وهذا - والله أعلم - من ابن خثيم، فقد كان يخطئ كما قال ابن حبان، وقد لينه النسائيُّ وغيره.
ثم ظهر لي أن هذا الاختلاف لا يضر، فكيفما دار الحديث دار على ثقة؛ لأنه اختلاف في صحابي الحديث، وكلهم عدولٌ بحمد الله.
(تنبيه): قال السيوطيُّ: في ((اللآلئ)) (2/ 171): ((وقد ورد ذلك بدون الكفر من طرق من حديث عبد الله بن عمرو، وابن عمر ... وأسماء))!
كذا قال! ولفظ الكفر موجودٌ في حديث أسماء كما مرَّ.
سادسًا: حديث أنس.
أخرجه الطبراني في ((الأوسط)) (4810) حدثنا عبيد بن عبد الله بن جحش، قال: حدثنا جنادة بن مروان، قال: حدثنا الحارث بن النعمان، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: سمعت رسول الله ج يقول: ((المقيم على الربا كعابد وثن، والمقيم على الخمر كعابد وثن)).
وهذا سندٌ ضعيفٌ، وشيخ الطبراني مجهول، ومن فوقه - إلا أنسًا - ضعفاء.
سابعًا: حديث عبد الله بن أبي أوفى.
أخرجه ابن عدي (2/ 289) عن الحسن بن عمارة، عن أبيه، عن ابن أبي أوفى مرفوعًا به، وفيه زيادة. وسنده واهٍ.
ثامنًا: حديث علي بن أبي طالب.
أخرجه أبو نعيم في ((الحلية)) (3/ 203 - 204)، وفي ((المسلسلات)) - كما في ((التدوين)) (3/ 408 - 409) -، وعنه الخطيب في ((التاريخ)) (12/ 85)، والفاداني في ((العجالة)) (15 - 16) قال: أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن محمد القزويني ببغداد، قال: أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني محمد بن أحمد بن عبد الله بن قضاعة، قال: أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني القاسم بن العلاء الهمداني، قال: أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني الحسن بن محمد بن علي الرضا، قال: أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني أبو جعفر بن محمد، قال ابن محمد: أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني أبي محمد بن علي، قال: أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني أبي علي بن الحسين، قال: أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني أبي الحسين بن علي، قال: أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني أبي علي بن أبي طالب ش قال: أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني رسول الله ع قال: ((أشهد بالله وأشهد لله لقد قال لي جبريل ÷: يا محمد! إن مدمن الخمر كعابد الأوثان)).
قال ابن كثير في ((تحفة الطالب)) (ص 211): ((وهذا بهذا السند فيه شيء، لأن المسلسلات قل ما يصح منها)).
وقال ابن حجر في ((اللسان)) (1/ 209): ((فيه من لا يعرف حاله)).
ولا يشكُّ باحثٌ في نكارة هذا وبطلانه، والله أعلم.
ثم اعلم - رحمك الله - أن لفظ الكفر في هذا الحديث - وفي غيره - ليس على ظاهره، وقد تأوله أهل العلم، فحملوه على الاستحلال، أو على الكفر بأنعم الله تعالى، وهذا ما وقفتُ عليه من أقوالهم:
قال ابن حبان في ((صحيحه)) (12/ 168): ((يشبه أن يكون معنى هذا الخبر: من لقي الله مدمن خمر مستحلاًّ لشربه؛ لقيه كعابد وثن، لاستوائهما في حالة الكفر)).
وقال ابن أبي زمنين: ((ومعنى الإدمان عند أهل العلم: أن يكون شاربها يعتقد التمادي فيها، ولو لم يشربها في السنة إلا مرة؛ إذا كانت نيته العودة إليها فهو مدمن)).
وقال أبو نعيم في ((الحلية)) (3/ 203 - 204): ((ومدمن الخمر عندنا: من يستحله، ولو لم يشربه في طول عمره إلا سنة واحدة)).
وقال الرافعي في ((التدوين)) (1/ 110): ((قوله: ((مات كافرًا)) أي: لأنعم الله تعالى، وأشبه الكفار في لحوق العقوبة الشديدة)).
ـ[عبيد الله المنصوري]ــــــــ[17 - 12 - 09, 07:37 ص]ـ
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[خالدبن أحمدالزغاري]ــــــــ[09 - 06 - 10, 03:48 م]ـ
بارك الله فيك أخي
تأصيل جيد