[تخريج حديث: ((من قرض بيت شعر لم تقبل له صلاة حتى يصبح)) وبيان فقهه]
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[07 - 01 - 10, 01:09 ص]ـ
تخريج حديث: ((من قرض بيت شعر لم تقبل له صلاة حتى يصبح)) وبيان فقهه.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فالكلام على حديث: ((من قرض بيت شعر لم تقبل له صلاة حتى يصبح)) من ناحيتين: حديثية، وفقهية.
الناحية الأولى الحديثية:
فقد روي مرفوعاً من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه، ومن حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، مرفوعاً وموقوفاً.
أولاً: حديث شداد رضي الله عنه (تخريجه والحكم عليه):
فرواه الإمام أحمد في المسند (4/ 125)، وأحمد بن منيع وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو يعلى –كما في إتحاف الخيرة المهرة للبوصيري (رقم1476) - والعقيلي في الضعفاء (3/ 339)، والبيهقي في شعب الإيمان (4/ 276)، وعبدالغني المقدسي في جزء أحاديث الشعر (ص/95 - 96)، وابن الجوزي في الموضوعات (1/ 426) من طريق يَزِيد بن هَارُونَ
والبزار في مسنده (8/ 401رقم3477) عن بشر بن دحية الزيادي
كلاهما (يزيد بن هارون وابن دحية) عن قَزَعَةَ بن سُوَيْدٍ الباهلي عن عَاصِمِ بن مَخْلَدٍ عن أبي الأَشْعَثِ الصنعاني عن شَدَّادِ بن أَوْسٍ قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((من قَرَضَ بَيْتَ شِعْرٍ بَعْدَ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ لم تُقْبَلْ له صَلاَةٌ تِلْكَ اللَّيْلَةَ))
ورواه الإمام أحمد في المسند (4/ 125)، والخلال في العلل (كما في منتخبه لابن قدامةرقم45) عن الأشيب وهو الحسن بن موسى
ومسدد في مسنده-كما في إتحاف المهرة للبوصيري (رقم1476) -، ومن طريقه الطبراني في المعجم الكبير (7/ 278رقم7133)
كلاهما (الأشيب ومسدد) عن قَزَعَة بن سُوَيْدٍ عن (أبي عَاصِمٍ) عن أبي الأَشْعَثِ عن شَدَّادِ بن أَوْسٍ قال: قال رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: ((من قَرْضَ بَيْتَ شِعْرٍ بَعْدَ الْعِشَاءِ لم يَقْبَلِ اللَّهُ له تِلْكَ اللَّيْلَةَ صَلاةً))
وقد توبع عاصم أو أبو عاصم!:
فرواه علي بن الجعد في مسنده (ص496)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (36/ 418) من طريق عبد القدوس عن أبي الأشعث الصنعاني عن شداد بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرض بيت شعر بعد العشاء الآخرة لم تقبل له صلاة حتى يصبح)).
الحكم عليه:
إسناده ضعيف والمتابعة ساقطة.
فمدار الحديث على قزعة بن سويد وهو مختلف فيه وقد اضطرب في تسمية شيخه مع جهالة شيخه فهذه علل توهن الحديث وتضعفه وثم مزيد يأتي عند ذكر خلاصة القول في الحديث.
وأما المتابعة فلا يفرح بها لأن عبدالقدوس الشامي كذاب منكر الحديث متروكه، وقد أجمع العلماء على تركه ومجانبة حديثه، وأنه لا يعتبر به ولا يستشهد بحديثه.
ترجمة قزعة بن سويد:
قال الإمام أحمد: قَزَعَةُ بْنُ سُوِيدٍ مَا أَقَلَّ مَا يُرْوَى عَنْهُ، هُوَ شِبْهُ الْمَتْرُوكِ.
وقال مرة: مضطرب الحديث.
وقال يحيى بن معين: ثقة!! ولعله يعني في دينه لأنه سئل عنه فقال: ضعيف، وقال عنه: ليس بشيء.
وقال أيضاً: ليس بذاك القوي وهو صالح. ويعني بذلك في دينه أو صالح للمتابعة.
وقال أبو حاتم الرازي: ليس بذاك القوى محله الصدق وليس بالمتين يكتب حديثه ولا يحتج به.
وذكره أبو زرعة في كتاب الضعفاء.
وقال البخاري: وليس هو بذاك القوي.
وقال أبو داود والعباس العنبري والدارقطني والحافظ ابن حجر في التقريب: ضعيف.
وقال العجلي: لا بأس به وفيه ضعف وأبوه ثقة.
وقال النسائي: ضعيف.
وقال البزار: ليس به بأس، لم يكن بالقوي، وحدث عنه أهل العلم، واحتملوا حديثه.
وقال ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال (6/ 50) بعد أن أورد عدة أحاديث له ليس منها حديثنا هذا: "وقزعة بن سويد له أحاديث غير ما ذكرت أحاديث مستقيمة وأرجو أنه لا بأس به".
وقال ابن حبان في المجروحين (2/ 216): "كان كثير الخطأ فاحش الوهم فلما كثر ذلك في روايته سقط الاحتجاج بأخباره أخبرنا مكحول قال: سمعت جعفر بن أبان يقول سألت يحيى بن معين عن قزعة بن سويد فقال ليس بشيء" ثم ذكر له حديثاً شديد النكارة استدل به على شدة تخليط قزعة، وذكر له الذهبي في الميزان حديثاً آخر شديد النكارة مداره على قزعة مما يدل على أنه ضعيف.
وصحح له الحاكم في المستدرك، وضعفه ابن طاهر في ذخيرة الحفاظ (5/ 2474).
¥