[هل طريقة الدارقطني في (الأفراد والغرائب) مثل طريقة العقيلي وابن عدي وابن حبان؟!]
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[15 - 10 - 09, 05:21 م]ـ
( ........................... .............................. .............................. .......
وقد أخطأ من زعم: أن طريقة الدارقطني في «الغرائب والأفراد» تشبه طريقة العقيلي وابن عدي وابن حبان في كتبهم في «الضعفاء»! حيث يسوقون في ترجمة الراوي: طرفًا من أحاديثه التي يُضعَّفُ بها! أو ما أنكرها عليه النقاد!
بل الذي هضمتُه مِنْ تصرُّف الدارقطني في كتابه المشار إليه: أن همه منصرف إلى سرد مطلق الأحاديث الغرائب والأفراد، سواء الصحيح منها أو ما دون ذلك! - وإن كان الصحيح منها قليلا في كتابه! -.
ولذلك: تراه ذكر طائفة من أحاديث «الصحيحين» من تلك الطرق التي أخرج بها الشيخان هذه الأحاديث! بل قد ينص هو بنفسه على صحة ذلك الطريق الذي يستغربه أو يجزم بتفرد بعض الثقات به!
فمن ذلك:
1 - أنه ذكر حديث «حديث أنس قال: والله إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرينا مصارع القوم قبل أن يقتلوا.» الحديث .... ثم قال: «تفرد به سليمان بن المغيرة عن أنس عنه، وهو صحيح، أخرجه مسلم عن
عمر بن إبراهيم بن سليط وشيبان بن فَرُّوخ عن سليمان». راجع أطراف الغرائب [1/ 47/الطبعة التدمرية]
2 - ومنها: أنه ذكر حديث مالك بن أوس بن الحَدَثان عن عمر: «أنه أخرج مائة دينار يصرفها ... » الحديث .... ثم قال: «تفرد به إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن الزهري، وهو صحيح عنه.» راجع أطراف الغرائب [1/ 67]
3 - ومنها: أنه ذكر حديث أنس: «قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: لو أتيت عبد الله بن أُبَيّ تعوده ... الحديث .... » ثم قال: «تفرد به معتمرعن أبيه، وهو صحيح، أخرجه البخاري ومسلم من حديثه عن أبيه.» راجع أطراف الأفراد [1/ 195].
4 - ومنها: أنه ذكر حديث عبد الله بن أبي بكر عن أنس: «يتبع الميت ثلاث» الحيث .... ثم قال: «تفرد به سفيان بن عيينة عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم. روي عن مالك ولا يصح عنه، وهو صحيح عن ابن عيينة»). راجع أطراف الغرائب [1/ 199].
5 - ومنها: أنه ذكر حديث أنس حديث «زارنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في دارنا ... الحديث، وفيه: «الأيمن فالأيمن ... » ثم قال: «غريب صحيح من حديث الزهري عن أنس، وغريب من حديث يوسف بن يعقوب بن أبي سلمة الماجِشُون عن الزهري.» راجع أطراف الغرائب [1/ 241].
قلتُ: وهناك أمثلة أخرى قد استوعبناها في مكان آخر.
وقديما قال الشمس ابن عبد الهادي في حديث عيسى بن يونس الذي يرويه عن يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا: «أنت ومالك لأبيك» قال: «ويوسف بن إسحاق من الثقات المخرج لهم في " الصحيحين "، وقول الدارقطني فيه: «غريب تفرد به عيسى عن يوسف» لا يضره؛ فإن غرابة الحديث والتفرد به لا يخرجه عن الصحة، و [قد] قال الدارقطني في " حديث الاستخارة ": غريب من حديث عبد الرحمن بن أبي الموال عن محمد عن جابر، [وقال] وفي حديث " رحم الله رجل سمحا إذا باع ": تفرد به أبو غسان عن محمد، [وقال] في حديث " كل معروف صدقة ": تفرد به علي بن عياش عن محمد، وكلها مخرجة في " صحيح البخاري " إلى غير ذلك ... » نقله عنه الجمال الزيلعي في نصب الراية [3/ 34].
قلتُ: وأيضا فإن مجرد: «التفرد» لا يُعلُّ به رواية الثقة على الإطلاق!
بل لحذاق النقاد في إعلال بعض أحاديث الثقات بالتفرد: مسالك لا يهتدي إليها كل أحد! ولا يحسن التذرُّع بها في التنكب عما ينفرد به الأثبات مطلقا! إلا عند من لا يدري ما وراء الأكمة؟ ............. )
نقلا عن: تصحيح حديث: (الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=173103)) .