تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

جزء في تخريج حديث صاحب الشَّجَّة

ـ[ابو محجن الحجناوي]ــــــــ[01 - 01 - 10, 03:04 م]ـ

جزء في تخريج حديث صاحب الشَّجَّة

كاتب المقال: الشيخ عبد الحميد بن خليوي الجهني حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله , نحمده , ونستعينه , ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا , ومن سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد ألا إله إلا الله , وحده لا شريك له , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله , صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ,

أما بعد:

فإن حديث صاحب الشَّجَّة , من الأحاديث التى اختلفت أنظار العلماء في الحكم عليها صحةً وضعفاً , فأحببت في هذا الجزء المختصر تدقيق النظر في طرق الحديث من أجل الوصول إلى نتيجة أستفيد منها , ويستفيد منها غيري من طلبة العلم. ومن الله أستمد العون والتوفيق.

دراسة الحديث:

للحديث روايتان؛ إحداهما رواية جابر بن عبدالله رضي الله عنهما , والأخرى رواية عبدالله بن عباس رضي الله عنهما.

أما رواية جابر رضي الله عنه , فهي من طريق عطاء بن أبي رباح , عَنْ جَابِرٍ قَالَ: خَرَجْنَا فِى سَفَرٍ فَأَصَابَ رَجُلاً مِنَّا حَجَرٌ فَشَجَّهُ فِى رَأْسِهِ ثُمَّ احْتَلَمَ فَسَأَلَ أَصْحَابَهُ فَقَالَ هَلْ تَجِدُونَ لِى رُخْصَةً فِى التَّيَمُّمِ فَقَالُوا مَا نَجِدُ لَكَ رُخْصَةً وَأَنْتَ تَقْدِرُ عَلَى الْمَاءِ فَاغْتَسَلَ فَمَاتَ فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أُخْبِرَ بِذَلِكَ فَقَالَ: (قَتَلُوهُ قَتَلَهُمُ اللَّهُ أَلاَّ سَأَلُوا إِذْ لَمْ يَعْلَمُوا فَإِنَّمَا شِفَاءُ الْعِىِّ السُّؤَالُ إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيهِ أَنْ يَتَيَمَّمَ وَيَعْصِرَ) أَوْ (يَعْصِبَ) شَكَّ الراوي (عَلَى جُرْحِهِ خِرْقَةً ثُمَّ يَمْسَحَ عَلَيْهَا وَيَغْسِلَ سَائِرَ جَسَدِهِ).

وله عن عطاء طريقان:

الأولى: من طريق الزبير بن خريق عن عطاء به

أخرجها من هذا الوجه أبو داود (336) , والدارقطني (1/ 189)

وهذا إسناد ضعيف , الزبير بن خريق. قال عنه الحافظ في (التقريب): ليِّن الحديث. وقد خالف في إسناده ومتنه , كما سيأتي.

والأخرى: من طريق مُرَّجى بن رجاء عن العرزمي عن عطاء به

أخرجه من هذا الوجه ابن عدي في (الكامل – ترجمة مُرَّجى بن رجاء)

وهذا إسناد ضعيف جداً , العرزمي واسمه محمد بن عبيد الله , متروك الحديث. فهذا الإسناد شبه لا شيء , ولذا قال الدارقطني: لم يروه عن عطاء عن جابر غير الزبير بن خريق وليس بالقوي.

وحاصل ما تقدم أن الحديث لا يصح عن جابر رضي الله عنه.

أما رواية ابن عباس رضي الله عنهما فهي من طريق عطاء بن أبي رباح: أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يُخْبِرُ: أَنَّ رَجُلاً أَصَابَهُ جُرْحٌ فِى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ أَصَابَهُ احْتِلاَمٌ، فَأُمِرَ بِالاِغْتِسَالِ، فَاغْتَسَلَ فَكَزَّ فَمَاتَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: (قَتَلُوهُ قَتَلَهُمُ اللَّهُ، أَلَمْ يَكُنْ شِفَاءُ الْعِىِّ السُّؤَالَ؟). قَالَ عَطَاءٌ: فَبَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: (لَوْ غَسَلَ جَسَدَهُ وَتَرَكَ رَأْسَهُ حَيْثُ أَصَابَهُ الْجُرْحُ)

وله عن عطاء طريقان:

الأولى: من طريق الأوزاعي عن عطاء به

وهذا هو أمثل إسناد للحديث , ومن صحَّح الحديث فإنما صحَّحه لأجل هذا الإسناد , وهو إسناد معلول , وعلته الانقطاع بين الأوزاعي وعطاء , ودونك البيان:

فقد روي الحديث عن الإمام الأوزاعي جماعة من أصحابه , واختلفوا عليه على أربعة أوجه: منهم من جعله عن الأوزاعي بلاغاً عن عطاء , وهذه رواية الأكثر والأحفظ من أصحاب الأوزاعي , ومنهم من جعل الحديث عن الأوزاعي سماعاً من عطاء , وهذه رواية شاذة انفرد بها بشر بن بكر , كما سيأتي , ومنهم جعله عن الأوزاعي عن رجل عن عطاء , ومنهم من جعله عن الأوزاعي عن إسماعيل بن مسلم عن عطاء.

أما الذين رووا الحديث عن الأوزاعي بلاغاً عن عطاء , فهم:

1 - أيوب بن سويد (الدارقطني 1/ 191)

2 - أبو المغيرة (أحمد 1/ 330 , الدارمي 752 , الدارقطني 1/ 192)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير