تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فائدة: في تعقُّب مَن استدل بعنعنة المدلِّس على تدليسه؟!

ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[05 - 12 - 09, 09:33 م]ـ

فائدة: في تعقُّب مَن استدل بعنعنة المدلس على تدليسه؟!

قال صاحب «الرحمات» في تخريج الحديث [رقم/4670] من «مسند أبي يعلى».

2 - والثانية: ابن إسحاق: صدوق إمام كبير الشان، إلا أنه: (مشهور بالتدليس عن الضعفاء والمجهولين وعن شرٍ منهم!! وصفه بذلك أحمد والدارقطني وغيرهما!!). قاله الحافظ في طبقات المدلسين [ص/15]، وقد عنعنه كما ترى!!

وبهذا أعله البوصيري في إتحاف الخيرة [3/ 34]، لكنه قال: (رواه أبو يعلى بسندٍ ضعيف؛ لتدليس ابن إسحاق!!) كذا كان يكثر البوصيري من تلك العبارة في إعلاله أسانيدًا عنعن فيها ابن إسحاق!! وليس ذا بجيد البتة!!

ومَنْ يدريه أن ابن إسحاق قد دلَّس فيه!؟ وليست عنعنته أو عدم تصريحه بالسماع دليلاً على ذلك أصلاً!! بل هي قرينة وحسب!!

فالأولى بل الأصل أن يقال: (سنده ضعيف؛ لعدم تصريح ابن إسحاق بالتحديث!!).

وقد غفل الهيثمي عن تلك العلة في المجمع [4/ 095]، وتعلق بسلمة بن الفضل!! .........................................

وقال في تخرج الحديث [رقم/5724] من «الرحمات».

وقال البوصيري في إتحاف الخيرة [175/ 5]: (رواه أبو يعلى بسند ضعيف؛ لتدليس ابن إسحاق!!) كذا كان يلهج الشهاب ابن أبي بكر دائمًا بتلك العبارة!!؟ وليس في يديه شيء على تدليس ابن إسحاق في هذا الحديث أصلاً!!

وهلا قال: (سنده ضعيف؛ لعدم تصريح ابن إسحاق بالسماع؛ لكونه كان عريق التدليس!! يدلس عن الضعفاء والمجاهيل وعن شر منهم!!)؟

والشهاب البوصيري على معرفته واطلاعه فلم يكن من أحلاس هذا الفن!! وأوهامه في مؤلفاته تحتاج إلى كراريس!! وهو أتقن في هذا العلم من صاحبه النور الهيثمي!! ..........................

وقال أيضًا في موضع آخر من " الرحمات".

قلت: وهذا إسناد حسن؛ وابن إسحاق قد صرح بالسماع عند البيهقي؛ فزالت شبهة تدليسه!! وبهذا نردُّ على البوصيري قوله في الإتحاف [6/ 98]: (هذا إسناد ضعيف؛ لتدليس بن إسحاق!!) كذا كان يقول!! وقد كرر الرجل تلك العبارة كثيرًا في جملة أحاديث يرويها ابن إسحاق بالعنعنة!!

وهو غالط في ذلك لا محالة!! لأن عدم تصريح المدلس في رواية بالسماع من شيخه؛ لا يدل ذلك على كونه قد دلس فيها!! وإنما ذلك قرينة وحسب!!

فالصواب أن يقال: (هذا إسناد ضعيف؛ لعدم تصريح فلان بالسماع!!) إذ ليس في عدم ذكره السماع؛ ما يوجب تدليسه!! فربما يكون قد صرح بالسماع في طريق آخر عنه؛ مثل هذا الحديث؛ فإن ابن إسحاق عنعنه عند المؤلف؛ وجوَّده عند البيهقي كما مضى. فافهم هذه الدقائق؛ فإن البوصيري لم يكن عنده ذوق أهل الفن!

وقد سلك هذا المسلك جماعة من المتأخرين! حيث تراهم يعلون الأخبار التي يكون فيها مدلسون بمطلق عدم تصريحهم بالسماع!

فيقولون في حديث لم يذكر المدلس فيه سماعه من شيخه: «فيه تدليس فلان»! أو «إسناده ضعيف؛ لتدليس فلان»!

ولو سألناهم البرهان في جزْمهم بتدليس ذلك المدلس في هذا الحديث المعلول عندهم خاصة! لضاقتْ عليهم الأرض بما رحبتْ! وإنما مستند الجميع هو: كون ذلك المدلس لم يذكر في الإسناد سماعه! وهذا ليس من الحجة بسبيل! ولا فيه دليل ولا شبه دليل!

وقد وقفتُ على نماذج كثيرة لأعلام متأخري المحدِّثين ممن زلَّتْ أقدامهم في هذا المسلك! وركضتْ خيولهم في هذا الميهع!

ولا بأس إنْ ذكرتُ طرفًا من ذلك على سبيل الفائدة. فأقول: من هؤلاء:

1 - السراج ابن الملقن! فقد قال في «البدر المنير» [5/ 472] في تخريج حديث جابر: ««لَا زَكَاة فِي مَال الْمكَاتب حَتَّى يعْتق»:

«هَذَا حَدِيث مَعْلُول من أوجه ..... رَابِعهَا: تَدْلِيس أبي الزبير، وَقد عنعن عَنهُ فِي هَذَا الحَدِيث ... »!

2 - الشهاب البوصيري! وهو إمام هذا الطريق! وأول من عرفته أكثر من هذا الاستخدام جدا في تواليفه! وقد تعقبناه كثيرًا في مواضع من هذا الكتاب. فانظر: الحديث الماضي [برقم/4670]، و [رقم/5724]، و [رقم/4773/رحمات]، وسيأتي المزيد!

3 - النور الهيثمي! وقد قال في «المجمع» [1/ 209]: في تخريجه لحديث يرويه أنس بن مالك عند البزار وغيره «وفي إسناده صالح المري وهو ضعيف، وتدليس الحسن أيضًا!».

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير