[حديث اطلبوا حوائجكم إلى حسان الوجوه]
ـ[عبيد الله المنصوري]ــــــــ[08 - 12 - 09, 07:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني أعضاء الملتقى الكرام، هذا بحث حررته حول حديث (اطلبوا الخير عن صباح الوجوه)، رأيت أن أضعه عندكم لأستفيد من ملاحظاتكم وتوجيهاتكم، لا حرمنا الله منكم، فأقول - وبالله التوفيق -:
وقد ورد عن جماعة من الصحابة ن.
أولاً: حديث ابن عمر م.
أخرجه عبد بن حميد في ((المنتخب)) (751) - ومن طريقه ابن الجوزي في ((الموضوعات)) (2/ 79) - والخلال في ((العلل)) (28 - منتخب)، وأبو الشيخ في ((الأمثال)) (71)، وابن الجوزي في ((الموضوعات)) (2/ 78) عن يزيد بن هارون. والقضاعي في ((الشهاب)) (661)، والسهمي في ((تاريخ جرجان)) (385) عن حجاج بن منهال. وابن أبي الدنيا في ((قضاء الحوائج)) (52) عن حجاج بن نصير، ثلاثتهم عن محمد بن عبد الرحمن بن مجبر، عن نافع، عن ابن عمر م به مرفوعًا.
وهذا واهٍ بمرةٍ.
وابن مجبَّر تركه النسائيُّ وجماعةٌ، وقال البخاري: ((سكتوا عنه))، وهذا جرحٌ شديدٌ عنده، ووهاه أبو زرعة، وضعفه ابن معين والفلاس.
وقال أحمد: ((ابن مجبَّر ثقة، وهذا الحديث كذب)).
ولكن توبع ابن مجبَّر؛ تابعه ابن أبي ذئب، فرواه عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا به.
أخرجه الديلمي في ((الفردوس)) (1/ 1/61) - كما في ((الضعيفة)) (2823) - عن محمد بن عبد الله بن أحمد، ثنا أبو معن ثابت بن نعيم بن هشام بن سلمة، حدثنا آدم، عن ابن أبي ذئب، عن نافع، عن ابن عمر م، أن النبي ج قال: ((إذا سألتم الحوائج فسألوها الناس))، قالوا: يا نبي الله! ومن الناس؟ قال: ((أهل القرآن، ثم أهل العلم، ثم صباح الوجوه)).
قال العلامة الألبانيُّ:: ((وإسناده ضعيفٌ؛ أبو معن هذا لم أعرفه. ومحمد بن عبد الله بن أحمد: الظاهر أنه الأسديُّ، قال ابن منده: حدَّث عن عبد السلام بن مطهَّر بمناكير)).
قلتُ: رضي الله عنك!
اقتصارك في حكمك على الحديث على الضعف فيه نظرٌ، بل الأولى - والله أعلم - أن يكون منكرًا، فإن أبا معنٍ هذا ليس بمعروف عندك، وقد روى هذا عن آدم؛ وهو مَنْ هو، فتفرُّده - والحالة هذه - مما يستنكر، والله أعلم.
ثم إن أبا معن هذا قد ذكره مسلمة بن قاسم في ((الصلة))، وقال: ((مجهول))، كما في
((اللسان)) (2/ 79).
وراجع ((السير)) (10/ 335) و ((تاريخ الإسلام)) (21/ 138).
وتوبع أبو معن هذا.
فأخرجه السلفي في ((الطيوريات)) - كما في ((اللآلئ)) (2/ 66) - من طريق إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله الحلبي، عن عثمان بن سعيد، عن عبد الله بن محمد البغوي، عن آدم، عن ابن أبي ذئب ... فساقه.
وهذا مثل الذي قبله في النكارة، والمحفوظ أن ابن أبي ذئب يرويه عن الزهريِّ معضلاً، كما سيأتي بعدُ.
وتوبع نافع؛ تابعه ابن المسيب.
أخرجه ابن حبان في ((المجروحين)) (2/ 313) - ومن طريقه ابن الجوزي في ((الموضوعات)) (2/ 79) - عن محمد بن يونس الكديمي، عن روح، عن شعبة، عن قتادة، عن ابن المسيب، عن ابن عمر م به.
وهذا شبه الموضوع؛ والكديمي كذبه أبو داود، وموسى الحمال، ورماه ابن حبان بالوضع، واتهمه به الدارقطني، وقال: ((ما أحسن القول فيه إلا من لم يخبر حاله)).
ثانيًا: حديث عائشة ك.
أخرجه ابن راهويه في ((مسنده)) (1650) عن شبابة بن سوار، عن عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي، عن محمد بن ثابت، عنها.
وخولف شبابة؛ خالفه إبراهيم بن المنذر، فرواه عن المليكي، عن امرأته جبرة، عن أبيها، عن عائشة مرفوعًا به.
أخرجه البخاري في ((الأوسط)) (2/ 176): حدثني إبراهيم بن المنذر.
وكذا رواه معن، عن المليكي. ذكره البخاريُّ في ((الكبير)) (1/ 1/51).
والمليكيُّ ضعيفٌ، ولكنه توبع على هذا الوجه.
تابعه إسماعيل بن عياش، واختلف عليه.
¥