تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تخريج حديث: ((إن أطيب اللحم لحم الظهر))]

ـ[أبوصهيب المغربي]ــــــــ[13 - 12 - 09, 11:54 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم:

الحمد الله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه.

فمِن مِنَن الله تعالى على هذه الأمة أن سن لها يوما في السنة تتقرب إليه فيه بإراقة الدم، فتنال بذلك خيري الدنيا و الآخرة، فكل أضحية يضحي بها المسلم تزيده من الله تعالى زلفة و قربة، كما أن الله تعالى أباح له الانتفاع من أضحيته بأكل لحمها و حواياها، فتجد المسلمين - و بالأخص الفقراء منهم - مغتبطين بهذه النعمة التي تفضل الله تعالى عليهم بها، حيث يكثر أكل اللحم و طهيه بشتى الطرق و الأوصاف، فلا تنصب الموائد إلا و اللحم يتصدرها، و في هذا المصب عزمت على جمع أحاديثَ للنبي -صلى الله عليه و سلم - ذكر فيها فضل اللحم و مزاياه، حتى أخرجها و أحقق في صحتها أو ضعفها، و معنى هذه الأحاديث لا يختص بلحم أضحية العيد فقط، بل بمطلق اللحم، و أسأل الله تعالى أن يعينني على ذلك.

الحديث الأول: هو قوله -صلى الله عليه و سلم-: (((إن أطيب اللحم، لحم الظهر))).

التخريج:

أخرجه الإمام أحمد في (مسنده،1/ 203)،و الحميدي في (مسنده،2/ 274)،والترمذي في (شمائله،143)، و النسائي في (الكبرى 4/ 154،)، و ابن ماجة في (سننه،2/ 1099)،و الفسوي في (المعرفة و التاريخ،1/ 95)، و البزار في (مسنده،6/ 222)،و البغوي في (شرح السنة،5/ 451)،و أبو الشيخ في (أخلاق النبي،3/ 204)، وابن البيع في (المستدرك،4/ 124)، والبيهقي في (شعب الإيمان،5/ 89)،وأبو نعيم في (حلية الأولياء،7/ 225)،و الضياء في (المختارة،9/ 194)،و المزي في (تهذيب الكمال،25/ 474)، جميعهم من طرق عن مسعر قال: سمعت شيخا، من فهم قال: سمعت عبد الله بن جعفر يقول: سمعت -رسول الله صلى الله عليه وسلم -يقول: ((إن أطيب اللحم لحم الظهر)).

قلت: و قد روي عن مسعر مع ذكر سبب رواية عبد الله بن جعفر - رضي الله عنه -للحديث، و لكني اقتصرت على إيراد لفظ الحديث فقط.

قلت: و قد تفرد يحيى القطان عن جل الرواة عن مسعر بن كدام بتعيين الرجل المبهم في السند، و لكن اختُلف عليه في تعيينه، فتارة يقول:"أظنه محمد بن عبد الله" (1)،و تارة يقول:" يقال له محمد بن عبد الرحمن، و أظنه حجازيا" (2)، و روي عنه مرة دون تعيين الرجل المبهم موافقا في ذلك لباقي الرواة. (3)

قلت: و قال البزار عقب روايته للحديث:" وهذا الحديث قد رواه غير واحد عن مسعر عن شيخ من فهم، ولا نعلم أحدا سماه إلا يحيى بن سعيد".

قال أبو نعيم الأصبهاني في (الحلية،7/ 225): "رواه سفيان بن عيينة والناس، عن مسعر ولم يسموا الفهمي، وسماه يحيى بن سعيد القطان، عن مسعر فقال: رجل من بني فهم يقال له محمد بن عبد الرحمن كذا".

ثم قال بعد أن أورد إسناده إليه:" محمد بن عبد الرحمن مدني تفرد بالرواية، عن عبد الله بن جعفر، ولا أعلم راويا عنه غير مسعر."

قلت: و زيادةً على الاضطراب في التعيين، فإن يحيى بن سعيد لم يجزم بالتعيين بل هو ظن، و الظن لا يكفي في تعيين من أُبهم اسمه و شخصه، و قد أشار الحافظ المزي إلى ترجيح رواية الأكثر بعد أن أورد الاختلاف في تعيينه، فقال: (وأكثر ما يأتي في الحديث عن شيخ من فهم غير مسمى).

قلت: و هذا الصحيح فرواية الأكثر مقدمة على رواية الواحد، و قد تابع مسعر بن كدام على روايته المسعودي و رقبة بن مصقلة، و هي كالآتي:

متابعة المسعودي:

ما أخرجه أبو داود الطيالسي في (مسنده،3/ 82)، و الإمام أحمد في (مسنده،1/ 205) عن هاشم بن القاسم، و أبو نعيم في (أخبار أصبهان،1/ 285) عن عبد الله بن رجاء، و من طريق الطيالسي البيهقي في (شعب الإيمان،5/ 89)،جميعهم عن المسعودي، قال: أخبرني من شهد عبد الله بن جعفر وعبد الله بن الزبير، وابن الزبير يحز لعبد الله بن جعفر اللحم ويطعمه، فقال ابن جعفر: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((أطيب اللحم لحم الظهر.))

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير