تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حديث: (إذا توضأ أحدكم ولبس خفيه فليمسح عليهما .. ) ضعَّفه الإمام الأشم ابن حزم.

ـ[أبوصهيب المغربي]ــــــــ[30 - 09 - 09, 09:54 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم:

كنت كتبت بحثا في تخريج هذا الحديث، ورأيت اختصاره و نقله هنا للفائدة .. ،

بسم الله الرحمن الرحيم:

الحمدالله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه و من والاه، أما بعد:

فقد اختلفت مع بعض أحبابي من طلبة العلم في مسألة متفرعة عن المسح على الخفين،واحتجوا علي بحديث،وسأبين في هذه الرسالة رتبته، وهل يصلح لإثبات الاحكام الفقهية بمثله،والله المستعان.

والحديث هو قول رسول الله –صلى الله عليه وسلم -: " إذا توضأ أحدكم ولبس خفيه فليصل فيهما وليمسح عليهما،ثم لا يخلعهما إن شاء إلا من جنابة.".

قلت: قد روي هذا الحديث عن انس بن مالك –رضي الله عنه – مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،و روي موقوفا على عمر بن الخطاب رضي الله عنه من كلامه.

أما حديث أنس:

فقد أخرجه،الدارقطني في (سننه1/ 203)،و من طريقه البيهقي في (سننه1/ 279)،عن أبي محمد بن صاعد ثنا الربيع بن سليمان ثنا أسد بن موسى ثنا حماد بن سلمة عن عبد الله بن أبي بكر وثابت عن أنس به.

قلت: وقد تابع أسد بن موسى على روايته عبدالغفار بن داود:

فقد أخرجها الدارقطني في (سننه1/ 203)، والحاكم في (مستدركه1/ 250)،و البيهقي في (سننه الكبرى1/ 279)، عن مقداد بن داود عن عبد الغفار بن داود الحراني أنا حماد بن سلمة عن عبد الله بن أبي بكر وثابت عن أنس بن مالك به.

واما الحديث الموقوف فيرويه اسد بن موسى عن حماد بن سلمة،:

فقد اخرجه- أيضا -الدراقطني في (سننه1/ 203)،و من طريقه البيهقي في (سننه1/ 279)، عن أبي محمد بن صاعد ثنا الربيع بن سليمان ثنا أسد بن موسى ثنا حماد بن سلمة عن محمد بن زياد عن زبيد بن الصلت قال سمعت عمر-رضي الله عنه –يقول: (إذا توضأ أحدكم ولبس خفيه فليمسح عليهما وليصل فيهما ولا يخلعهما إن شاء إلا من جنابة.).

فحص السند:

قلت: أرى أن هذا الحديث مردود لا تقوم به حجة كما سيتضح إن شاء الله، و نبين حال عبد الغفار بن داود،و أسد بن موسى:

أما عبدالغفار، فهو كاتب ابن ليهعة،وقد وثقه ابن يونس و الحاكم، و قال أبو حاتم:

(صدوق، لا بأس به).

و اما أسد بن موسى، ملقب بـ (أسد السنة)،فقد تناوشته ألسن الجرح،فقد قال فيه ابن يونس: "أسد بن موسى حدث بأحاديث منكرة، وكان ثقة، وأحسب الآفة من غيره."

وقال عنه النسائي: " ثقة، ولو لم يصنف لكان خيرا له".

و وثقه العجلي والبزار، وقال الخليلي: " مصري صالح".

وضعفه الإمام الأشم ابن حزم،وعبدالحق الإشبيلي.

قلت: فهو صدوق أيضا.

قلت: وقد قال ابن صاعد-شيخ الدارقطني- وهو احد رواة هذا الحديث مرفوعا و موقوفا من طريق أسد بن موسى،:" وما علمت أحدا جاء به إلا أسد بن موسى."

ولكن أشار الدارقطني و البيهقي إلى متابعة عبدالغفار بن داود،فقد قال البيهقي: " وقد تابعه في الحديث المسند عبد الغفار بن داود الحراني، .. ".

ولكنه قال بعد ذلك: " ... ، وليس عند أهل البصرة عن حماد،وليس بمشهور، والله أعلم."

وكذا قال شيخه الحافظ أبو عبدالله الحاكم،بعد إيراده للحديث: " إسناد صحيح على شرط مسلم،عبد الغفار بن داود ثقة،غير أنه ليس عند أهل البصرة عن حماد."

قلت: سنده ليس على شرط مسلم،فعبد الغفار لم يخرج له مسلم، وأما متابعة عبد الغفار بن داود فهي ساقطة،كما سيظهر من مناقشة ابن دقيق العيد –رحمه الله -.

وقد صرح بضعف هذا الحديث الإمام ابن حزم كما ذكر الزيلعي في (نصب الراية،1/ 376)،فقد نقل عن ابن دقيق العيد قال: " قال الشيخ في " الإمام " قال ابن حزم: هذا ممن انفرد به أسد بن موسى عن حماد، وأسد منكر الحديث لا يحتج به، قال الشيخ: وهذا مدخول من وجهين: أحدهما: عدم تفرد أسد به، كما أخرجه الحاكم عن عبد الغفار ثنا حماد.

الثاني: أن أسدا ثقة، ولم ير في شيء من كتب الضعفاء له ذكر، وقد شرط ابن عدي أن يذكر في " كتابه "،كل من تكلم فيه، وذكر فيه جماعة من الأكابر والحفاظ، ولم يذكر أسدا، وهذا يقتضي توثيقه، ونقل ابن القطان توثيقه عن البزار."

قلت: هذا كلام ابن دقيق العيد نقله عنه الزيلعي، وعليه مآخذ:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير