واخيرا ننقل من كلام العالم النحوي ابن قتيبة الدينوري (ت 276هـ) في توجيهه لحديث سهلة قال ابن قتيبة: فأراد رسول الله صلى الله عليه و سلم - بمحلها عنده، و ما أحب من ائتلافهما، و نفي الوحشة عنهما - أن يزيل عن أبي حذيفة هذه الكراهة، و يطيب نفسه بدخوله فقال لها "أرضعيه". و لم يرد: ضعي ثديك في فيه، كما يفعل بالأطفال. و لكن أراد: احلبي له من لبنك شيئا، ثم ادفعيه إليه ليشربه. ليس يجوز غير هذا، لأنه لا يحل لسالم أن ينظر إلى ثدييها، إلى أن يقع الرضاع، فكيف يبيح له ما لا يحل له و ما لا يؤمن معه من الشهوة؟ (تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ص308 - 309)
3 - سياق الحديث متعلق بالحرج من الدخول على بيت أبي حذيفة فكيف يرضى بالرضاع المباشر بزعم سفهاء النصارى؟
وإذا كان أبو حذيفة يتغير وجهه من مجرد دخول سالم إلى بيته: فما ظنكم بحاله وقد كشفت امرأته ثديها لسالم ليرضع منه؟!!!
ومن سياق الحديث ايضا قول الرسول صلي الله عليه وسلم أرضعيه حتى يدخل عليك
ارضعيه اي امرأة أبي حذيفة
حتىاي السبب الذي هو
يدخل عليكلأنه لا يجوز شرعا ان يدخل الرجل على المرأه الأجنبيه. وان زجها ابوحذيفه كان يغار جدا فكان العلاج لذلك في قول النبي صلى الله عليه وسلم
فقال "ارضعيه يذهب ما في وجه أبي حذيفة ".
اذا لا بد ان تكون الرضاعه بوسيله او اداهمثل كوب تكون قد حلبت فيه مثلا.
فمن يقول اي انه يلتقم الثدي فهو غباء محض لأنسبب الرضاعه هو انه لا يجوز رؤيتها وهي عارية الشعر وهو واحد من اتفه الأسباب بالنسبة لغيره فما بالك بالتقام الثدي
4 - يستدل ايضا من تطبيق السيدة عائشة رضي الله عنها للحديث ان الرضاعة لم تكن بالتقام الثدي ابدا فانهاكانت تأمر أختها أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق وبنات أخيها أن يرضعن من أحبت أن يدخل عليها
فكيف يعقل ان السيدة عائشة تأمر اختها وبنات اخياها بكشف صدرهن للاجانب حتي لا تكشف شعرها لهم
5 - حتى لو صح –جدلا- فهم النصارى السقيم أن سالم مص ثدي سهيلة .. فنسألهم من هي سهيلة بالنسبة لسالم؟ إنها أمه التي تبنته وربته منذ كان صغيرا وهو إبنها الذي تعلق بها كأم فترة طفولته وشبابه .. فهل الأم تعتبر مرغوبة جنسيا عند هؤلاء النصارى المتخلفين فطريا؟
ثم ماذا عند النصارى بخصوص هذا الحكم؟ فكتابهم (بعهديه القديم والجديد) لا يحتوي على أحكام شرعية فقهية تصلح للتطبيق العملي فهم ينظمون حياتهم بعقولهم الشخصية ولذلك فالتبني عندهم مباح والإبن المتبني بالتأكيد عندما يكبر سيرى والدته-بالتبني- متكشفة و بملابس خفيفة تكشف بعض أجزاء الجسم .. فهل يخطر في ببال الأبن –بالتبني-ان أمه بالتبني مرغوبة جنسيا؟ أو يخطر في بال الأم أن إبنها –بالتبني- مرغوب جنسيا؟ سبحان الله!!!
أن الأمر سيان بالنسبة لكل المسلمين .. سواء –جدلا أنها- أرضعته بثديها أو حلبت لبنها .. فهي رخصة لحالة شاذة نتجت عن تحريم التبني فرُخص لهم هذه الرخصة ونحن نتحدى النصارى أن يأتوا بحالة واحدة مثل سالم وأمه .. أمرأة تبنت طفل -قبل أن يحرم التبني منذ أكثر من 1400 سنة- وقد كبر هذا الطفل ورأت المرأة في وجه زوجها تغير ومن هنا فسنضطر لأعطائهم رخصة رضاعة الكبير –سواء بفهمنا أو بفهم النصارى السقيم- والسؤال هو ... أين تلك المرأة بنت ال 1400 عام هي وإبنها؟
فكل حقد النصارى وإسقاطهم لما هو فيهم علينا بل ومحاولة تغطية الإسلام بثوب الجنسية الذي يرتدونه محاولات فاشلة.
وهنا يظهر اخر سؤال ماذا عن أمرأة كفلت طفلا يتيما وبعدما كبر هذا الطفل هل تطرده أم ترضعه؟
ونقول له فكر بعقلك لا بحوافرك (أيها العاقل) فسؤالك أصلا متناقض .. فما يمنع المرأة أن ترضعه وهو طفل دون السنتين فيصير إبنا لها من الرضاعه؟
وكفالة اليتيم في الإسلام ليس تبنيا بل كفالة رعاية وتربية وتعليم وملبس ومأكل ومشرب وليس تبنيا بمعنى إتخاذه ولدا.
الملخص
1 - لا يوجد رضاع كبير في الإسلام إطلاقا .... وحكمه حرام
2 - وإنما رخصة وحيدةلسالم مولى حذيفة فقط لم تكن لأحد لا قبله ولا بعده.
3 - حتى حين الترخيص لأمه فقد كان ذلك بوضع اللبن في إناء.
والله تعالى أعلم
ـ[أبو عبد الرحمن العاقل]ــــــــ[04 - 10 - 09, 03:38 ص]ـ
كيف أخي السياق يختلف؟!
¥