قال سفيان الثوري -وهو راوي هذا الحديث عن الأعمش بلا واسطة-: "لم يسمع الأعمش هذا الحديث من أبي صالح: «الإمام ضامن» " وفي رواية: "حديث الأعمش عن أبي صالح: «الإمام ضامن»: لا أُراه سمعه من أبي صالح"
انظر: تاريخ يحيى بن معين للدوري (3/ 497). الجرح والتعديل (1/ 82). سنن البيهقي (3/ 127). اللطائف من علوم المعارف (663).
وقال يحيى بن معين: "لم يسمع الأعمش هذا الحديث من أبي صالح"
انظر: جامع التحصيل (189).
وقال أبو داود في مسائله للإمام أحمد (1871): "سمعت أحمد يقول: هشيم لم يسمع حديث أبي صالح «الإمام ضامن» من الأعمش؛ وذاك أنه قيل لأحمد: إن هشيماً قال فيه: عن الأعمش، قال: ثنا أبو صالح.
وسمعت أحمد مرة أخرى سئل عن هذا الحديث، فقال: حدَّث به سهيل عن الأعمش، ورواه ابن فضيل عن الأعمش عن رجل، ما أُرى لهذا الحديث أصل".
وقال الترمذي: "حديث أبي هريرة رواه سفيان الثوري وحفص بن غياث وغير واحد: عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وروى أسباط بن محمد، عن الأعمش، قال: حُدِّثْتُ عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وروى نافع بن سليمان، عن محمد بن أبي صالح، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، هذا الحديث.
قال أبو عيسى: وسمعت أبا زرعة يقول: حديث أبي صالح عن أبي هريرة: أصح من حديث أبي صالح عن عائشة.
قال أبو عيسى: وسمعت محمداً يقول: حديث أبي صالح عن عائشة أصح.
وذُكِر عن علي بن المديني أنه لم يُثْبِتْ حديث أبي صالح عن أبي هريرة، ولا حديث أبي صالح عن عائشة في هذا".
وقال ابن خزيمة: "رواه ابن نمير عن الأعمش، وأفسد الخبر" يعني: أفسد الحديث على من رواه بلا واسطة بين الأعمش وأبي صالح.
وقال الدارقطني في العلل (10/ 195): "وقال أبو بدر شجاع بن الوليد: عن الأعمش، قال: حُدِّثتُ عن أبي صالح عن أبي هريرة؛ فأفسد الحديث".
وغفل أبو نعيم عن هذه العلة فقال: "صحيح متفق عليه، رواه وكيع، وابن مهدي، وعبد الرزاق، وقبيصة في آخرين، عن الثوري، ورواه عن الأعمش الناس منهم: سهيل بن أبي صالح، وشعبة، وشريك، وهشيم، والأوزاعي، وصدقة بن أبي عمران، وأبو الأشهب جعفر بن الحارث، وزائدة، وقيس بن الربيع، وأبو عوانة، وأبو حمزة، وأبو شهاب، ومندل، وحبان ابنا علي، في آخرين".
وقال البيهقي: "وهذا الحديث لم يسمعه الأعمش باليقين من أبي صالح، وإنما سمعه من رجل عن أبي صالح".
وقال أبو موسى المديني: "وهذا الحديث رواه جماعة جمة: عن الأعمش عن أبي صالح، وقيل: إن الأعمش أرسله عنه، وإنما سمعه من رجل عنه" اللطائف من علوم المعارف (943).
وقال ابن عبد البر: "وهو إسناد رجاله ثقات معروفون، ... ؛ إلا أن أحمد بن حنبل ضعف الحديث كله، ويقال: إنه لم يسمعه الأعمش من أبي صالح، قال أحمد بن حنبل: رواه ابن فضيل عن الأعمش عن رجل، ما أدري لهذا الحديث أصلاً، ورواه ابن نمير عن الأعمش فقال: نبئت عن أبي صالح، ولا أراني إلا قد سمعته منه".
وقال ابن الجوزي: "هذا حديث لا يصح؛ قال أحمد بن حنبل: ليس لهذا الحديث أصل، ليس يقول فيه أحد عن الأعمش أنه قال: أنا أبو صالح، والأعمش يحدث عن ضعاف، والدليل على أن الأعمش لم يسمع من أبي صالح: ... " يعني: هذا الحديث، واستدل لذلك بحديث ابن فضيل.
وقال ابن القطان الفاسي في بيان الوهم (2/ 435/441): "ففيه -كما ترى- التصريح بالانقطاع في رواية ابن فضيل بزيادة رجل مجهول، والشك في الاتصال بظن السماع في رواية ابن نمير، فليس ينبغي - وحاله هذه - أن يجزم أنه سمعه منه" [وانظر أيضاً: بيان الوهم (5/ 603/2821) و (5/ 682)].
وقال الشوكاني في النيل (1/ 525): "فبيَّنَتْ هذه الطرق أن الأعمش سمعه عن غير أبي صالح، ثم سمعه منه، قال اليعمري: والكل صحيح والحديث متصل".
قلت: يصح هذا لو ثبت السماع، فلما لم يثبت جزم الأئمة بانقطاعه.
[منقول بتصرف من موسوعة دار صفين في "مشروع جمع السنة النبوية " بالرياض تحت اشراف محمد بن عبد الله بن سليمان التركي]
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[10 - 11 - 09, 08:18 م]ـ
قال ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 432 فما بعد):
((هذا حديث لا يصح. قال أحمد بن حنبل: ليس لهذا الحديث أصل، ليس يقول فيه أحد عن الأعمش أنه قال: أنا أبو صالح. والأعمش يُحَدِّث عن ضعاف)) يعني لم يصرّح الأعمش بالسماع من أبي صالح. ثم قال بعد سَرْد الطرق والروايات: ((قال علي بن المديني: لم يثبت حديث أبي صالح عن أبي هريرة، ولا حديث أبي صالح عن عائشة في هذا. قال: والأصح في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلّم مرسلاً. قال الدارقطني: اختلفوا في إسناده، وزعم ابن المديني أن حديث الحسن المرسل أحبها إليه وأحسنها إسناداً)). اهـ
قلتُ: رُوي أوَّلُه موقوفاً على سعيد بن المسيب، لِمَا أخرجه الإمام أحمد (علل أحمد 5455) من كلام سعيد بن المسيب: ((الإمام ضامن لصلاة القوم، إن أحسن أو أساء وقدّم أو أخّر)). اهـ
¥