الله عنه إمام وعمر إمام وعثمان إمام وعلي إمام لأنهم من الخلفاء الراشدين حيث قال صلى الله عليه وسلم (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي) وهذا الوصف ينطبق على أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين فليست الإمامة خاصة بعلي ابن أبي طالب رضي الله عنه بل هي وصف لكل من يقتدى به ولهذا يقال لإمام الصلاة إمام الجماعة في الصلاة إنه إمام ويقال لمن يتولى أمور المسلمين إنه إمام لأنه محل قدوة يقتدى به وإن بعض الناس قد يقصد من كلمة الإمام أنه معصوم من الخطأ وهذا خطأ منهم وذلك أنه ليس أحد من الخلق معصوماً إلا من عصمه الله عز وجل والأولياء كغيرهم يخطئون ويتوبون إلى الله عز وجل من خطأهم فإن كل بني أدم خطاء وخير الخطائين التوابون.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
حديث موضوع عن الوصية لعلي
السؤال:
وصلني عبر البريد حديث إلى النبي عليه الصلاة والسلام، وقد رأيته في أكثر من منتدى.
ومن يكتبه يقول أوصلني عبر البريد.
وهذا نص الحديث:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يا علي لا تنم حتى تأتي بخمسة أشياء هي: قراءة القرآن الكريم كله، التصدق بأربعة ألاف درهم، حفظ مكانك في الجنة، إرضاء الخصوم.
فقال علي: وكيف يارسول الله – صلى الله عليه وسلم -؟
قال رسول الله صلى الله علية وسلم: أما تعلم يا علي أنك:
إذا قرأت (قل هو الله أحد) ثلاث مرات كأنك قرأت القرآن كله؟ وإذا قرأت (سورة الفاتحة) أربع مرات كأنك تصدقت بأربعة الأف درهم؟ وإذا قلت " لا إله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير " عشر مرات فقد حفظت مكانك في الجنة؟ وإذا قلت " أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه " عشر مرات فقد أرضيت الخصوم؟
ثم يختمونه بقولهم: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
فهل هذا الحديث صحيح.
الجواب:
الحمد لله
هذا الحديث باطل موضوع.
قال علماء اللجنة الدائمة عن هذا الحديث:
هذا الحديث لا أصل له، بل هو من الموضوعات، من كذب بعض الشيعة كما نبَّه على ذلك أئمَّة الحديث.
" فتاوى اللجنة الدائمة " (4/ 462، 463).
وقد سئل عنه الشيخ بن محمد بن صالح العثيمين فقال - رحمه الله -:
هذا الحديث الذي ذكره أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى علي بن أبي طالب رضي الله عنه بهذه الوصايا: كذب موضوع على النبي صلى الله عليه وسلم، لا يصح أن يُنسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن " مَن حدَّث عن النبي صلى الله عليه وسلم بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين "، و " مَن كذب على النبي صلى الله عليه وسلم متعمِّداً فليتبوأ مقعده من النار "؛ إلا إذا ذكره ليبيِّن أنه موضوع ويحذر الناس منه، فهذا مأجور عليه، والمهم أن هذا الحديث كذب على النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى علي ابن أبي طالب.
" فتاوى إسلامية " (4/ 111).
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب