قال الحافظ [115]: "ولكن أدخل الطبراني حديثه هذا في أحاديث الأغر المزني وتبعه أبو نعيم وممن غاير بينهما البغوي فأورد حديثه عن زياد ابن يحيى عن مؤمل بسنده وقال فيه: عن الأغر رجل من بني غفار ورواه البزار في مسنده عن زياد بن يحيى بهذا الإسناد فوقع عنده عن الأغر المزني وهو خطأ والله أعلم".أ. هـ
[10] الحديث العاشر:
عن سليمان بن يسار [116] عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: "ما رأيت رجلاً أشبه بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من فلان لإمام كان بالمدينة قال سليمان بن يسار: فصليت خلفه فكان يطيل الأوليين من الظهر ويخفف الأخريين ويخفف العصر ويقرأ في الأوليين من المغرب بقصار المفصل ويقرأ في الأوليين من العشاء من وسط المفصل ويقرأ في الغداة بطوال المفصل".
أخرجه النسائي [117] عن عبد الله بن الحارث، وابن ماجه [118] مختصراً [119]، وأحمد [120] واللفظ له، وابن خزيمة [121] عن أبي بكر الحنفي [122]، والطحاوي [123] مختصراً [124] عن زيد بن الحباب [125] والمغيرة بن عبد الرحمن المخزومي [126]، وابن حبان [127]، والبيهقي [128] عن أبي بكر الحنفي كلهم عن الضحاك بن عثمان [129] قال: حدثني بكير بن عبد الله الأشج قال: حدثنا سليمان بن يسار به.
وحسنه النووي [130] وهو كما قال فإن مداره على الضحاك ابن عثمان تكلم فيه ووثقه غير واحد وحديثه حسن.
قال أبو زرعة [131]: "ليس بقوي"، وقال أبو حاتم [132]: "يكتب حديثه ولا يحتج به وهو صدوق"، وقال يعقوب بن شيبة [133]: "صدوق في حديثه ضعف".
ووثقه أحمد [134] وابن معين [135] وأبو داود [136] وابن بكير [137] وغيرهم.
وقال الذهبي في المغني [138]: "لينه ابن القطان وقال في كتابه من تكلم فيه وهو موثق [139]: صدوق".
وصحح الحديث ابن رجب [140]، وابن عبد الهادي [141]، والحافظ ابن حجر [142] وقال: "هذا حديث صحيح من حديث أبي هريرة والمرفوع منه تشبيه أبي هريرة صلاة الأمير المذكور بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وماعدا ذلك موقوف إن كان الأمير المذكور صحابياً أو مقطوع إن لم يكن".
وقال أيضاً: "فلم يصب من اختصره فإن أبا هريرة لم يتلفظ بقوله كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بقصار المفصل [143] إنما تلفظ بالتشبيه وهو لا يستلزم المساواة في جميع صفات الصلاة والله أعلم".
وزاد أحمد والبيهقي [144] في هذا الحديث.
قال الضحاك: وحدثني من سمع أنس بن مالك يقول: "ما رأيت أحداً أشبه صلاة بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى يعني عمر بن عبد العزيز" قال الضحاك: "فصليت خلف عمر بن عبد العزيز وكان يصنع مثل ما قال سليمان بن يسار".
لكن هذا الطريق فيه رجل مبهم.
قال الحافظ [145]: "وأما حديث أنس ففي سنده مبهم يمنع من الحكم بصحته والمرفوع منه أيضاً التشبيه وما عداه مقطوع".
وقال ابن رجب [146] عقب رواية أحمد: "وخرج ابن سعد وغيره حديث أنس عن ابن أبي فديك [147] عن الضحاك قال: حدثني يحيى بن سعيد أو شريك بن أبي نمر [148] لا يدري أيهما حدثه عن أنس فذكر الحديث [149].
والفتى هو عمر بن عبد العزيز كذا قال ابن أبي فديك عن الضحاك بالشك.
ورواه الواقدي عن الضحاك عن شريك من غير شك فهذا حديث صحيح عن أبي هريرة وأنس ... " [150] أ. هـ
[11] الحديث الحادي عشر:
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن المعوذتين قال عقبة:
"فأمّنا بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر". أخرجه النسائي [151]، وابن أبي شيبة [152]، وأبو يعلي [153]،وابن خزيمة [154]، وابن حبان [155] والحاكم [156]، والبيهقي [157] كلهم من طريق سفيان عن معاوية بن صالح [158] عن عبد الرحمن ابن جبير بن نفير [159] عن أبيه [160] عن عقبة بن عامر به ورجال إسناده ثقات غير معاوية وحديثه حسن بالجملة.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وقد تفرد به [161] أبو أسامة [162] عن الثوري وأبو أسامة ثقة معتمد".
لكن هذا الطريق اختلف فيه على معاوية بن صالح فرواه عنه سفيان عن عبد الرحمن ابن جبير عن أبيه عن عقبة به كما سلف.
ورواه ابن وهب وعبد الرحمن بن مهدي وزيد بن الحباب عنه عن العلاء بن الحارث [163] عن القاسم بن عبد الرحمن عن عقبة بن عامر بنحوه مرفوعاً وزادوا أن ذلك كان في السفر.
¥