تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تخريج حديث مدمن الخمر كعابد الوثن]

ـ[عبيد الله المنصوري]ــــــــ[12 - 12 - 09, 02:48 م]ـ

إخواني الكرام ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد، فقد كنت وضعت بحثا لي حول حديث (اطلبوا الخير عند حسان الوجوه) راجيا الاستفادة من تعليقاتكم وأبحاثكم، ولكنني لم أر شيئًا من ذلك، فقدرت أن هذا لأن الحديث باطل مشهور بالبطلان، فكأنه قيل لي: أتعبت نفسك في غير طائل!

فرأيت أن أضع بحثًا آخر حول حديث آخر، راجيا الاستفادة من تعليقاتكم وتوجيهاتكم، وجزاكم الله خيرا

أما الحديث فهو: (مدمن الخمر كعابد وثن)، فأقول وبالله التوفيق:

حديثٌ صحيحٌ.

أخرجه ابن حبان (5347) - ومن طريقه الضياء في ((المختارة)) (10/ رقم 356) - وابن عدي (4/ 209) - ومن طريقه ابن الجوزي في ((العلل)) (2/ 672) - عن عبد الله بن خراش، عن العوام بن حوشب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أن النبي ج قال: ((مَنْ لَقِيَ اللَّهَ مُدْمِنَ خَمْرٍ لَقِيَهُ كَعَابِدِ وَثَنٍ)).

وهذا واهٍ جدًّا، وابن خراش كذبه ابن عمار والساجيُّ، وقال البخاري وأبو حاتم: ((منكر الحديث)) زاد الثاني: ((ذاهب الحديث))، وضعفه الباقون حاشا ابن حبان!

وضعَّف الحديث الحافظُ في ((اللسان)) (1/ 209).

وقد خولف فيه ابن خراشٍ.

فأخرجه ابن أبي شيبة (5/ 97) عن أبي خالد الأحمر، والحربي في ((الغريب)) (3/ 996) عن محمد بن يزيد الواسطي، كلاهما عن العوام بن حوشب، عن المسيب بن رافع، عن عبد الله بن عمرو قال: معاقر الخمر كعابد اللات والعزى.

وهذا أولى، رغم انقطاعه.

وتوبع العوام على الوجه الأول.

تابعه ثوير بن أبي فاختة، فرواه عن ابن جبير، عن ابن عباس رفع الحديث: ((من مَاتَ مُدْمِنَ خَمْرٍ لَقِيَ اللَّهَ كَعَابِدِ وَثَنٍ)).

أخرجه الطبراني في ((الكبير)) (12/ رقم 12428) عن علي بن عبد العزيز، والخلعي في

((الفوائد)) (ج11/ ق 97/ 2) عن أبي الفضل العباس بن الفضل بن يونس الأسفاطي، وابن بشران في ((الأمالي)) (1346) عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة ومحمد بن عمرو بن النضر، أربعتهم عن أحمد بن يونس، عن إسرائيل، عن ثوير به.

وخولف أحمد بن يونس.

فأخرجه البزار (11/ رقم 5085)، أبو نعيم في ((الحلية)) (9/ 253) عن عبيد الله بن موسى، والطيوري في ((الطيوريات)) (957) () عن الفريابي، كلاهما عن إسرائيل، عن حكيم بن جبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أن النبي ج قال: ((مَنْ مَاتَ وَهُوَ مُدْمِنُ خَمْرٍ لَقِيَ اللهَ ـ كَعَابِدِ وَثَنٍ)).

وتابعهما: الحسن بن عطية؛ ذكره ابن أبي حاتم في ((العلل)) (1553).

قلت: وقد توبع إسرائيل على هذا الوجه.

أخرجه الدارقطني في ((الأفراد)) - ومن طريقه ابن الجوزي في ((العلل)) (2/ 672) - عن المعلى بن هلال، عن حكيم بن جبير به.

قال الدارقطني:

((تفرد به حكيم بن جبير، عن سعيد بن جبير. ولم يرو عنه غير المعلى بن هلال)).

كذا قال! وقد تعقبه ابن الجوزي:، والمعلى كذابٌ.

فيحتمل أن يرويه إسرائيل على الوجهين، وهذا يحتمل منه، فإنه ثقةٌ متقنٌ، ويحتمل أن يكون الوجه الثاني أرجح، لاجتماع ثقتين عليه، وإلى هذا الترجيح مال أبو حاتم الرازي:.

ففي ((علل ولده)) (1553): ((سألت أبي عن حديثٍ رواه الحسن بن عطية وعبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن حكيم بن جبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي ج قال: ... فذكره، ورواه أحمد بن يونس فقال: عن إسرائيل، عن ثوير، عن سعيد بن جبير،

عن ابن عباس، عن النبي ج؟ قال أبي: حديث حكيم عندي أصح. قلت لأبي: فحكيم بن جبير أحب إليك أو ثوير؟ فقال: ما فيهما إلا ضعيفٌ غالٍ في التشيع، قلت: فأيهما أحب إليك؟ قال هما متقاربان)).

وحكيم بن جبير تركه شعبة والدارقطني، وضعفه الأكثرون.

وثمَّ وجهٌ آخر من الخلاف.

فقد أخرج ابن منيع عن حسين بن محمد، وأبو يعلى عن محمد بن سابق - كما في ((الإتحاف)) (3791) للبوصيري - كلاهما عن إسرائيل، عن ثور، عن مجاهد، عن ابن عمر قال: قال رسول الله ج: ((من شرب الخمر قليلاً أو كثيًرا أسقاه اللّه من حميم جهنم)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير