تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

3/ 109 و 148 و 533). و صحح هو و الذهبي بعضها. و شاهد آخر من حديث عطية

العوفي عن أبي سعيد الخدري مرفوعا: " (إنى أوشك أن أدعى فأجيب، و) إني تركت

فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي، الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر، كتاب

الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، و عترتي أهل بيتي، ألا و إنهما لن

يتفرقا حتى يردا علي الحوض ". أخرجه أحمد (3/ 14 و 17 و 26 و 59) و ابن أبي

عاصم (1553 و 1555) و الطبراني (2678 - 2679) و الديلمي (2/ 1 / 45).

و هو إسناد حسن في الشواهد. و له شواهد أخرى من حديث أبي هريرة عند الدارقطني

(ص 529) و الحاكم (1/ 93) و الخطيب في " الفقيه و المتفقه " (56/ 1).

و ابن عباس عند الحاكم و صححه، و وافقه الذهبي. و عمرو بن عوف عند ابن عبد

البر في " جامع بيان العلم " (2/ 24، 110)، و هي و إن كانت مفرداتها لا

تخلو من ضعف، فبعضها يقوي بعضا، و خيرها حديث ابن عباس. ثم وجدت له شاهدا

قويا من حديث علي مرفوعا به. أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار (2/ 307) من

طريق أبي عامر العقدي: حدثنا يزيد بن كثير عن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن

علي مرفوعا بلفظ: " ... كتاب الله بأيديكم، و أهل بيتي ". و رجاله ثقات غير

يزيد بن كثير فلم أعرفه، و غالب الظن أنه محرف على الطابع أو الناسخ. و الله

أعلم. ثم خطر في البال أنه لعله انقلب على أحدهم، و أن الصواب كثير بن زيد،

ثم تأكدت من ذلك بعد أن رجعت إلى كتب الرجال، فوجدتهم ذكروه في شيوخ عامر

العقدي، و في الرواة عن محمد بن عمر بن علي، فالحمد لله على توفيقه. ثم

ازددت تأكدا حين رأيته على الصواب عند ابن أبي عاصم (1558). و شاهد آخر

يرويه شريك عن الركين بن الربيع عن القاسم بن حسان عن زيد بن ثابت مرفوعا به.

أخرجه أحمد (5/ 181 - 189) و ابن أبي عاصم (1548 - 1549) و الطبراني في "

الكبير " (4921 - 4923). و هذا إسناد حسن في الشواهد و المتابعات، و قال

الهيثمي في " المجمع " (1/ 170): " رواه الطبراني في " الكبير " و رجاله

ثقات "! و قال في موضع آخر (9/ 163): " رواه أحمد، و إسناده جيد "! بعد

تخريج هذا الحديث بزمن بعيد، كتب علي أن أهاجر من دمشق إلى عمان، ثم أن أسافر

منها إلى الإمارات العربية، أوائل سنة (1402) هجرية، فلقيت في (قطر) بعض

الأساتذة و الدكاترة الطيبين، فأهدى إلي أحدهم رسالة له مطبوعة في تضعيف هذا

الحديث، فلما قرأتها تبين لي أنه حديث عهد بهذه الصناعة، و ذلك من ناحيتين

ذكرتهما له: الأولى: أنه اقتصر في تخريجه على بعض المصادر المطبوعة المتداولة

، و لذلك قصر تقصيرا فاحشا في تحقيق الكلام عليه، و فاته كثير من الطرق

و الأسانيد التي هي بذاتها صحيحة أو حسنة فضلا عن الشواهد و المتابعات، كما

يبدو لكل ناظر يقابل تخريجه بما خرجته هنا ..

الثانية: أنه لم يلتفت إلى أقوال المصححين للحديث من العلماء و لا إلى قاعدتهم

التي ذكروها في " مصطلح الحديث ": أن الحديث الضعيف يتقوى بكثرة الطرق، فوقع

في هذا الخطأ الفادح من تضعيف الحديث الصحيح. و كان قد نمى إلى قبل الالتقاء

به و اطلاعي على رسالته أن أحد الدكاترة في (الكويت) يضعف هذا الحديث،

و تأكدت من ذلك حين جاءني خطاب من أحد الإخوة هناك، يستدرك علي إيرادي الحديث

في " صحيح الجامع الصغير " بالأرقام (2453 و 2454 و 2745 و 7754) لأن الدكتور

المشار إليه قد ضعفه، و أن هذا استغرب مني تصحيحه! و يرجو الأخ المشار إليه

أن أعيد النظر في تحقيق هذا الحديث، و قد فعلت ذلك احتياطيا، فلعله يجد فيه

ما يدله على خطأ الدكتور، و خطئه هو في استرواحه و اعتماده عليه، و عدم تنبهه

للفرق بين ناشئ في هذا العلم، و متمكن فيه، و هي غفلة أصابت كثيرا من الناس

اللذين يتبعون كل من كتب في هذا المجال، و ليست له قدم راسخة فيه. و الله

المستعان. و اعلم أيها القارىء الكريم، أن من المعروف أن الحديث مما يحتج به

الشيعة، و يلهجون بذلك كثيرا، حتى يتوهم أهل السنة أنهم مصيبون في ذلك، و هم

جميعا واهمون في ذلك، و بيانه من وجهين:

الأول: أن المراد من الحديث في قوله صلى الله عليه وسلم: " عترتي " أكثر مما

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير