أخرجه أبو داود في (المراسيل، 316)، عن موسى بن إسماعيل، و من طريقه البيهقي في (السنن،10/ 18)،و أبو نعيم الأصبهاني في (معرفة الصحابة، 8/ 62)، عن هارون بن يزيد، كلاهما عن حماد عن عمرو بن دينارعنسعيد بن جبير، الحديث بطوله.
قلت: و قد أشار أبو نعيم الأصبهاني إلى ان محمد بن كثير رواه عن حماد بن سلمة، و لم يورد إسناده إليه.
و لم أنقل لفظ القصة لطولها، و قد وقع في متن القصة اختلاف كبير بحسب الراويات (و اضطراب أيضا)، واما عن رتبة الحديث:
فقد قال البيهقي بعد أن أورده:"وهو مرسل جيد، وقد روىباسناد آخر موصولا الا انه ضعيف ".
فتعقبه ابن التركماني في (الجوهر النقي، 10/ 18):" الذى في كتب اهل هذا الشان، ركانة بن عبد يزيد، وليس في شئ منها فيما علمت يزيد بن ركانة، ولا ركانة بنيزيد،وكيف يكون جيدا، و فى سنده حماد بن سلمة، قال فيه: البيهقى في باب من مربحائط انسان (ليس بالقوى)،وفى باب من صلى وفى ثوبه أو نعله اذى (مختلففي عدالته) ".
قلت: و مقصود البيهقي بقوله (مختلف في عدالته) أي في حفظه، و إلا فإن عدالة حماد بن سلمة أشهر من أن تذكر، و قد قال عنه البيهقي أنه ساء حفظه كما في (تهذيب التهذيب،3/ 11).
و قال الحافظ في (تلخيص الحبير، 5/ 424):" إسناده صحيح إلى سعيد بن جبير، إلا أن سعيدا لم يدرك ركانة."
قلت: و إن سُلِّم بصحة السند إلى سعيد بن جبير، فهذا المرسل غير كاف في إثبات القصة.
قلت: و اما المرفوع الذي أشار إليه البيهقي آنفا، و قال عنه أنه ضعيف، و هو من رواية سعيد بن جبير، فهو في الآتي.
حديث ابن عباس رضي الله عنهما:
ورد عنه من رواية سعيد بن جبير و أبي صالح.
رواية سعيد بن جبير:
فقد قال ابن حجر في (تلخيص الحبير،5/ 424):"هو في أحاديث أبي بكر الشافعي، وفي كتاب السبق والرمي لأبي الشيخ منرواية عبد الله بن يزيد المدني، عن حماد، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بنجبير، عن ابن عباس مطولا".
و قال ابن حجر: أن إسناده ضعيف، و ضعفه البيهقي كما مر معنا،
قلت: و هو كما قالا، و عبد الله بن يزيد المدني لم يتبين لي من هو [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn3) ،؟ ، و قد خالفه ثلاثة رواة سبق ذكرهم، فرووه مرسلا، و هم:
موسى بن إسماعيل، و هو ثقة ثبت. ينظر (تقريب التهذيب، 2/ 220).
يزيد بن هارون، إمام معروف.
محمد بن كثير، الظاهر أنه العبدي، قال عنه الحافظ في (التقريب، 2/ 127):" ثقة لم يصب من ضعفه".
قلت: و قد قال ابن كثير [4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn4) عن إسناد هذا الحديث أنه جيد، و العجيب أن الألباني – ر حمه الله - اتبعه في ذلك [5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn5)، و القول قول البيهقي و الحافظ، رحم الله الجميع.
رواية أبي صالح:
أخرجها الفاكهي في (أخبار مكة، 6/ 94)، فقال: حدثنا حسين بن حسن الأزدي قال: ثنا محمد بن حبيب، عن هشام: يعني ابنالكلبي، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس به.
قلت: و هذه الرواية ساقطة، فأبو صالح، هو: باذام أو باذان مولى أم هانئ بنت أبي طالب [6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn6)، و أقوال الأئمة فيه كالآتي:
فقد قال بن أبي خيثمة عن بن معين: "ليس به بأس، وإذا روى عنه الكلبي فليس بشيء"
قلت: و هذا الخبر من رواية الكلبي عنه، فهو لاشيء.
و قال الكلبي:قال لي أبو صالح: "كل ما حدثتك كذب".
قلت: و زد على هذا قول ابن حبان:" يحدث عن بن عباس،ولم يسمع منه".
قلت: و الكلبي الوضاع حاله مشهورة، تنظر ترجمته في (تهذيب التهذيب).
و الآن حديث أبي أمامة رضي الله عنه:
أخرجه أبو نعيم في (معرفة الصحابة، 8/ 61)، عن الحسين بن محمد بن حماد، و البيهقي في (دلائل النبوة، 6/ 495) عن الحسين بن أبي معشر، كلاهما عن محمد بن وهببن أبي كريمة، أنبأ محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، حدثني أبو عبدالملك، عن القاسم، عن أبي أمامة به مطولا.
قلت: و قال البيهقي:" أبو عبد الملك هذا علي بن يزيد الشامي، وليسبقوي، إلا أن معه ما يؤكد حديثه".
¥