بن عبيدة: أخبرني هود بن عطاء عن أنس به نحوه. و فيه أن أبا بكر قال: كرهت
أن أقتله و هو يصلي، و قد نهيت عن ضرب المصلين. أخرجه أبو يعلى (3/ 1025 -
1026). قلت: و موسى بن عبيدة ضعيف. و له طريق ثالثة، يرويه عبد الرحمن بن
شريك: حدثنا أبي عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس به نحوه، لكن ليس فيه حديث
الترجمة. أخرجه البزار (ص 207). قلت: و هذا إسناد فيه ضعف من أجل شريك و
ابنه. و له شاهد آخر يرويه جامع بن مطر الحبطي: حدثنا أبو رؤبة شداد بن عمران
القيسي عن أبي سعيد الخدري أن أبا بكر جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقال: يا رسول الله! إني مررت بوادي كذا و كذا، فإذا رجل متخشع حسن الهيئة
يصلي. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: اذهب إليه فاقتله. قال: فذهب إليه
أبو بكر، فلما رآه على تلك الحال كره أن يقتله، فرجع إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر: اذهب فاقتله، فذهب
عمر فرآه على تلك الحال التي رآه أبو بكر قال فكره أن يقتله قال فرجع، فقال:
يا رسول الله! إني رأيته يصلي متخشعا فكرهت أن أقتله، قال: يا علي! اذهب
فاقتله، قال، فذهب علي فلم يره، فرجع علي فقال: يا رسول الله! إنه لم يره
، فقال صلى الله عليه وسلم: إن هذا و أصحابه يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم،
يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه، حتى يعود السهم
في فوقه، فاقتلوهم، هم شر البرية. أخرجه أحمد (3/ 15). قلت: و إسناده
حسن، رجاله ثقات معروفون، غير أبي روبة هذا، و قد وثقه ابن حبان و روى عنه
يزيد بن عبد الله الشيباني أيضا و قال الهيثمي (6/ 225): " رواه أحمد و
رجاله ثقات ". ثم صرح في الصفحة التالية أنه صح هو و حديث أبي بكرة المتقدم،
حديث الترجمة. (فوقه): في " النهاية ": " فوق السهم: موضع الوتر منه ".