وهو الأشبه عن الثوري أيضًا، وهكذا رواه عنه حُفَّاظ أصحابه والمقدَّمين فيه: كابن مهدي ووكيع وعبد الرزاق وغيرهم.
فالحديث ضعيف على التحقيق.
وقول ابن عباس في آخره: (لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى) صحيح موصول.
والله المستعان لا رب سواه.
**************************************************
انتهى بحروفه: من (رحمات الملأ الأعلى بتخريج مسند أبي يعلى). [رقم/2454].
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[01 - 01 - 10, 12:00 ص]ـ
وكذا رواه علي بن قادم عن الثوري به مرسلاً ... عند الجرجاني في الثاني من (أماليه) كما ذكره الحافظ في التغليق [2/ 239]، وهكذا أخرجه البيهقي في سننه [رقم/4096]، لكنه لم يُنبِّه علي كون رواية علي بن قادم عن الثوري مرسلة!! وصنيعه يوهم أنها موصولة!! فقد ذكرها قبل رواية ابن عيينة الماضية مباشرة!! ويكفي أن الحافظ قد نبَّه على هذا.
وأنا أستبعد أن يكون قد اختُلِف على ابن قادم في سنده!
وابن قادم: شيخ خزاعي مختلف فيه! وهو عندي صدوق ليس بالمتماسك! وقد قال ابن عدي في ختام ترجمته من (الكامل): (ونُقِمَ على علي بن قادم أحاديث رواها عن الثوري غير محفوظة!).
أفادني الشيخ مسعد الحسيني - بارك الله فيه - أن رواية علي بن قادم عند الجرجاني في أماليه [رقم/ 104] هكذا: (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الصَّفَّارُ الأَصْبَهَانِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ بْنِ خَالِدٍ الْيَزْدِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ قَادِمٍ، أنبا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ َزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا أُمِرْتُ بِتَشْيِيدِ الْمَسَاجِدِ". قَالَ: وَقَالَ عَبَّاسٍ: لَتُزَخْرِفُنَّهَا كَمَا زَخْرَفَتْهَا الْيَهُودُ".).
وهذا موصول وليس مرسلا!
لكن عذري أن صنيع الحافظ في (التغليق) ظاهر على كون رواية علي بن قادم عند الجرجاني مرسلة!
وعلى كل حال: فابن قادم هذا ليس بالقوي، وقد خالفه وكيع وابن مهدي وغيرهما من أصحاب الثوري، فرووه عنه مرسلا، وهذا هو المحفوظ إن شاء الله.
ـ[أبوصهيب المغربي]ــــــــ[02 - 01 - 10, 12:59 م]ـ
شكر الله لك أخي الفاضل هذا التخريج الماتع .. ،
قد قلت:
وهو شديد التلخيط في المتون والأسانيد!! وكان قد اختلط جدًا حتى شاهده عيسى بن يونس -الثقة المأمون- وهو يصعد منارة المسجد الجامع في ضحوة النهار، ثم جعل ينادي في الناس بالآذان في غير ميقاته!!
ألا ترى أن مستندك في رميه بتلك الدواهي ضعيف، و هو نظير من رمى سماكا بن حرب بالاختلاط بدعوى أنه ألفاه يبول قائما .. ،
و الصحيح (عندي) هو صنيع الإمام مسلم عندما أنزله في مصاف من يعتبر بحديثه كما في (مقدمة صحيحه،) و قد روى له مقرونا بغيره في صلب (الصحيح)، و قبله أستاذه الإمام البخاري استشهد به في (صحيحه).
و كنت كتبت قديما بحثا وسمته بـ (القول السليم في الليث بن أبي سليم) بعد أن وجدت كثيرا مما يدعي انتهاج سبيل المتقدمين من المعاصرين، يسقط ليثا على أم رأسه، و ما ذاك الحكم إلا دليل على قصوره في الجمع بين أقوال المجرحين و المعدلين، و النظر في صنيع الأئمة في تخريج حديثه،
و للأسف فذاك البحث ضاع فيما ضاع من أترابه، إلى أن مفاده: أن ليثا ضعيف في عطاء و مجاهد و طاوس، و روايته عن مجاهد و عطاء صحيفة لا يفرح بها، و العجيب أنني رأيت بعض أولئك المعاصرين يحتج بليث في مجاهد بدعوى أنها صحيفة!!!،
فعجبا .. !! كيف تنقلب الحقائق و تعكس الأمور .. ؟!!
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[02 - 01 - 10, 03:10 م]ـ
ألا ترى أن مستندك في رميه بتلك الدواهي ضعيف، و هو نظير من رمى سماكا بن حرب بالاختلاط بدعوى أنه ألفاه يبول قائما .. ،
!!
الحقيقة: أن سماكًا قد اختلط بالفعل، سواء بال قائمًا أم قاعدًا!
وقد شهد عليه الحافظ النسوي بكونه كان يتلقن! وهذا كافٍ بلا ريب.
أما الليث: فالكلام فيه طويل الذيل! ولم يكن في الحديث بالليث!
وقولي فيه: هو قول أبي حاتم وصاحبه: (ليث لا يُشْتغل به! وهو مضطرب الحديث).
وجزاك الله خيرًا يا أبا صهيب.
ـ[أبوصهيب المغربي]ــــــــ[02 - 01 - 10, 06:00 م]ـ
الحقيقة: أن سماكًا قد اختلط بالفعل، سواء بال قائمًا أم قاعدًا!
وقد شهد عليه الحافظ النسوي بكونه كان يتلقن! وهذا كافٍ بلا ريب.
لا سماك بريء من الاختلاط .. ، و لا يسطع أحد إثبات هاته الخرافة .. ، و قد بينت حال سماك بإطناب في (بيان الغلو المتواري في جواب الشيخ الغماري)، و مستند النسوي في رميه بالتلقين شعبة، و قد قال البزار أنه ساء حفظه .. ، و إن لم يكن له في هذا مستند .. ، فكلامه محمول على ما رواه عن عكرمة، و الرسالة المشار إليها تكفيني مؤنة التفصيل و التدليل .. ، و دعنا نعرض عن سماك فهو عارض عرض .. ، و ليس هو المقصد و الغرض .. ،
و أما:
وقولي فيه: هو قول أبي حاتم وصاحبه: (ليث لا يُشْتغل به! وهو مضطرب الحديث).
للرازييْن فيه أقوال أخرى .. ،!!!؟
و ما أراه حقا في ليث كلام الإمام الدارقطني:" صاحب سنة يخرج حديثه، ثم قال: إنما أنكروا عليه الجمع بين عطاء وطاووس ومجاهد."
فكأنه -رحمه الله- لمَّ و جمع بين تيك الأقوال و الاحكام المتضاربة و المتانقضة (ظاهرا) في حق ليث، و هو حكم يلزم كل منصف المصير إليه بعد إمعان النظر.
و إني لا أقصد من معارضتي المماحكة، مع علمي أن الصعود بالليث بن أبي سليم من حضيض الضعف و النبذ إلى درجة من يعتبر به، لا ينفع هذا الحديث شيئا .. ، و لكنها معارضة يقتضيها النظر، حتى نزن الرجال بالقُسطاس المستقيم، و نسمهم بما يستحقون، و إلا فإن الحيف و الشطط سيكون حليف المرء في هاته السبيل، و هذا ما لا يرتضيه الشرع و العقل .. ، و أسأل الله تعالى لي و لك التوفيق .. ،
¥