تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الحافظ الحجة أبو جعفر الطبري في (تهذيبه): (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى السَّامِيُّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ الزِّمَّانِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ صَوْمُكَ؟ أَوْ كَيْفَ تَصُومُ؟ قَالَ: فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى رُئِيَ الْغَضَبُ فِي وَجْهِهِ. وَرَدَّدَ قَوْلَهُ: كَيْفَ صَوْمُكَ؟ فَلَمَّا سَكَتَ عَنْهُ الْغَضَبُ، أَقْبَلَ عَلَيْهِ عُمَرُ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ رَجُلًا يَصُومُ الدَّهْرَ؟ قَالَ: «لَا صَامَ وَلَا أَفْطَرَ»، أَوْ: «مَا صَامْ وَمَا أَفْطَرَ». قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صَوْمُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنَ الشَّهْرِ؟ قَالَ: «ذَلِكَ صَوْمُ الدَّهْرِ كُلِّهِ». قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، صَوْمُ يَوْمَيْنِ، وَإِفْطَارُ يَوْمٍ؟ قَالَ: «مَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ»؟ قَالَ: فَصَوْمُ يَوْمٍ وَإِفْطَارُ يَوْمَيْنِ؟ قَالَ: «وَدِدْتُ أَنِّي أُطِيقُ ذَلِكَ». قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، فَصَوْمُ يَوْمٍ وَإِفْطَارُ يَوْمٍ؟ قَالَ: «ذَلِكَ صَوْمُ أَخِي دَاوُدَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ». قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، فَصَوْمُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ؟ قَالَ: «يُكَفِّرُ السَّنَةَ». قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَصَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ؟ قَالَ: «يُكَفِّرُ السَّنَةَ وَمَا قَبْلَهَا»).

قلت: وسعيد في سنده هو ابن أبي عروبة الحافظ الثقة المأمون، ورواية عبد الأعلى السامي عنه صحيحة عند نقاد الصنعة، لكونه ممن سمع من الشيخ قديمًا.

ومن طريق عبد الأعلى السامي: قد أخرجه ابن خزيمة في (صحيحه) مختصرًا ببعض فقراته، فقال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ الزِّمَّانِيِّ، يَعْنِي عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَقْبَلَ عَلَيْهِ عُمَرُ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، صَوْمُ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ؟ قَالَ: «يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ أَمُوتُ فِيهِ»).

ثم قال ابن خزيمة: (هَذَا حَدِيثُ قَتَادَةَ).

قلت: هكذا وقع في المطبوع: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ،)! وهكذا نقله عنه الحافظ في (إتحاف المهرة) [3/ 382]، وهو كذلك في الأصل المخطوط الذي بحوزتي [ق/218/أ]!

وفي ذلك نظر عندي! لأن الحديث أخرجه أحمد في (مسنده): فقال: (ثنا محمد بن جعفر ثنا سعيد عن قتادة به ... )، ولم يذكر واسطة بين غندر وابن أبي عروبة؟ وهذا هو الأشبه.

فلا يُعرف لغندر رواية عن عبد الأعلى السامي بعد التتبع إلا في هذا الموطن، واحتمال أن يكون ذلك من رواية الأقران عن بعضهم = بعيد عندي في هذا المقام!

فالذي ينتهض عندي: أن يكون صواب إسناد ابن خزيمة: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، [و] حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، [قالا]: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ... ) بزيادة حرف العطف قبل أداة التحديث الثانية. فيكون غندر وعبد الأعلى كلاهما قد روياه جميعًا عن سعيد.

وهكذا كان الإمام أحمد ربما قرن بينهما في الرواية عن ابن أبي عروبة عن قتادة.

فقد قال مرة في (مسنده): (ثنا محمد بن جعفر وعبد الأعلى قالا ثنا سعيد عن قتادة ... ).

فالحاصل: أن الحديث محفوظ من رواية ابن أبي عروبة عن قتادة. رواه عن سعيد جماعة من أصحابه، كما رواه عن قتادة غير واحد أيضًا.

إذا عرفتَ هذا: فاعلم أن سياق إسناد الطبري وابن خزيمة لهذا الحديث الشريف، فيه نص قاطع لنخاع قول من زعم أن أبا قتادة في سنده ليس الصحابي الأنصاري؟ وإنما هو أبو قتادة العدوي التابعي المعروف؟

وبرهان ذلك في إسناد هذا الحديث من وجهين أحدهما أقوى من الثاني:

1 - فالأول: هو نسبة أبي قتادة في سنده بكونه الأنصاري! وهذا نص ظاهر كما ترى؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير