أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة. ألا إنه في بحر الشأم أو بحر اليمن. لا بل من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو، وأومأ بيده إلى المشرق. قالت: فحفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي حدثنا خالد بن الحارث الهجيمي أبو عثمان حدثنا قرة حدثنا سيار أبو الحكم حدثنا الشعبي قال: دخلنا على فاطمة بنت قيس فأتحفتنا برطب يقال له رطب ابن طاب وأسقتنا سويق سلت فسألتها عن المطلقة ثلاثا أين تعتد؟ قالت: طلقني بعلي ثلاثا فأذن لي النبي صلى الله عليه وسلم أن أعتد في أهلي. قالت: فنودي في الناس إن الصلاة جامعة، قالت فانطلقت فيمن انطلق من الناس قالت: فكنت في الصف المقدم من النساء وهو يلي المؤخر من الرجال قالت: فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يخطب فقال: إن بني عم لتميم الداري ركبوا في البحر وساق الحديث، وزاد فيه: قالت: فكأنما أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأهوى بمخصرته إلى الأرض وقال "هذه طيبة" يعني المدينة.
- و حدثنا الحسن بن علي الحلواني وأحمد بن عثمان النوفلي قالا حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي قال سمعت غيلان بن جرير يحدث عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس قالت: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم تميم الداري، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ركب البحر فتاهت به سفينته، فسقط إلى جزيرة فخرج إليها يلتمس الماء، فلقي إنسانا يجر شعره واقتص الحديث وقال فيه ثم قال "أما إنه لو قد أذن لي في الخروج قد وطئت البلاد كلها غير طيبة". فأخرجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس فحدثهم قال (ص): هذه طيبة وذاك الدجال.
- حدثني أبو بكر بن إسحق حدثنا يحيى بن بكير حدثنا المغيرة يعني الحزامي عن أبي الزناد عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قعد على المنبر فقال: أيها الناس حدثني تميم الداري أن أناسا من قومه كانوا في البحر في سفينة لهم فانكسرت بهم فركب بعضهم على لوح من ألواح السفينة فخرجوا إلى جزيرة في البحر، وساق الحديث.
متن الرواية المختصرة عند أبي داود: عن فاطمة بنت قيس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخّر العشاء الآخرة ذات ليلة ثم خرج فقال: إنه حبسني حديث كان يحدثنيه تميم الداري عن رجل كان في جزيرة من جزائر البحر فإذا أنا بامرأة تجر شعرها قال ما أنت قالت أنا الجساسة اذهب إلى ذلك القصر فأتيته فإذا رجل يجر شعره مسلسل في الأغلال ينزو فيما بين السماء والأرض فقلت من أنت قال أنا الدجال خرج نبي الأميين بعد قلت نعم قال أطاعوه أم عصوه قلت بل أطاعوه قال ذاك خير لهم.
إزالة إشكالات الأخ أحمد الأقطش
قال: قوله: ((نكحتُ ابن المغيرة، وهو من خيار شباب قريش يومئذ. فأصيب في أول الجهاد مع رسول الله r)) فهذا صريحٌ في أن عدّة فاطمة بنت قيس كانت بعد أول غزوة مع رسول الله r عندما فُرض الجهاد. وهذا شاذ تفرّد به الحسين المعلم، وهو باطل لأن عدّة فاطمة كانت في العام العاشر للهجرة كما ستعرف.
أقول: قيل أن المراد: أصيب بجراحه أو أصيب في ماله أو نحو ذلك، وقيل أن المراد: أصيب في الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه و سلم أي في طاعة رسول الله صلى الله عليه و سلم، كما بينه ابن حجر، إذ أنه مات مع علي باليمن.
قال: قوله: ((فلما تأيمتُ)) تفرّد به الحسين المعلم، وهو باطل لأن زوجها لم يمت بل طلقها ثلاثاً كما هو مشهور، بل إنه رضي الله عنه شهد فتوح الشام في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.
أقول: بل الصحيح أنه مات مع علي باليمن وذلك بعد أن أرسل إليها بطلاقها، وهذا هو المقصود. ولذلك قال ابن حجر: ولا يلزم من ذلك أن تكون بينونتها منه بالموت، بل بالطلاق السابق على الموت.
قال: قوله: ((ابن عمك عبد الله بن عمرو بن أم مكتوم)) أيضاً مردود لأن ابن أم مكتوم ليس ابن عمّ فاطمة بنت قيس ولا من قومها!
أقول: بلى هو من قومها وقبيلتها، ولذلك يسمى ابن عمها في عرف العرب.
¥