تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حديث لو أن الله عذب أهل سمواته .... هل هو صحيح؟]

ـ[صالح بن حسن]ــــــــ[06 - 10 - 09, 12:31 ص]ـ

قال الإمام ابن رجب الحنبلي في كتابه الرائع " جامع العلوم والحكم " في شرح الحديث الرابع والعشرين ما نصه:

وخرج أبو داود، وابن ماجه من حديث أبي سنان سعيد بن سنان، عن وهب بن خالد الحمصي، عن ابن الديلمي أنه سمع أبي بن كعب يقول: لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه، لعذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم، لكانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم، وأنه أتى ابن مسعود، فقال له مثل ذلك، ثم أتى زيد ابن ثابت، فحدثه عن النبي - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - بمثل ذلك. وفي هذا الحديث نظر، ووهب بن خالد ليس بذلك المشهور بالعلم. وقد يحمل على أنه لو أراد تعذيبهم، لقدر لهم ما يعذبهم عليه، فيكون غير ظالم لهم حينئذ.

وكونه خلق أفعال العباد وفيها الظلم لا يقتضي وصفه بالظلم - سبحانه وتعالى -، كما أنه لا يوصف بسائر القبائح التي يفعلها العباد، وهي خلقه وتقديره، فإنه لا يوصف إلا بأفعاله لا يوصف بأفعال عباده، فإن أفعال عباده مخلوقاته ومفعولاته، وهو لا يوصف بشيء منها، إنما يوصف بما قام به من صفاته وأفعاله! والله أعلم.

فما تعليق مشايخنا الكرام على تعليل هذا الحديث وبيان معناه وجزاكم الله خير الجزاء.؟

ـ[حنظلة الجزائري]ــــــــ[06 - 10 - 09, 02:08 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه أول مشاركة لي ان شاء الله وبعد أن أشكر جميع الاخوة أساتذتنا الكرام

أقول وبالله التوفيق

الحديث صححه الالباني رحمه الله في مشكاة المصابيح وصحيح ابن ماجة

وقد رواه الامام أحمد وابن حبان وقال عنه شعيب الأرنؤوط (اسناد قوي)

ورواه الطبراني في الكبير والبيهقي في سننه وغيرهم

والله أعلم وأحكم

ـ[صالح بن حسن]ــــــــ[06 - 10 - 09, 07:53 م]ـ

أخي حنظلة جزاك الله خير الجزاء وإن كنت أريد التوضيح أكثر من ذلك وأريد بيان معنى كلام الإمام ابن رجب في التعليق على هذا الحديث أقصد على سنده ومعناه فمن كان عنده من العلم ما ينفعنا فلا يبخل علينا وجزاه الله خيرا.

ـ[حنظلة الجزائري]ــــــــ[07 - 10 - 09, 01:40 ص]ـ

أخي صالح السلام عليكم

كما ترى ابن رجب رحمه الله في معرض كلامه عن الظلم

قال ( .... قال الإمام أحمد هو أشرف حديث لأهل الشام فقوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي يعني أنه منع نفسه من الظلم لعباده كما قال عز وجل وما أنا بظلام للعبيد ق وقال وما الله يريد ظلما للعالمين آل عمران وقال وما الله يريد ظلما للعباد غافر وقال وما ربك بظلام للعبيد فصلت وقال إن الله لا يظلم الناس شيئا يونس وقال إن الله لا يظلم مثقال ذرة النساء وقال ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما طه والهضم أن ينقص من جزاء حسناته والظلم أن يعاقب بذنوب غيره ومثل هذا كثير في القرآن وهو مما يدل على أن الله قادر على الظلم ولكن لا يفعله فضلا منه وجودا وكرما وإحسانا إلى عباده وقد فسر كثير من العلماء الظلم بأنه وضع الأشياء في غير مواضعها وأما من فسره بالتصرف في ملك الغير بغير إذنه وقد نقل نحوه عن إياس بن معاوية وغيره فإنهم يقولون إن الظلم مستحيل عليه وغيره متصور في حقه لأن كل ما يفعله فهو تصرف في ملكه وبنحو ذلك أجاب أبو الأسود الدؤلي لعمران بن حصين حين سأله عن القدر وخرج أبو داود وابن ماجه من حديث أبي سنان سعيد بن سنان عن وهب بن خالد الحمصي عن ابن الديلمي أنه سمع أبي بن كعب يقول لو أن الله تعالى عذب أهل سمواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم لكانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم وأنه أتى ابن مسعود فقال له مثل ذلك ثم أتى زيد بن ثابت فحدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل ذلك وفي هذا الحديث نظر ووهب بن خالد ليس بذلك المشهور بالعلم وقد يحمل على أنه لو أراد تعذيبهم لقدر لهم ما يعذبهم عليه فيكون غير ظالم لهم حينئذ وكونه خلق أفعال العباد وفيها الظلم لا يقتضي وصفه بالظلم سبحانه وتعالى كما أنه لا يوصف بسائر القبائح التي يفعلها العباد وهي خلقه وتقديره فإنه لا يوصف إلا بأفعاله لا يوصف بأفعال عباده فإن أفعال عباده مخلوقاته ومفعولاته وهو لا يوصف بشيء منها إنما يوصف بما قام به من صفاته وأفعاله والله أعلم

فالحديث يحتمل ما أول به ابن رجب

كما جاء أيضا في شرح سنن ابن ماجة (السيوطي وآخرون)

( ... لعذبهم وهو غير ظالم لهم قال الطيبي فيه إرشاد وبيان شاف لإزالة ما طلب منه لأن هدم به قاعدة القول بالحسن والقبح عقلا لأن مالك السماوات والأرض وما فيهن يتصرف في ملكه كيف يشاء فلا يتصور منه الظلم لأنه لا يتصرف في ملك غيره ثم عطف عليه قوله ولو رحمهم الخ ايذانا بأن رحمته للخلق ليست بايجابهم ومسببة عن اعمالهم بل هو فضل ورحمة ولو يشاء ان يصيب برحمته الأولين والاخرين لا يخرج ذلك عن حكمته)

والله أعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير