[بعض الحكايات المذكورة عن حال الصحيحين وفي صحتها نظر]
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 11 - 04, 12:14 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
ففي بعض الحكايات التي يذكرها أهل العلم عن بيان منزلة أحاديث الصحيحين وصحتها وتلقي العلماء لها بالقبول- ولا شك في ذلك - تجد ذكرا لبعض الروايات عن أهل العلم حول ما يتعلق بصحة أحاديث الصحيحين وعرضها على أهل العلم وقد يكون في صحتها نظر.
ولعلي أذكر بعض هذه الروايات للفائدة
1 - عرض البخاري صحيحه على أحمد وابن المديني وابن معين والعقيلي
جاء في فهرست ابن خير ص 95
(قال مسلمة بن قاسم سمعت من يقول عن أبي جعفر العقيلي قال لما ألف البخاري كتابه في صحيح الحديث عرضه على علي بن المديني ويحيى بن معين وأحمد بن حنبل وغيره فامتحنوه فكلهم قال كتابك صحيح إلا أربعة احاديث
قال العقيلي والقول فيها قول البخاري وهي صحيحة).
وهذه الحكاية في صحتها نظر من ناحية وجود الجهالة في سندها ثم من ناحية وجود عدد من الأحاديث ضعفها العقيلي في الضعفاء مع وجودها في صحيح البخاري (مستفاد من كلام الشيخ ابن وهب)
ومنها مارواه العقيلي في ضعفاءه (4
369)
حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا عبد الله بن رجاء حدثنا همام عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال حدثني عبد الرحمن بن أبي عمرة أن أبا هريرة حدثه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى .. ثم ساق الحديث بطوله
ثم قال (4/ 370)
حدثنا جعفر بن أحمد حدثنا أحمد بن جعفر المقري حدثنا النضر بن محمد حدثنا عكرمة بن عمار حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال كان ثلاثة في بني إسرائيل فذكر مثله
حدثنا محمد بن إدريس قال حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار أنه سمع عبيد بن عمير يقول كان ثلاثة أعمى ومقعد وآخر به زمانة قد ذكر لنا عمرو فنسيتها وكانوا محتاجين فأعطى هذا بقرة وهذا شاة وذكر الحديث
قال أبو جعفر العقيلي رحمه الله وهذا أصل الحديث من كلام عبيد بن عمير وقصصه كان يقص به) انتهى.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22281
يتبع بإذن الله تعالى
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 11 - 04, 12:19 م]ـ
2 - حكاية عرض مسلم صحيحه على أبي زرعة
فقد ذكرها أبو بكر بن عقال الصقلي في فوائده عن أبي بكر بن غزرة قال: (ذكر مكي بن عبدان .... ) هكذا .. وساق عدة روايات ..
وقد ألحق هذه الفوائد "كمال الحوت" في ذيل تحقيقه لكتاب "تسمية من أخرجهم البخاري ومسلم" للحاكم،صـ281 ط دار الجنان الأولى 1407 هـ
هذا من الأحاديث التي أعلها أبو زرعة وهي في صحيح مسلم (124)
وكذلك حديث ويل للأعقاب من النار (240) كما في العلل لابن أبي حاتم (148) و (178) والعلل لعمار الشهيد ص 50
وكذلك (مسح على الخفين والخمار) رقم (275) كما في العلل لان أبي حاتم (1/ 15) والعلل لعمار ص 62
وكذلك (من نفس عن مؤمن كربة) رقم (2699) كما في العلل لابن أبي حاتم (1979) والعلل لعمار ص 136
فهذا مما يقدح في القصة التي ذكرها ابن الصلاح في صيانة مسلم وهي (وبلغنا عن مكي بن عبدان 00000قال وسمعت مسلما يقول عرضت كتابي هذا على أبي زرعة الرازي، فكل ما أشار أن له علة تركته، وكل ما قال إنه صحيح وليس له علة أخرجته) انتهى
فهذه القصة لم يذكر لها ابن الصلاح إسنادا وإنما قال بلغنا.
ومما يدل على بطلان قصة عرض الإمام مسلم صحيحه على أبي زرعة هذه القصة الثابتة
وهي في أجوبة أبي زرعة للبرذعي (2/ 674) وتاريخ بغداد (4/ 272) و سير أعلام النبلاء (12/ 571)
قال البرذعي شهدت أبا زرعة (يعنى الرازي) ذكر كتاب الصحيح الذي ألفه مسلم بن الحجاج ثم الفضل الصائغ على مثاله فقال لي أبو زرعة هؤلاء قوم أرادوا التقدم قبل أوانه فعملوا شيئا يتشوفون به ألفوا كتابا لم يسبقوا اليه ليقيموا لانفسهم رياسة قبل وقتها.
وأتاه ذات يوم وأنا شاهد رجل بكتاب الصحيح من رواية مسلم فجعل ينظر فيه فإذا حديث عن أسباط بن نصر فقال أبو زرعة ما أبعد هذا من الصحيح يدخل في كتابه أسباط بن نصر!
ثم رأى في كتابه قطن بن نسير فقال لي وهذا أطم من الأول قطن بن نسير وصل أحاديث عن ثابت جعلها عن أنس!
ثم نظر فقال يروى عن احمد بن عيسى المصري في كتابه الصحيح قال لي أبو زرعة ما رأيت أهل مصر يشكون في أن احمد بن عيسى وأشار أبو زرعة الى لسانه كأنه يقول الكذب
ثم قال لي يحدث عن أمثال هؤلاء ويترك محمد بن عجلان ونظراءه ويطرق لأهل البدع علينا فيجدوا السبيل بأن يقولوا لحديث إذا احتج به عليهم ليس هذا في كتاب الصحيح!
ورايته يذم من وضع هذا الكتاب ويؤنبه
فلما رجعت الى نيسابوري في المرة الثانية ذكرت لمسلم بن الحجاج إنكار أبى زرعة عليه وروايته في كتاب الصحيح عن أسباط بن نصر وقطن بن نسير وأحمد بن عيسى فقال لي مسلم إنما قلت صحيح وإنما أدخلت من حديث أسباط وقطن وأحمد ما قد رواه الثقات عن شيوخهم إلا أنه ربما وقع إلى عنهم بارتفاع ويكون عندي من رواية من هو أوثق منهم بنزول فاقتصر على اولئك وأصل الحديث معروف من رواية الثقات.
وقدم مسلم بعد ذلك الري فبلغنى أنه خرج الى أبى عبد الله محمد بن مسلم بن واره فجفاه وعاتبه على هذا الكتاب وقال له نحوا مما قاله لي أبو زرعة إن هذا يطرق لأهل البدع علينا.
فاعتذر اليه مسلم وقال إنما أخرجت هذا الكتاب وقلت هو صحاح ولم أقل إن ما لم أخرجه من الحديث في هذا الكتاب ضعيف ولكني إنما أخرجت هذا من الحديث الصحيح ليكون مجموعا عندي وعند من يكتبه عنى فلا يرتاب في صحتها ولم أقل ان ما سواه ضعيف أو نحو ذلك مما اعتذر به مسلم الى محمد بن مسلم فقبل عذره وحدثه.
مستفادة من موضوع سابق لي على الرابط التالي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=45060
¥