فالخلاصة أن قزعة بن سويد ضعيف لكنه يصلح في المتابعات والشواهد.
وهذا الحديث ليس له متابعة صالحة، وليس له شاهد صالح كما هو واضح.
ترجمة عاصم بن مخلد:
قال أبو حاتم الرازي: شيخ مجهول.
(كذا نقله الحافظ في تعجيل المنفعة، وفي مطبوع الجرح والتعدي "شيخ" بدون كلمة مجهول)
وقال العقيلي في الضعفاء (3/ 339): "عاصم بن مخلد عن أبي الأشعث ولا يتابع عليه ولا يعرف إلا به"
وذكره ابن حبان في الثقات.
وقال ابن الجوزي: في عداد المجهولين.
وقال الذهبي: لا يعرف.
فيظهر أنه مجهول.
وقد اضطرب فيه قزعة بن سويد فمرة سماع: عاصم بن مخلد، ومرة سماه: أبا عاصم بن مخلد، وهذا يدل على عدم ضبطه لهذا الحديث على سبيل الخصوص.
ترجمة عبدالقدوس بن حبيب:
قال سبط بن العجمي في الكشف الحثيث بمن رمي بوضع الحديث (ص/171): "عبد القدوس بن حبيب الكلاعي الشامي الدمشقي أبو سعيد لم يذكر الذهبي في ترجمته أنه وضع.
وقد ذكره الشيخ محي الدين النووي في شرحه لمسلم في المقدمة مع غيره ثم قال فهؤلاء الجماعة المذكورون كلهم متهمون متروكون لا يتشاغل في حديثهم لشدة ضعفهم وشهرتهم بوضع الحديث انتهى
وهذا قاله مسلم في المقدمة ولفظه وقد ذكر جماعة ومنهم عبد القدوس الشامي وأشباههم ممن اتهم بوضع الحديث ورواية الأخبار انتهى ونقل بن الجوزي في الموضوعات عن بن حبان أنه كان يضع الحديث".
قال ابن حبان في المجروحين (2/ 131): "كان يضع الحديث على الثقات لا يحل كتابة حديثه ولا الرواية عنه وكان بن المبارك يقول لأن أقطع الطريق أحب إلي من أن أروي عن عبد القدوس الشامي"
كلام بعض العلماء على حديث شداد:
قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن رسول الله إلا من هذا الوجه ولا نعلم رواه عن النبي إلا شداد ولا له طريقا عن شداد إلا هذا الطريق وعاصم بن مخلد لا نعلم روى عنه إلا قزعة بن سويد وقزعة رجل من أهل البصرة ليس به بأس لم يكن بالقوى وحدث عنه أهل العلم واحتملوا حديثه وحدث عنه بهذا الحديث يزيد بن هارون وغيره".
وقال الذهبي في المغني في الضعفاء (1/ 321): "عاصم بن مخلد عن ابي الاشعث الصنعاني لا يعرف تفرد قزعة بن سويد الباهلي وهو مضطرب الحديث عن عاصم بن مخلد عن ابي الأشعث عن شداد بن اوس رفعه من قرض بيت شعر بعد العشاء لم تقبل له صلاة تلك الليلة"
وقال ابن كثير في تفسيره (3/ 581): "حديث غريب من هذا الوجه ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة والمراد بذلك نظمه لا إنشاده والله أعلم"
وقال الحافظ ابن حجر في تعجيل المنفعة (1/ 204): "عاصم بن مخلد عن أبي الأشعث الصنعاني وعنه قزعة بن سويد وثقة بن حبان قلت وقال بن أبي حاتم عن أبيه شيخ مجهول وذكر الإمام أحمد أن الأشيب يعني الحسن بن موسى خالف يزيد بن هارون فقال في مسند شداد بن أوس حدثنا يزيد بن هارون أنا قزعة بن سويد الباهلي عن عاصم بن مخلد عن أبي الأشعث عن شداد بن أوس رفعه من قرض بيت شعر بعد العشاء الآخرة لم تقبل له صلاة وقال أحمد حدثناه الأشيب فقال عن أبي عاصم عن أبي الأشعث وذكره الذهبي في الميزان وأشار إلى أنه تفرد عن أبي الأشعث بالخبر المذكور وقد اجترأ بن الجوزي فذكر الحديث في الموضوعات ولم ينفرد عاصم به بل تابعه عبد القدوس بن حبيب ذكر ذلك الذهبي في ترجمته لكن عاصما أصلح من عبد القدوس فكأن عبد القدوس سرقه منه"
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 315): "رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير وفي إسناد أحمد قزعة بن سويد الباهلي وثقه ابن معين وضعفه غيره وبقية رجال أحمد وثقوا"
وقال مرة أخرى (8/ 122): " رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير وفيه قزعة بن سويد الباهلي وثقه ابن معين وضعفه غيره وبقية رجاله ثقات"
وفي كلام الهيثمي تساهل ظاهر.
وقد ذكر ابن الجوزي الحديث في كتابه الموضوعات (1/ 426)، فتعقبه السيوطي في اللآلىء المصنوعة (1/ 199) حيث قال فيه: [العقيلي: حدثنا محمد بن عبدوس بن كامل حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب حدثنا يزيد بن هارون حدثنا قزعة بن سويد الباهلي عن عاصم بن مخلد عن أبي الأشعث الصنعاني عن شداد بن أوس قال قال رسول الله من قرض بيت شعر بعد العشاء الآخرة لم تقبل له صلاة تلك الليلة موضوع تفرد به عاصم وهو مجهول وقزعة مضطرب كثير الخطأ
¥