تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت: وهذه المتابعة أخرجها أيضًا: ابنُ راهويه [رقم/1016]، وعنه حرب الكرماني في (مسائله) [3/ 1098 - 1099/رقم1757/رسالة دكتوراه]، وابن حبان [رقم/138]، وجعفر الفريابي في (القدر) [رقم/148/طبعة أضواء السلف]، والطبراني في الأوسط [5/رقم/4515]، وأبو بكر المروذي كما في (التمهيد) [18/ 105]، وأبو الفضل الزهري في (حديثه) [1/رقم/267/طبعة أضواء السلف]، وغيرهم من طرق عن العلاء بن المسيب بإسناده به ....

قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الفضيل بن عمرو إلا العلاء بن المسيب.

قلتُ: والعلاء وشيخه ثقتان مشهوران من رجال (الصحيح).

وقد رواه عن العلاء: محمد بن فضيل وخلف بن خليفة - والطريق إليه مخدوش - وجرير بن عبد الحميد ثلاثتهم عن العلاء به ....

واختلف على ابن فضيل في شيخه! فرواه عنه واصل بن عبد الأعلى - وهو ثقة صدوق - على الوجه الماضي عن ابن فضيل عن العلاء بإسناده به ... هكذا رواه أبو الفضل الزهري في (حديثه).

ثم جاء الإمام أحمد وخالف واصلا! ورواه عن ابن فضيل بالشك في شيخه! فقال: عن العلاء أو حبيب بن أبي عمرة! هكذا أخرجه عبد الله بن أحمد في (العلل ومعرفة الرجال) [2/ 11]، وعنه العقيلي في (الضعفاء) [2/ 615/طبعة الصميعي] قال: حدثني أبي قال حدثنا ابن فضيل به ...

قلتُ: ربما كان الشك فيه من غير الإمام أحمد! والحديث مشهور برواية العلاء بن المسيب عن فضيل بن عمرو الفقيمي عن عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين به ...

وهذه متابعة جيدة لطلحة بن يحيى عن عائشة بنت طلحة،؛ ولم يسع ابن عبد البر إلا الاعتراف بها بعد أن جزم سابقًا بتفرد طلحة الحديث!! فقال في التمهيد [81/ 105]، عقب رواية طلحة الماضية: (وزعم قوم أن طلحة بن يحيى انفرد بهذا الحديث!! وليس كما زعموا!! وقد رواه فضيل بن عمرو عن عائشة بنت طلحة كما رواه طلحة بن يحيى سواء!! ذكره المروذي .... ).

ثم ساق إسناد أبي بكر المروذي - صاحب الإمام أحمد - إلى العلاء بن المسيب عن فضيل بن عمرو به ....

لكن: كأن أبا عمر النمري ما عبأ بتلك المتابعة وما رآها شيئًا!! فإنه ذكر الحديث في الاستذكار [3/ 109] ثم قال: (وهو حديث رواه طلحة بن يحييى وفضيل بن عمرو عن عائشة بنت طلحة عن عائشة، وليس ممن يعتد عليه عن بعض أهل الحديث).

قلت: فكأنه يشير إلي إنكار أحمد للحديث مطلقًا بقوله (بعض أهل الحديث)!! وقد مضى إنكار أحمد لطريق طلحة؛ وسيأتي كلامه على طريق الفضيل!!

لكن جاء المحقق الداهية!! أبو معاذ طارق بن عوض الله - سدده الله- وقلب متابعة الفضيل بن عمرو الفقيمي إلى مخالفة لما جاء به طلحة بن يحيى!! وذلك في تعليقه على منتخب علل الخلال لابن قدامة [ص 54 - 55]!

وكان قبل ذلك قد فسر إنكار الإمام أحمد للحديث بكونه موجهًا إلى قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أو غير ذلك يا عائشة؟!) بعد قولها: (طوبى له عصفور من عصافير الجنة ... )!! ثم ساق ما قاله النووي في (شرح مسلم) حول الجمع بين هذا الحديث والأخبار الثابتة في كون أولاد المسلمين في الجنة!! ثم تعقبه بكون طلحة بن يحيى ليس بالقوي في الحديث!! وأنه ليس ممن يحتمل له التفرد بمثل هذا الحديث؛ وأنه لا حاجة إلى تكلُّف الجمع والإغراق في التأويل!! طالما أن المتفرد بهذا الحديث - وهو طلحة - ليس بذاك القوي!!

ثم قال: (لاسيما وأنه قد خُولف في هذا الحرف الذي هو موضع الإنكار في روايته!! خالفه فضيل بن عمرو الفقيمي!!) ثم ساق رواية الفقيمي عند مسلم [رقم/2662]، قبل حديث طلحة، وفيها قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لعائشة بعد أن قالت ما قالت: (أوَ لا تدرين أن الله خلق الجنة وخلق النار، فخلق لهذه أهلاً؛ ولهذه أهلاً!!).

ثم قال هذا الفاضل المحقق: (قلت: والفقيمي ثقة، وليس في روايته ما يستنكر!! بل فيه ما يفيد إقرار النبي - صلى الله عليه وسلم - لعائشة علي قولها!! ولعله لذلك قدَّم مسلم روايته على رواية طلحة في الباب!! وجعل رواية طلحة في آخر الباب!!).

قلت: وليس في يده برهان في شيء مما ذكره أصلاً!!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير