قلت (أي السيوطي): الحديث في مسند أحمد من هذا الطريق، وقال أبو الحسن الهيثمي في مجمعه قزعة وثقه ابن معين وضعفه غيره وبقية رجاله وثقوا وقال الحافظ ابن حجر في القول المسدد ليس في شيء مما ذكره أبو الفرج ما يقتضي الوضع وعاصم ليس مجهولا بل ذكره ابن حبان في الثقات ولم ينفرد به بل تابعه عبد القدوس بن حبيب عن أبي الأشعث أخرجه البغوي في الجعديات وقزعة وثقه الجمهور فقال أبو حاتم محله الصدق وقال ابن عدي أرجو أنه لا بأس به وقال ابن معين مرة ثقة ومرة ضعيف وقال البزار ليس بالقوي وقال العجلي لا بأس به وفيه ضعف فالحاصل أن حديثه في مرتبة الحسن
وقد رواه موسى بن أيوب عن الوليد بن مسلم عن الوليد بن سليمان عن أبي الأشعث عن عبيد الله عن عمر مرفوعا أورده ابن أبي حاتم في العلل ونقل عن أبيه أن الصواب وقفه وأن موسى أخطأ في رفعه
وقال في اللسان هذا الحديث أورده أحمد في مسنده عن يزيد بن هارون عن قزعة واجترأ ابن الجوزي فذكره في الموضوعات قوله إن عاصما تفرد به تبع فيه العقيلي فإنه قال ذلك في الضعفاء وعاصم ذكره ابن حبان في الثقات.
وقال محمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة حدثنا إسحاق أنبأنا الوليد بن مسلم عن الوليد بن أبي السائب قال سمعت أبا الأشعث الصنعاني يقول سمعت عبد الله بن عمرو يقول من قرض بيت شعر بعد صلاة العشاء لم تقبل له صلاة والله أعلم]
وقال ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 266 - 267): [(45) حديث من قرض بيت شعر بعد العشاء الأخيرة لم تقبل له صلاته تلك الليلة عن من حديث شداد بن أوس وفيه قزعة بن سويد مضطرب الحديث كثير الخطأ عن عاصم بن مخلد مجهول تعقب بأن الحديث فى مسند أحمد من هذا الوجه وقال الهيثمى فى المجمع قزعة وثقة ابن معين وضعفه غيره وبقية رجاله وثقوا وقال الحافظ ابن حجر فى القول المسدد ليس فى شئ مما ذكره أبو الفرج ما يقضى بالوضع وعاصم ليس بمجهول بل ذكره ابن حبان فى الثقات
ولم ينفرد به بل تابعه عبد القدوس بن حبيب أخرجه البغوى فى الجعديات
قلت (أي ابن عراق): لا عبرة بمتابعة عبد القدوس لأنه رمى بالكذب والوضع والله أعلم
وقزعة حاصل كلامهم فيه أن حديثه فى مرتبة الحسن
وورد من حديث ابن عمر أورده ابن أبى حاتم فى العلل من طريق موسى بن أيوب عن الوليد بن مسلم عن الوليد بن أبى السائب قال سمعت أبا الأشعث قال سمعت عبد الله بن عمرو فذكره ونقل عن أبيه أن الصواب وقفه وأن موسى أخطأ فى رفعه انتهى ملخصا
وذكر فى اللسان أن حديث ابن عمر الموقوف أخرجه محمد بن نصر المروزى فى كتاب الصلاة عن إسحق وهو ابن راهويه عن الوليد بن مسلم بسنده السابق].
وحكم شيخنا الألباني بنكارته في السلسلة الضعيفة (رقم2428)، وضعفه بدون ذكر النكارة في ضعيف الجامع وهو أولى إن كان المراد بالنكارة نكارة المعنى والله أعلم.
* * * * * *
ثانياً: حديث ابن عمرو رضي الله عنهما مرفوعاً وموقوفاً:
رواه الطبراني في مسند الشاميين (2/ 228رقم1238)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (60/ 399) نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي نا موسى ابن أيوب النصيبي نا الوليد بن مسلم نا الوليد بن سليمان بن أبي السائب قال سمعت أبا الأشعث الصنعاني يقول سمعت عبد الله بن عمرو رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((من قرض بيت شعر بعد العشاء لم تقبل له صلاة حتى يصبح)).
ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (63/ 137): أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم حدثنا عبد العزيز بن أحمد أخبرنا تمام بن محمد أخبرني أبو زرعة وابو بكر ابنا أبي دجانة حدثنا إبراهيم بن دحيم حدثنا أبي وهشام ومحمود قالوا أخبرنا الوليد بن مسلم حدثنا الوليد بن سليمان قال سمعت أبا الأشعت الصنعاني قال سمعت عبد الله بن عمرو يرويه قال هشام وحده يرويه قال: ((من قرض بيت شعر بعد العشاء لم يقبل له صلاة حتى يصبح))
ورجال ابن عساكر من شيخه إلى إبراهيم بن دحيم كلهم أئمة حفاظ، وكذا بقية السند إلى الصحابي الجليل عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما.
وشيوخ إبراهيم بن دحيم هم: والده عبدالرحمن بن إبراهيم وهو إمام أهل الشام في زمانه، ومحمود بن خالد السلمي وهو ثقة حافظ، وهشام بن عمار وهو صدوق عنده أوهام وأغلاط، ونعته الحافظ الذهبي بالحافظ، وهو كذلك إلا أنه كبر وتغير واتهم بقبول التلقين.
¥