تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وممن قام بذلك أبومسعود الدمشقي في كتابه الأجوبة (23)، ورشيد الدين العطار في كتابه غرر الفوائد المجموعة (24)، والعراقي في تصنيف له (25)، ومقبل الوادعي في تحقيقه كتاب التتبع للدراقطني، وربيع المدخلي في كتابه: بين الإمامين مسلم والدراقطني. وممن قام بذلك لا على سبيل الاستقلال النووي في شرحه على صحيح مسلم، وابن حجر في شرحه على صحيح البخاري، وفي مقدمته إذ جعل الفصل الثامن منها في سياق الأحاديث التي انتقدها على البخاري أبو الحسن الدارقطني وغيره من النقاد وإيرادها حديثا حديثا (26). وبعد أن وفى بما وعد به، وأجاب عن ذلك كله قال:

" هذا جميع ما تعقبه الحفاظ النقاد العارفون بعلل الأسانيد المطلعون على خفايا الطرق، وليست كلها من أفراد البخاري بل شاركه مسلم في كثير منها، وعدة ذلك اثنان وثلاثون حديثا، فأفراده منها ثمانية وسبعون فقط، وليست كلها قادحة بل أكثرها الجواب عنه ظاهر، والقدح فيه مندفع، وبعضها الجواب عنه محتمل، واليسير منه في الجواب عنه تعسف كما شرحته مجملا في أول الفصل وأوضحته مبينا إثر كل حديث منها، فإذا تأمل المصنف ما حررته من ذلك عظم مقدار هذا المصنف في نفسه، وجل تصنيفه في عينه، وعذر الأئمة من أهل العلم في تلقيه بالقبول والتسليم وتقديمهم له على كل مصنف في الحديث والقديم. وليسا سواء من يدفع بالصدر فلا يأمن دعوى العصبية، ومن يدفع بيد الإنصاف على القواعد المرضية والضوابط المرعية، فلله الحمد الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والله المستعان وعليه التكلان " (27).

وقال ابن حجر أيضا بعد أن ذكر وجوه الدفاع عن الأحاديث المنتقدة على الشيخين:

" وإذا اعتبرت هذه الأمور من جملة الأحاديث التي انتقدت عليهما لم يبق بعد ذلك مما انتقد عليهما سوى مواضع يسيرة جدا " (28).

المبحث الأول:

تخريج حديث أبي قتادة رضي الله عنه

وبيان درجته، وفقهه

قال الإمام مسلم رحمه الله: وحدثنا يحيى بن يحيى التميمي وقتيبة بن سعيد جميعا عن حماد. قال يحيى: أخبرنا حماد بن زيد عن غيلان عن عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة: رجل أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: كيف تصوم؟. فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأى عمر رضي الله عنه غضبه قال: رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا. نعوذ بالله من غضب الله، وغضب رسوله. فجعل عمر رضي الله عنه يردد هذا الكلام، حتى سكن غضبه، فقال عمر: يا رسول الله، كيف بمن يصوم الدهر كله؟. قال: "لا صام ولا أفطر "، أو قال: " لم يصم ولم يفطر ". قال: كيف من يصوم يومين ويفطر يوما؟ قال: " ويطيق ذلك أحد؟ ". قال: كيف من يصوم يوما ويفطر يوما؟. قال: " ذاك صوم داود عليه السلام". قال: كيف من يصوم يوما ويفطر يومين؟. قال: " وددت أني طوقت ذلك " ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاث من كل شهر، ورمضان إلى رمضان فهذا صيام الدهر كله. صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده. وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله ".

حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار واللفظ لابن المثنى قالا: حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن غيلان ابن جرير سمع عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صومه، قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر رضي الله عنه: رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا، وببيعتنا بيعة. قال: فسئل عن صيام الدهر، فقال: " لا صام ولا أفطر "، أو "ما صام وما أفطر ". قال: فسئل عن صوم يومين وإفطار يوم، قال: " ومن يطيق ذلك؟! ". قال: وسئل عن صوم يوم وإفطار يومين، قال: " ليت أن الله قوانا لذلك ". قال: وسئل عن صوم يوم وإفطار يوم، قال: " ذاك صوم أخي داود عليه السلام ". قال: وسئل عن صوم يوم الاثنين، قال: " ذاك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت أو أنزل علي فيه". قال: فقال: " صوم ثلاثة من كل شهر ورمضان إلى رمضان صوم الدهر ". قال: وسئل عن صوم يوم عرفة، فقال: " يكفر السنة الماضية والباقية ". قال: وسئل عن صوم يوم عاشوراء، فقال: " يكفر السنة الماضية ". وفي هذا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير