تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تصحيح زيادة "وكل ضلالة في النار" و الرد على من ضعفها]

ـ[بن يوسف العمري]ــــــــ[03 - 10 - 09, 07:22 م]ـ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

هذا بحث لي قد نشر من قبل في "مجلة إذاعة القرآن" و في منتديات "كل السلفيين"

أحببت أن يكون أول مشاركة لي في هذا الملتقى نشرا للعلم أولا و لأني عثرت في بعض ما ينشر هنا على كلام حول هذا الحديث ثانيا و الله الموفق

تصحيح زيادة "و كل ضلالة في النار"

في حديث جابر-رضي الله عنه-

و الرد على من ضعفها

بقلم: بن يوسف العمري

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أرشدنا إلى سبيل الصلاح و الهداية، و حذرنا من سبل الضلال و الغواية؛ و صلى الله و سلم على محمد النبي الأمي الذي لم يترك خيرا يقربنا من الجنة إلا أرشدنا إليه و رغبنا في طريقه، و لا شرا يهوي بنا في النار إلا حذرنا منه و رهبنا من مسالكه؛ و على آله و صحبه ومن تبعهم بإحسان، الذين دحضوا المحدثات و البدع بالقلم و البنان، و نافحوا عن السنن وبينوها أحسن بيان.

أما بعد،

فهذا بحث حديثي لطيف، في بيان صحة زيادة ?وكل ضلالة في النار? الواردة من طريق عبد الله بن المبارك في حديث جابر-رضي الله عنه- في خطبة الحاجة؛ و ذلك لأني استمعت –منذ شهور- إلى خطيب مسجد بالعاصمة يذكر خطبة الحاجة ثم يختمها بقوله:

" و لا أقول كل ضلالة في النار لأنها لم ترد في أصل الحديث "

فأول ما تبادر إلى ذهني حينها أنه يقصد طريق النسائي التي جائت فيها هذه الزيادة؛ ثم انشغلت بالإنصات للخطبة و الصلاة؛ و بحثت –فيما بعد- عن سلف له في ذلك، فعثرت على كلام للشيخ عمرو عبد اللطيف المصري-رحمه الله- خلص فيه إلى تضعيف هذه الجملة بنفس معنى ما قاله ذاك الخطيب. و لم أكن لأواصل البحث لولا أني رأيت الشيخ الفاضل يستدل، فيما يذهب إليه، بكلام لابن تيمية فحواه أن هذه الزيادة ضعيفة عنده هو كذلك.

و قد أعل الشيخ عمرو في مقدمته لـ:" أحاديث و مرويات في الميزان" هذه الجملة من الحديث بالشذوذ، و أن (عبد الله بن المبارك خالف "جمهور أصحاب جعفر بن محمد"، و أن هذه "اللفظة" قد "تحاشاها" مسلم في "صحيحه" و كذلك ابن حبان و أوردها ابن خزيمة بالتحويل).منتهجا كما يبدو من تعليله قاعدة بنى عليها بحثه في أن الشاذ هو ما خالف الثقة فيه غيره ممن هم أكثر منه عددا فقط، دون النظر إلى حال الراوي أو الإعتبار بما أصله أهل هذا الفن في باب زيادة الثقة , أومحاولة التوفيق بين "أصل الحديث" و الزيادات الواردة عليه، و ضمها إليه بشروطها.

و لما كان الشيخ ناصر الدين الألباني –رحمه الله- قد أفاض علما و تحقيقا في رسالته "خطبة الحاجة" مبينا مخرج هذا الحديث و صحته بما أغنى عن إعادة البحث في" أصل الحديث"، و أن رسالته متوفرة بطبعات مختلفة، بقي النظر فيما ادعاه الشيخ عمرو عبد اللطيف من تضعيف لهذه الزيادة و رميها بالشذوذ.

فأقول مستعينا بالله وحده في ذلك:

أخرج حديث جابر في خطبة الحاجة بهذه الزيادة:

النسائي في "السنن" (3/ 188 - 189)، و في "الكبرى" (5861 و 1799)، و ابن خزيمة في "الصحيح" (1875)، و الفريابي في "القدر" (447)، و من طريقه الآجري في "الشريعة" (90)، و كذا البيهقي في "الإعتقاد" (ص127) و في "الأسماء و الصفات" (103 - 104)، و أبو نعيم في "الحلية" (3/ 189) وفي "المستخرج على صحيح مسلم" (2/ 455)، و ابن بطة في "الإبانة" (1491)؛ كلهم من طريق عبد الله بن المبارك حدثنا سفيان الثوري عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر به. و زاد في آخره ? و كل ضلالة في النار ?.

قال الشيخ عمرو –تعليقا في الهامش- بعدما ذكر خطبة الحاجة بدون هذه الزيادة: "هذا هو الثابت المحفوظ ... كما رواه عنه جمهور أصحاب جعفر ... " ثم قال: " و خالف جميع هؤلاء عبد الله بن المبارك ... "

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير