ابن عبدالبر، قال -في التمهيد (2/ 236) -: (من روى الحديث عن أبي قلابة عن كعب بن عجرة، أو عن الشعبي عن كعب بن عجرة؛ فليس بشيء.
والصحيح فيه: عن أبي قلابة، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة.
وأما الشعبي؛ فاختلف فيه عليه:
فرواه بعضهم عنه عن عبدالرحمن عن كعب بن عجرة،
وبعضهم عنه عن عبدالله بن معقل عن كعب بن عجرة،
وبعضهم جعله عن الشعبي عن كعب بن عجرة.
ولم يسمع الشعبي من كعب بن عجرة، ولا سمعه أبو قلابة من كعب بن عجرة).
وابن حزم، قال -في المحلى (7/ 210) -: (لم يسمعه الشعبي من كعب).
وابن حجر، قال -في فتح الباري (4/ 13) -: (وجاء عن أبي قلابة والشعبي أيضًا عن كعب، وروايتهما عند أحمد، لكن الصواب أن بينهما واسطة، وهو ابن أبي ليلى على الصحيح).
ومن مؤيدات عدم سماع الشعبي من كعب بن عجرة: أن مجاهد بن جبر -وهو قرين للشعبي وقريب منه ولادة ووفاة- لم يسمع من كعب أيضًا، بل قال أبو حاتم الرازي -كما في مراسيل ابنه (ص206) -: (مجاهد لم يدرك كعب بن عجرة).
ب- و تابع حماداً علي هذه الصورة يزيد بن هارون، يرويه عنه: إِدْرِيسُ بن جَعْفَرٍ الْعَطَّارُ: المعجم الكبير للطبراني - (ج 13 / ص 473) (15590) قال: حَدَّثَنَا إِدْرِيسُ ابن جَعْفَرٍ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بن هَارُونَ، أنا دَاوُدُ بن أَبِي هِنْدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بن عُجْرَةَ، به
و حماد- رحمه الله تعالي- له متابع معتبر وهو داود بن أبي هند لكن الطريق إليه غير نظيفة فيها إدريس بن جعفر أبو محمد العطار و هو متروك الحديث كما قال الدارقطني في سؤلات الحاكم.
وقد رواه السراج في حديثه (2439) عن يوسف بن موسى القطان، عن يزيد بن هارون، به، بذكر عبدالرحمن بن أبي ليلى، متابعًا لإدريس بن جعفر العطار عن يزيد.
لكن رواه المحاملي -كما في جزء ابن ثرثال (5) - عن يوسف بن موسى نفسه، فلم يذكر ابن أبي ليلى.
ويوسف بن موسى صدوق، واختلاف الحافظين السراج والمحاملي عنه لا يحتمل منه، ولعله اضطرب فيه، والصحيح عن يزيد بن هارون: رواية أحمد بن سنان القطان التي أخرجها الدارقطني، وليس فيها: ابن أبي ليلى.
2 - روي الدوري في [تاريخ ابن معين - الدوري - (ج 1 / ص 379): (2561)] قيل ليحيى: سمع الشعبي من كعب بن عجرة؟!، قال: سمع من عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة.
قلت:لا يمنع ذلك من أن يكون سمع منه فيروي عنه، وحدث عن عبد الرحمن عنه؛ فإن أمثال ذلك لا يحصي كثرة،و دليل ذلك:
سبق بيان صحة كلام ابن معين، وموافقة ابن عبدالبر وابن حزم وابن حجر له، وتأييد القرائن لذلك.
والله أعلم.
ـ[ابو محمد المصرى الأثرى]ــــــــ[26 - 09 - 09, 04:03 م]ـ
جزاك الله عني (أخي محمد بن عبد الله) خير الجزاء،و شكر الله لك هذه التسديدات و التصويبات ...
نعم،هو جزء ابن ثرثال.
لا أخفي سرا؛كان يقع في خلدي أن هذا الحديث مرسل وهو ما كنت أعده للتعليق الختامي علي حديث كعب (رضي الله تعالي عنه).
و للحديث بقية ان شاء الله ...
ـ[ابو محمد المصرى الأثرى]ــــــــ[24 - 10 - 09, 10:06 ص]ـ
ورواية حماد بن سلمة التي أدخل فيها عبدالرحمن بن أبي ليلى ليست بتلك المنكرة إسنادًا، فقد اعتمدها ابن معين في إثبات الواسطة بين الشعبي وكعب بن عجرة، ولم يأت فيها حماد بإسناد جديد؛ فإن الحديث قد أتى من أوجه أخرى عن ابن أبي ليلى عن كعب بن عجرة، وهذا يوضح أن مخرج الحديث من هذا الوجه إنما هو ابن أبي ليلى.
قلت:
أما الصورة الثانية- الشعبي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلي، عن كعب بن عجرة-فهي منكرة؛ لأنها من طريق حماد بن سلمة-فهو مع إمامته و جلالته في الدين تكلموا في حفظه و أنه كان سيئ الحفظ،يغلط ماخلا أحاديث حميد الطويل و ثابت بن أسلم البناني قال المعلمي اليماني-رحمه الله تعالي- في التنكيل (ج1/ص241 - 245/ترجمة85): ... و نصوص الأئمة تبين أن حمادا أثبت الناس في ثابت وحميد مطلقا، و كأنه كان أتقن حفظ حديثهما، فأما حديثه عن غيرهما فلم يكن يحفظه،فكان يقع له فيه الخطأ إذا حدث من حفظه ... )،بل قال الإمام مسلم بن الحجاج –صاحب الصحيح- (التمييز ص92):
¥