ثم رأيته في " مسند الهيثم بن كليب " (80/ 2) من طريق فهد بن عوف: أخبرنا جعفر بن سليمان: حدثني النضر بن حميد الكندي: حدثني الجارود عن أبي الأحوص به.
فهذا يوافق رواية الطيالسي.
لكن فهد هذا لا يحتج به، قال ابن المديني:
" كذاب ".
ولكنه عند العقيلي (435) من طريق خالد بن أبي زيد القرني - وهو صدوق، وهو المزرفي: حدثنا جعفر بن سليمان عن النضر قال: حدثني أبو الجارود به.
قلت: فهذا علة أخرى في الحديث، وهي الاضطراب في سنده، واسم راويه، وتصويب بعضهم أنه أبو الجارود زياد بن المنذر، لمجرد أن المزي ذكر النضر بن حميد في الرواة عنه لا يكفي، لأنه قائم على بعض هذه الروايات المتقدمة المختلفة، فإن ثبت أنه هو، ازداد الحديث وهنا على وهن، لأنه متهم بالكذب والوضع.
وروي الشطر الأول من الحديث عن عطاء مرسلا بلفظ:
" أكرموا قريشا، فإن ....... ". وسيأتي إن شاء الله تعالى.
لكن قوله: اللهم إنك أذقت ... ، حسن، فقد أخرجه الترمذي (4/ 371) وأحمد (رقم 2170) والعقيلي (195) ومحمد بن عاصم الثقفي في " حديثه " (2/ 2) والضياء في " المختارة " (229/ 1) وكذا المخلص في " الفوائد المنتقاة " (8/ 6 / 1) من طريق الأعمش عن طارق بن عبد الرحمن، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس مرفوعا به، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
قلت: ورجاله عند أحمد ثقات رجال الشيخين، وفي طارق كلام لا يضر.
بل هو صحيح فقد وجدت له شاهدا آخر من حديث ابن عمر أخرجه القضاعي (120/ 2) من طريق أبي سعيد بن الأعرابي قال: أنبأنا محمد بن غالب قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال أخبرنا شعبة عن عمرو بن دينار عن عبيد بن عمير عنه مرفوعا به.
- " اللهم اهد قريشا فإن علم العالم منهم يسع طباق الأرض، اللهم أذقت أولها نكالا، فأذق آخرها نوالا ".
ضعيف جدا.
أخرجه ابن عدي في " الكامل " (8/ 2) وأبو نعيم (9/ 65) من طريق إسماعيل ابن مسلم، عن عطاء، عن ابن عباس مرفوعا، والخطيب (2/ 60 - 61) وعنه العراقي في " محجة القرب " من طريق ابن عياش، عن عبد العزيز بن عبيد الله عن وهب بن كيسان، عن أبي هريرة مرفوعا.
وهذان إسنادان ضعيفان جدا: إسماعيل بن مسلم وعبد العزيز بن عبيد الله الحمصي متروكان، والحديث عزاه في " الكشف " (2/ 53) للترمذي وأحمد عن ابن عباس، وهو وهم، فإنما أخرجا عنه الشطر الثاني منه كما سبق في الحديث الذي قبله.