تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

* ضعيف. أخرجه أحمد (5/ 82) و أبو داود (1/ 6) و كذا النسائى (1/ 15) و الحاكم

(1/ 186) و البيهقى (1/ 99) بسند صحيح {?} عن قتادة عن ابن سرجس به.

قال الألبانى فى "إرواء الغليل"1/ 93 - 94: (ثم ذكر كلام الحاكم في سماع قتادة من ابن سرجس ونقل الحافظ هذا الإثبات عن علي بن المديني ثم رد هذا القول بكون الحاكم نفسه نفى سماع قتادة من غير أنس ثم ذكر عن ابن التركماني قوله:" روى ابن أبى حاتم عن حرب بن إسماعيل عن ابن حنبل قال: ما أعلم قتادة روى عن أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا عن أنس , قيل له: فابن سرجس ? فكأنه لم يره سماعا ". و مما لا شك فيه أن أحمد رضى الله عنه لا يخفى عليه تعاصر قتادة مع ابن سرجس , فلو كان ذلك كافيا لإثبات سماعه منه لم ينفه عنه , و لهذا فالقلب لا يطمئن للإثبات الذى أشار إليه الحاكم و حكاه الحافظ فى " التلخيص " (1/ 465 - المنيرية) عن على بن المدينى, و الله أعلم.) اهـ

وهذا تعليقي على الكلام السابق:

وهذه الرواية التي ذكرها الشيخ عن الإمام أحمد في المراسيل لابن أبي حاتم صـ168.

قلت: قد وجدت رواية عن الإمام أحمد يميل فيها إلى ترجيح سماع قتادة ففي العلل ومعرفة الرجال لعبد الله بن الإمام أحمد 3/ 86 قال عبد الله بن الإمام أحمد: (قلت لأبي: قتادة سمع من عبد الله بن سرجس؟ قال: ما أشبهه قد روى عنه عاصم الأحول). ومعنى قوله: "قد روى عنه عاصم الأحول " هو ماذكره الحاكم عقب حديث الباب بقوله: (و لعل متوهما يتوهم أن قتادة لم يذكر سماعه من عبد الله بن سرجس , و ليس هذا بمستبعد فقد سمع قتادة من جماعة من

الصحابة لم يسمع منهم عاصم بن سليمان الأحول , و قد احتج مسلم بحديث عاصم عن

عبد الله بن سرجس , و هو من ساكنى البصرة ". و وافقه الذهبى ..

فقول الإمام أحمد الذي سبق عن العلل فيه تغليب لترجيح جانب السماع من عدمه، فالأولى أن نرجح هذا القول على الآخر لموافته لقول غيره من الأئمة، أو على الأقل يقال: للإمام أحمد روايتان في هذا وحينئذ فلا يصح أن نرجح إحداهما على الأخرى بلا مرجح والله أعلم.

ثم إن المرجح موجود ولله الحمد ففي العلل 3/ 284 أيضا نص قاطع في هذه المسألة بل وفي هذا الحديث بعينه، فقد سئل الإمام أحمد فقيل له: (سمع قتادة من عبد الله بن سرجس قال نعم قد حدث عنه هشام يعني عن قتادة عن عبد الله بن سرجس حديثا واحدا وقد حدث عنه عاصم الأحول) اه.

فأثبت سماعه وعلل ذلك بمثل ماسبق من تعليلٍ للحاكم، فالحمد لله على توفيقه.

فإذاً لايوجد لدى الشيخ سبب يدعو إلى رد اثبات من أثبت من الأئمة سماع قتادة من ابن سرجس، بعد أن ذكرنا الروايتين السابقتين عن الإمام أحمد واللتان لم يشر إليهما الشيخ أو من نقل عنهم. والله أعلم.

وقد أقر جمع من الحافظ كلام ابن المديني بعد حكايته -وسيأتي ذكر بعضهم-. وقال الحافظ في التلخيص 1/ 106: (وقيل إن قتادة لم يسمع من عبد الله بن سرجس حكاه حرب عن أحمد وأثبت سماعه منه علي بن المديني وصححه بن خزيمة وابن السكن).

فكما ترى أن الحافظ حكى ذلك بصيغة التمريض:" وقيل" فكأنه يشير إلى ضعف هذا القول، لاسيما وأن من أثبت السماع أئمة كبار كابن المديني إمام العلل الدقيقة فكيف بعلة ظاهرة كهذه هل تخفى عليه؟!

وتصحيح ابن السكن وابن خزيمة رحمهما الله لهذا الحديث يدل على أنهما ممن يثبت سماع قتادة من ابن سرجس رضي الله عنه لأن من شروط الصحيح الاتصال وهما قد صححاه فدل على كونه متصلا عندهما. والله أعلم.

ثم إن الإمام أبا داود رواه ولم يتعقبه بشيء مما يدل على أنه لا يرى في الحديث انقطاعا مع أن عادته تعقب ما يكون مظنة الانقطاع حتى أنه قال في سننه رقم 5190 عقب حديث: (قَتَادَةَ عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى طَعَامٍ فَجَاءَ مَعَ الرَّسُولِ فَإِنَّ ذَلِكَ لَهُ إِذْنٌ)

قَالَ أَبُو عَلِىٍّ الْلُّؤْلُؤِيُّ سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ يَقُولُ قَتَادَةُ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي رَافِعٍ شَيْئًا.

مع أن قتادة قد صرح بسماعه من أبي رافع بل وفي صحيح البخاري (7554) ( ... مُعْتَمِرٌ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ أَنَّ أَبَا رَافِعٍ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ كِتَابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي فَهُوَ مَكْتُوبٌ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ) فهذا مماجعل الحافظ ابن حجر رحمه الله في التهذيب يتأول هذا بقوله: (كأنه يعني حديثا مخصوصا).

وقد أثبت أبوحاتم لقاءه لابن سرجس رضي الله عنه، فقال ابنه في الجرح والتعديل 7/ 133 في ترجمة قتادة: (سمعت أبى يقول ذلك وسمعته يقول لم يلق من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الا أنسا وعبد الله بن سرجس). وقال في المراسيل1/ 175: (سمعت أبي يقول: قتادة عن أبي هريرة مرسل وقتادة عن عائشة مرسل ولم يلق قتادة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنسا وعبدالله بن سرجس) فأثبت هذا الإمام لقاءه له وأثبت أئمة آخرون سماعه منه فلماذا لا يطمئن القلب بعد ذلك؟!. ثم قد تتابع كثير من الأئمة على ذكر سماعه أو حكايته دون نكير، ومنهم:

ابن الجوزي في صفة الصفوة 3/ 259

النووي في تهذيب الأسماء 2/ 368

الحافظ ابن الملقن في تحفة المحتاج 1/ 162 وخلاصة البدر المنير 1/ 45.

فائدة: أثبت البخاري وابن أبي حاتم والترمذي سماع قتادة من الصحابي أبي الطفيل رضي الله عنه، فعلى هذا يكون قد سمع من ثلاثة من الصحابة: أنس وابن سرجس وأبي الطفيل، والله أعلم. انظر التاريخ الكبير7/ 185، الجرح والتعديل 7/ 133، سنن الترمذي حديث رقم 2941، تهذيب التهذيب 8/ 315.

والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير