ذلك، ولذا أخرجه العقيلي في ترجمته، وقال عَقِبَهُ: (لا يتابع الحسن على هذا).

3 - حديث أبي هريرة:

# التخريج:

أخرجه الطبراني في الأوسط (5818)، والخطيب في تاريخ بغداد (11/ 353)؛ من طريق علي بن بهرام، عن عبدالملك بن أبي كريمة، عن ابن جريج، عن عطاء، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من حج عن ميت فللذي حج عنه مثل أجره، ومن فطَّر صائمًا فله مثل أجره، ومن دل على خير فله مثل أجر فاعله».

# دراسة الإسناد:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير