تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[04 - 10 - 09, 09:00 م]ـ

أصل الواقعة من الصحيحين

التبست على فاطمة بنت قيس حكاية تميم الداري، فأدخلتها في واقعة صعود النبي r المنبر بعد صلاة الظهر وخطبته في الناس وفزعهم. وقد علمتَ أن سماعها الخطبة إنما هو وهم من بعض الرواة. وأصل الواقعة هو ما أخرجه البخاري (6864) ومسلم (2359) في صحيحهما من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه:

((أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج حين زاغت الشمس، فصلى الظهر. فلما سلَّم، قام على المنبر. فذكر الساعة، وذكر أن بين يديها أموراً عظاماً. ثم قال: "مَن أحب أن يسأل عن شيء فليسأل عنه، فوالله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم به ما دمت في مقامي هذا". قال أنس: فأكثر الناس البكاء، وأكثر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول: (سلوني). فقال أنس: فقام إليه رجل فقال: أين مدخلي يا رسول الله؟ قال: (النار). فقام عبد الله بن حذافة فقال: من أبي يا رسول الله؟ قال: (أبوك حذافة). قال: ثم أكثر أن يقول: (سلوني، سلوني). فبرك عمر على ركبتيه فقال: رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً. قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال عمر ذلك، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أولى، والذي نفسي بيده، لقد عرضت علي الجنة والنار آنفاً في عرض هذا الحائط، وأنا أصلي، فلم أر كاليوم في الخير والشر")).

وفي إحدى روايات مسلم: ((فما أتى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أشد منه. قال: غطوا رؤوسهم ولهم خنين)).

ولا ذِكر لتميم الداري هنا أصلاً. وإنما التبس عليها الأمر رضي الله عنها لأن تميماً كان أولَ مَن قصّ في الإسلام وذلك في زمان عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما أذن له في ذلك. فبلغت فاطمةَ حكاية الجساسة هذه وقصة الذين ركبوا البحر من أهل الشام، وقد كانوا نصارى قبل الإسلام، فأدخلتها في قصة وفود تميم على النبي r وهو كان نصرانياً فأسلم، ثم أدخلتها في واقعة خطبة النبي عقب صلاة الظهر وحديثه عن الساعة.

ولو كان لحكاية الجساسة أصل، لما انفردت بها فاطمة عن سائر الصحابة أجمعين! فإذا انضمّ إلى هذه القرينة ردّ عائشة وعمر وغيرهما لحديثها في المبتوتة لوهمها، لتبيّنت لنا علّة حديث الجساسة وسبب نكارة متنه ومخالفته للكتاب والسنة. فكل ما يتعلق بالدجال في هذه القصة هو موضع استشكالات عظمى لا جواب عنها إلا بالتعسف والتكلّف والحيدة عن جادة الصواب.

والله تعالى أعلى وأعلم

ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[04 - 10 - 09, 09:37 م]ـ

ولو كان لحكاية الجساسة أصل، لما انفردت بها فاطمة عن سائر الصحابة أجمعين!

فإذا انضمّ إلى هذه القرينة ...... لتبيّنت لنا علّة حديث الجساسة وسبب نكارة متنه ومخالفته للكتاب والسنة. . [/ SIZE][/FONT][/B]

هذا الحكم الغريب إنما نقبله من أمثال أحمد وابن المديني والبخاري وغيرهم من الكبار وحسب!

فهذا الحديث: قد صححه البخاري ومسلم وجماعة! ولم يتكلم فيه أحد سوى أبناء هذا الزمان!

نعم: نحن لا ننكر ما في طرقه من الاختلاف والتضارب! لكن ذلك لا يجعلنا نتجشم التخرص الباطل في توهيم مثل تلك الصحابية الجليلة في جميع قصتها!

وفي كلام صاحب الموضوع: نظر من وجوه شتى! لعلي أنظر فيها ريثما يتيسر لي ذلك.

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[04 - 10 - 09, 10:04 م]ـ

هذا الحكم الغريب إنما نقبله من أمثال أحمد وابن المديني والبخاري وغيرهم من الكبار وحسب!

فهذا الحديث: قد صححه البخاري ومسلم وجماعة! ولم يتكلم فيه أحد سوى أبناء هذا الزمان!.

أحسنت بارك الله بك

ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[04 - 10 - 09, 10:29 م]ـ

هذا الحكم الغريب إنما نقبله من أمثال أحمد وابن المديني والبخاري وغيرهم من الكبار وحسب!

فهذا الحديث: قد صححه البخاري ومسلم وجماعة! ولم يتكلم فيه أحد سوى أبناء هذا الزمان!

نعم: نحن لا ننكر ما في طرقه من الاختلاف والتضارب! لكن ذلك لا يجعلنا نتجشم التخرص الباطل في توهيم مثل تلك الصحابية الجليلة في جميع قصتها!

وفي كلام صاحب الموضوع: نظر من وجوه شتى! لعلي أنظر فيها ريثما يتيسر لي ذلك

.

بارك الله فيك ..

مَن أنا حتى يُقبل كلامي؟ إنما ذكرتُ ما وقفتُ عليه حتى أُناقَشَ فيه وأقفَ على مناطق الخلل والزلل.

وأمّا توهيم فاطمة بنت قيس رضي الله عنها فقد قال به عائشة وعمر رضي الله عنهما في حديث المبتوتة. وقد انفردت بحديث الجساسة الذي قالت فيه إن تميماً الداريّ وفد على النبيّ r بعد انقضاء عدّتها، وهذا مخالفٌ لما أخرجه البخاريّ ومسلم وأصحاب السِيَر مِن أنّ طلاقها كان في العام العاشر للهجرة عند خروج عليّ بن أبي طالب إلى اليمن قبل حجّة الوداع. فأين التخرُّص في هذا التوهيم حفظك الله؟

وفي انتظار تعقيباتك وتنبيهاتك على ما تراه خطأ أو فساداً، جعلنا الله مِن الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه.

وجزاك الله عنا خيراً

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير