ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[31 - 12 - 09, 01:50 م]ـ
3 - وتابعهم: الحسن بن صالح - وهو ثقة إمام قدوة - عن أبي فزارة: كما ذكره الحافظ في التغليق [2/ 239/طبعة المكتب الإسلامي]، لكنه لم يعزه إلى أحد!! ولا ساق إسناده إليه!!
4 - وتابعهم سفيان الثوري، واختلف عليه فيه على ألوان!!
فرواه عنه عبد الرحمن بن محمد المحاربي فقال: عن الثوري الليث بن أبي سليم عن أبي فزارة عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس بالمرفوع منه فقط!! هكذا أخرجه الطبراني في الكبير [21/ رقم/ 13002]، من طريق محمد بن موسى بن حماد عن عبد الرحمن بن صالح الأزدي عن المحاربي به ...
وهذا إسناد لا يثبت إلى الثوري! وشيخ الطبراني ضعَّفه الدارقطني كما في ترجمته من تاريخ بغداد [243/ 3].
وعبد الرحمن بن صالح شيخ مختلف فيه! وقد اتهمه جماعة بالرفض!! وأنه كان يلغ في دم عثمان!! ويحدث بمثالب أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم! فإن ثبت عنه واحدة من تلك؛ فهو فاسق ساقط العدالة!! ولا كرامة له عند الله و الناس!!
والمحاربي: مَشَى جماعة من المتأخرين على إعلال الأخبار بعنعنته! ويستندون في ذلك بكون الإمام أحمد قد وصفه بالتدليس!
ولو أنهم أمعنوا النظر في كلام الإمام أحمد لعلموا أنه إنما رماه بـ (بالإرسال الخفي!) دون تدليس الإسناد!
وبينهما من الفرق كما بين الإمام أحمد ومن أساء فهم كلامه!
ولو ثبت أنه يدلس ذلك التدليس الذي يريده منه المتأخرون! فإنه لم يكن بالمكثر أصلا! فلا ينبغي الإعلال بعدم تصريحه بالسماع عند من تبصَّر.
وإنما ذكرتُ المحاربي في هذا المقام لأُنْصِفَه من الغرماء!
ولا يثبت الطريق إليه كما مضى.
ثم جاء يحيى بن سعيد الأموي وروى هذا الحديث عن الثوري فجوَّده! فقال: عن سفيان الثوري عن أبي فزارة عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس بالمرفوع منه فقط! ... هكذا أخرجه الطبراني في الكبير [21/ رقم 13003]، ومن طريقه الحافظ في التغليق [2/ 238]، من طريق سعيد بن يحيى بن سعيد عن أبيه به ...
وسعيد بن يحيى وإن كان ثقة إلا أنه ربما أخطأ كما قاله ابن حبان!! وأبوه يقول عنه الحافظ في التقريب: (صدوق يُغرِب)
ولم ينفرد به يحيى بن سعيد عن الثوري على هذا الوجه!
بل تابعه عليه ابن عيينة عن الثوري عن أبي فزارة عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس به ...
أخرجه أبو داود [رقم/448]، وعنه البغوي في شرح السنة [رقم/463 /بتخريجنا]، وأبو محمد الفارسي في المحلى [4/ 44]، والبيهقي في سننه [رقم/4096]، وأبو الشيخ الأصبهاني في (ذكر الأقران وروايتهم عن بعضهم بعضا) [رقم/342/الطبعة العلمية]، والحافظ في التغليق [2/ 239]، وابن حبان [رقم/1615]، وأبو نعيم في الحلية [313/ 7]، وغيرهم من طريق محمد بن الصباح بن سفيان الجرجائي عن ابن عيينة عن الثوري به ... وليس عند أبي الشيخ - وعنه الحافظ - قول ابن عباس في آخره.
وهذا إسناد ظاهره الصحة!! وقد صحَّحه جماعةٌ من المتأخرين! وزاد النووي في (الخلاصة) [1/ 305/طبعة الرسالة]، والإمام الألباني في (الثمر المستطاب) [1/ 460]: (على شرط مسلم)!
وهو غفلة مكشوفة بلا ريب! ومحمد بن الصباح- وهو ثقة - لم يحتج به مسلم أصلا! فكيف يكون الإسناد على شرطه!؟
كأنه اشتبه عليهما - يعني النووي والألباني - بـ (محمد بن الصباح الدولابي)! وهو الذي احتج به مسلم والجماعة.
ثم ليس في (صحيح مسلم) من رواية ابن عيينة عن الثوري شيء قط!
ثم هذا الإسناد معلول البتة! قال أبو نعيم عقب روايته: (لم يوصله إلا محمد بن الصباح!! ورواه عبد الجبار وغيره فوقفه على يزيد!!)
قلتُ: مراده أن محمد بن الصباح قد خولف في وصله!! خالفه عبد الجبار -وهو ابن العلاء الثقة المعروف- وغيره!! فرووه عن ابن عيينة عن الثوري عن أبي فزارة عن يزيد بن الأصم به مرسلا ... !!
وهذا أشبه أن يكون هو المحفوظ عن ابن عيينة إن شاء الله.
وليس محمد بن الصباح بالمشهور في أصحاب سفيان! وعبد الجبار بن العلاء أشهر منه بالرواية عن ابن عيينة، وقد خالفه - هو وغيره -في وصله! كما ذكره أحمد بن عبد الله الحافظ؟! فالقول قول من أرسله.
تابع البقية: .............
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[31 - 12 - 09, 02:10 م]ـ
وعلى هذا الوجه المرسل: تُوبِع ابنُ عيينة:
¥