* وأخرجه الخطيب في تلخيص المتشابه 1/ 309، والذهبي في الميزان 4/ 366 معلقا. من طريق عباد بن يعقوب، عن يحيى بن بشار الكندي، عن إسماعيل بن إبراهيم الهمداني، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي. وعن عاصم بن ضمرة، عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: < شجرة أنا أصلها، وعلي فرعها، والحسن والحسين من ثمرها، والشيعة ورقها، فهل يخرج من الطيب إلا الطيب، وأنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أرادها فليأت الباب >.
وقال الخطيب: " يحيى بن بشار الكندي الكوفي، حدث عن إسماعيل بن إبراهيم الهمداني، وجميعا مجهولان ".
وذكر الذهبي هذا الحديث فيما استنكر على يحيى، وقال: " يحيى بن بشار الكندي شيخ لعباد بن يعقوب الرواجني لا يعرف، عن مثله، وأتى بخبر باطل ".
وأخرجه ابن النجار في تاريخه (كما في اللآلي المصنوعة 1/ 334) من طريق علي بن محمد بن مهرويه، عن داود بن سليمان الغازي، عن علي بن موسى الرضا، عن آبائه، عن علي مرفوعا نحوه.
وقال الذهبي في الميزان 2/ 8 في ترجمة داود بن سليمان: " شيخ كذاب، له نسخة موضوعة عن علي الرضا، رواها علي بن محمد بن مهرويه القزويني الصدوق عنه ".
وللحديث شواهد، ولكنها كلها موضوعة، ويطول بسط الكلام فيها (14)
(انظر الموضوعات لابن الجوزي 2/ 110 وما بعدها، المقاصد الحسنة رقم (189)، والأجوبة المرضية 2/ 877، اللآلي المصنوعة 1/ 329 وما بعدها، تنزيه الشريعة 1/ 377، الفوائد المجموعة ص 349 وما بعدها، النقد الصريح لأجوبة الحافظ ابن حجر على المصابيح ص 103 وما بعدها، وتعليق محقق جزء الألف دينار ص 333 وما بعدها، وبحث: تخريج حديث أنا مدينة العلم، للأخ خليفة الكواري منشور في مجلة مركز بحوث السنة والسيرة بجامعة قطر، العدد (10).)
.
ومما تقدم يتضح أن الحديث لا يثبت عن علي - رضي الله عنه -، وحكم عليه عدد من الأئمة بالضعف الشديد، أو الوضع.
وقد تقدم حكم البخاري والترمذي السابق عليه بالنكارة، وإشارة أبي حاتم إلى ذلك، وتضعيف الطبري له، وحكم الذهبي عليه بالوضع.
وقال البخاري أيضا: " ليس له وجه صحيح " (15)
(التذكرة في الأحاديث المشتهرة ص 163، المقاصد الحسنة (189)، الأجوبة المرضية 2/ 878.)
.
وقال ابن معين: " كذب لا أصل له " (16)
(تاريخ بغداد 11/ 204، والأجوبة المرضية 2/ 878.)
.
وقال الدارقطني: " الحديث مضطرب غير ثابت،وسلمة لم يسمع من الصنابحي " (17)
(العلل 3/ 248.)
.
وقال ابن حبان: " وهذا خبر لا أصل له عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا شريك حدث به، ولا سلمة بن كهيل رواه، ولا الصنابحي أسنده؛ ولعل هذا الشيخ بلغه حديث أبي الصلت عن أبي معاوية فحفظه، ثم أقلبه على شريك وحدث بهذا الإسناد " (18)
(المجروحين 2/ 94.)
.
وقال العقيلي: " ولا يصح في هذا المتن حديث " (19)
(الضعفاء 3/ 149.)
.
وقال ابن الجوزي: " الحديث لا أصل له " (20)
(الموضوعات 2/ 118.)
.
وقال أبو الفتح الأزدي: " لا يصح في هذا الباب شيء " (21)
(البداية والنهاية 11/ 96.)
.
وقال الإمام النووي: " وأما الحديث المروي عن الصنابحي عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: < أنا دار الحكمة وعلي بابها >، وفي رواية ": < أنا مدينة العلم وعلي بابها > فحديث باطل ... " (22)
(تهذيب الأسماء واللغات 1/ 319.)
.
وقال أبو بكر بن العربي: " حديث باطل " (23)
(أحكام القرآن 3/ 1102.)
.
وقال ابن دقيق العيد: " هذا الحديث لم يثبتوه، وقيل: إنه حديث باطل " (24)
(التذكرة في الأحاديث المشتهرة (164)، المقاصد الحسنة (189)، الأجوبة المرضية 2/ 878.)
.
وقال الذهبي: " وهذا الحديث شبه لبعض المحدثين السذج، فإنه موضوع " (25)
(تلخيص الموضوعات (256).)
.
¥