إسناد غريب منكر لا يعرف من هذا الوجه.
وعكرمة لا يعرف له سماع من صهيب.
وقال الحاكم: وحدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس - نحوه -، ونزلت على النبي صلى الله عليه وسلم: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله)، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أبا يحيى ربح البيع» قال: وتلا عليه الآية
«صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه» الحاكم (ح/5723)
وهذا إسناد شاذ غريب من هذا الوجه، والمحفوظ عن حماد عن علي بن زيد ... به.
ومن طريق:
زيد بن الحريش، ثنا يعقوب بن محمد الزهري، ثنا حصين بن حذيفة بن صيفي بن صهيب، حدثني أبي، وعمومتي، عن سعيد بن المسيب، عن صهيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أريت دار هجرتكم سبخة بين ظهراني حرة، فإما أن تكون هجرا أو تكون يثرب» قال: وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وخرج معه أبو بكر رضي الله عنه، وكنت قد هممت بالخروج معه فصدني فتيان من قريش، فجعلت ليلتي تلك أقوم ولا أقعد، فقالوا: قد شغله الله عنكم ببطنه ولم أكن شاكيا، فقاموا فلحقني منهم ناس بعدما سرت بريدا ليردوني، فقلت لهم: هل لكم أن أعطيكم أواقي (2) من ذهب وتخلون سبيلي، وتفون لي فتبعتهم إلى مكة؟ فقلت لهم: احفروا تحت أسكفة (3) الباب فإن تحتها الأواق، واذهبوا إلى فلانة فخذوا الحلتين، وخرجت حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يتحول منها - يعني قباء -، فلما رآني قال: «يا أبا يحيى، ربح البيع» ثلاثا، فقلت: يا رسول الله، ما سبقني إليك أحد، وما أخبرك إلا جبريل عليه السلام. الحاكم (ح/5729)
«هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه»
قلت: بل هذا إسناد غريب جدا، منكر مسلسل بالضعفاء.
زيد بن الحريش الاهوازي. فيه جهالة ترجم له ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه شيئا، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: ربما أخطأ. انظر الجرح والتعديل (ترجمة 2537) وثقات ابن حبان (8/ 251)
ويعقوب بن محمد الزهري، متروك.
قال عبدالله بن أحمد عن أبيه ليس بشيء ليس يسوي شيئا
وقال أحمد بن سنان القطان عن ابن معين ما حدثكم عن الثقات فاكتبوه وما لا يعرف من الشيوخ فدعوه
وقال أبو زرعة واهي الحديث وقال مرة ليس عليه قياس يعقوب بن محمد الزهري وابن زبالة والواقدي وعمر بن أبي بكر المليكي يتقاربون في الضعف
وقال أبو حاتم هو عندي عدل ادركته فلم اكتب عنه
وقال علي بن الجنيد عن حجاج بن الشاعر ثنا يعقوب ابن محمد الزهري الثقة.
وقال حسين بن حبان قال أبوزكرياء يعني ابن معين يعقوب بن محمد الزهري صدوق ولكن لا يبالي عمن حدث
وقال صالح ابن محمد عن ابن معين احاديثه تشبه احاديث الواقدي
وقال ابن سعد كان أبوه محمد ابن عيسى من سراة اهل المدينة وأهل المروة منهم يعقوب كثير العلم والسماع ولم يجالس مالكا ولكن لقي من بعده من فقهاء المدينة وكان حافظا للحديث
وذكره ابن حبان في الثقات.
قلت: وقال الساجي منكر الحديث
وكان ابن المديني يتكلم فيه
وكان إبراهيم بن المنذر يطريه
وقال العقيلي في حديثه وهم كثير ولا يتابعه عليه إلا من هو نحوه
وقال الحاكم ثقة مأمون سكن بغداد وبها مات قال وروى البخاري في صحيحه عن يعقوب غير منسوب ويشبه أن يكون هو وقد تقدم الخلاف فيه في يعقوب بن حميد
وقال أبو القاسم البغوي في حديثه لين. انظر ترجمته في طبقات ابن سعد: 5/ 441، وتاريخ البخاري الكبير: 8 / الترجمة 3469، وضعفاء العقيلي، الورقة 237، والجرح والتعديل: 9 / الترجمة 896، وثقات ابن حبان: 9/ 284، والكامل لابن عدي: 3 / الورقة 211، والمغني: 2 / الترجمة 7202، وميزان الاعتدال: 4 / الترجمة 9826، وتهذيب التهذيب: 11/ 396، والتقريب، الترجمة 7834.
حصين بن حذيفة مجهول. ميزان الاعتدال (ترجمة 2077)
والحاكم مجازف يعتمد توثيق ابن حبان في مثل هذا.
وبه يعرف وهن قول الحاكم (صحيح على شرط ... ) وقلة بضاعة من يعتمده من بعده من غير تقصٍ وبحث.
قلت: وبالجملة فليس يروى إلا من طريق علي بن زيد، وكل من رواه عن غيره فقد أخطأ ووهم.
ـ[عبدالرزاق العنزي]ــــــــ[03 - 12 - 09, 08:22 ص]ـ
السلام عليكم
ذكرت في اول التخريج خمسة طرق وهي انما ترجع الى على بن زيد فهي طريق واحدة وليست خمسا
قلت: وقال الحاكم: وحدثنا حماد بن سلمة؟؟
قلت ايضا: والحاكم مجازف يعتمد توثيق ابن حبان في مثل هذا. فاين اعتمد الحاكم توثيق ابن حبان؟؟
رحمهما الله وايانا وستر عيوبنا في الدنيا والاخرة
ـ[الحارث بن علي]ــــــــ[03 - 12 - 09, 07:26 م]ـ
أخي العنزي:
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
أحسن الله إليك، وزادنا وإياك علما، ونفعنا بما نعلم، واعاذنا الله وإياك من أن نَضِلَّ او نُضَلَّ.
جوابي على ما ذكرت رفع اللع قدرك:
مرداي بالطرق الخمسة، أي إلى علي بن زيد، ولهذا قلت في آخر التخريج: وبالجملة فليس يروى إلا من طريق علي بن زيد، وكل من رواه عن غيره فقد أخطأ ووهم.
لا ريب أن قولي (وقال الحاكم حدثنا حماد بن سلمة) سبق قلم نشأ من اختصاري لسند الحديث، فالله يغفر لي عجلتي. وعدم تنبهي، ووالله ما تنبهت لها حتى أشرت بارك الله فيك.
وهي عندي في الأصل على الصواب، كالتالي: ومن طريق حماد بن سلمة .....
واما اعتماد الحاكم توثيق ابن حبان، فهي مدرسة معروفة، ومشيخة مسلسلة من لدن ابن خزيمة إلى ابن حبان إلى الدارقطني والحاكم، ومن ثم البيهقي، ومن تتبع منهج الحاكم في المستدرك خاصة، وتدبر أحكامه، جزم بما قلته عنه.
والله أعلم واحكم.
¥