تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال ابن حجر: المراد أنه لا يعرف شيئا موجودا من الطاعات معمولا به على وجهه غير الصلاة، وقوله: (وهذه الصلاة قد ضيعت) قال المهلب: المراد بتضييعها تأخيرها عن وقتها المستحب لا أنهم أخرجوها عن الوقت. كذا قال وتبعه جماعة.

ثم رده بأنه تضييع للصلاة عن وقتها الواجب، واستدل بالأحاديث المشهورة التي تدل على أن الوليد بن عبد الملك والحجاج كانا يؤخران الصلاة إلى أن يمضي وقتها (8).

إلا أن التأمل الصحيح في هذه الأحاديث يقضي بأن يكون المراد هو أن أحكام الدين التي كانت في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومنها الصلاة قد تبدلت وحرفت، بدليل قوله: أو ليس أحدثتم في الصلاة ما أحدثتم؟ وتأخير الصلاة عن وقتها لا يسمى إحداثا فيها.

ثم إن بكاء أنس بالشام لا يكون إلا لأمر عظيم جليل، وهو تحريف أحكام الدين، والعبث بشريعة سيد المرسلين، وأما تأخير الولاة أو الخلفاء للصلاة فإنه لا يستدعي منه كل ذلك، لأنه كان يرى منهم الظلم والفسق والفجور والمجون، ولم يبك لشئ من ذلك، فكيف يبكي لتأخير الصلاة عن وقتها؟!

لفت نظر: إن أكثر الأحاديث التي مر ذكرها مروي عن أنس بن مالك، والقليل منها مروي عن أبي الدرداء، ولعل السبب في ذلك هو أن أنس بن مالك كان من أواخر الصحابة موتا، فهو قد عاش إلى سنة تسعين من الهجرة، أو ثلاث وتسعين على اختلاف الآراء، وعمره تجاوز المائة أو نقص عنها قليلا (9)، فأدرك كثيرا من الفتن والأهواء والآراء التي حدثت بعد زمان النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فهو قد رأى ما لم ير غيره (10).

=========================

(1) صحيح البخاري 1/ 133 كتاب مواقيت الصلاة وفضلها، باب تضييع الصلاة عن وقتها.

(2) سنن الترمذي 4/ 633، كتاب صفة القيامة والرقائق والورع. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. مسند أحمد بن حنبل 3/ 101، 208.

(3) الموطأ، ص 42.

(4) مسند أحمد بن حنبل 6/ 443، 5/ 195.

(5) المصدر السابق 6/ 443.

(6) مسند أحمد بن حنبل 3/ 270، شرح السنة 14/ 394، مختصر إتحاف السادة المهرة 2/ 307.

(7) مسند أبي داود الطيالسي، ص 271، مختصر إتحاف السادة المهرة 2/ 307.

(8) فتح الباري 2/ 11.

(9) راجع أسد الغابة 1/ 296، تهذيب الكمال 3/ 376 - 377، النجوم الزاهرة 1/ 224، تهذيب التهذيب 1/ 330 وغيرها.

(10) قال ابن عبد البر في الإستيعاب 1/ 111: يقال إنه آخر من مات بالبصرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أعلم أحدا مات بعده ممن رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أبا الطفيل عامر بن واثلة.

============

قلت ُ (عبدالإله بن أبي عبدالإله)

لا أشك لحظة واحدة في كفر الرافضة وضلالهم، واحترافهم الكذب وتزوير الكلام، لكن لا يترك الرافضي هكذا .. أليس كذلك.؟

ـ[عبدالإله بن أبي عبدالإله]ــــــــ[12 - 11 - 09, 01:11 م]ـ

هل من مجيب؟

ـ[ابو عبدالرحمن المسلم]ــــــــ[13 - 11 - 09, 04:10 ص]ـ

هذا الرد منقول من موقع فيصل نور

ومن الشبهات قولهم بان الصحابة غيروا في الصلاة يقول أحدهم ((قال أنس بن مالك ما عرفت شيئاً مما كان على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل الصلاة، قال أليس ضيعتم ما ضيعتم فيها.

وقال الزهري دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي فقلت ما يبكيك فقال: لا أعرف شيئاً مما أدركت إلا هذه الصلاة وقد ضيعت. وحتى لا يتوهم أحد أن التابعين هم الذين غيروا ما غيروا بعد تلك الفتن والحروب، أود ان أذكر بأن أول من غير سنة الرسول في الصلاة هو خليفة المسلمين عثمان بن عفان وكذلك أم المؤمنين عائشة، فقد أخرج الشيخان البخاري ومسلم في صحيحيهما: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلى بمنى ركعتين وأبوبكر بعده وعمر بعد أبي بكر وعثمان صدراً من خلافته ثم أن عثمان صلى بعد أربعاً.

كما اخرج مسلم في صحيحه قال الزهري قلت لعروة ما بال عائشة تتم الصلاة في السفر؟ قال أنها تأولت كما تأول عثمان))

فالرد أن هذا الطاعن خلط بين حديثين وجعلهما حديثاً واحداً فالحديث الأول رواه مهدي عن غيلان عن أنس قال ((ما أعرف شيئاً مما كان على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم قيل: الصلاة، قال: أليس صنعتم ما صنعتم فيها))

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير